المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



المدرسة الخاصة للأطفال المعوّقون  
  
1520   10:46 صباحاً   التاريخ: 19/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص147 ــ 154
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

مثل هؤلاء الأطفال إستثنائيون وفي الظروف العادية ليسوا مثل الآخرين. السؤال هو كيف نستطيع أن نعلّم هؤلاء؟ للجواب على هذا السؤال يوجد رأيان:

- رأي يقول بأرساله إلى مدرسة خاصة حتى ينمو ويترقى تحت تلك الظروف الجديدة.

- الرأي الآخر، هو أن يرسلوه إلى المدارس العادية حتى لا يتخلف عن الظروف العادية.

فكرتنا نحن: هي إن كان النقص مرتبط بالعين والأذن وان كان الطفل أعمى أو أبكم من حين ولادته فمن الأفضل أن يذهب إلى المدارس الاستثنائية، حيث البرامج الخاصة التي يتّبعها المعلمون والمربّون معهم، وان كان التخلف كالشلل والعرج والتلكّؤ في الكلام، فمن الأفضل أن يكون في المدرسة وفي الظروف العادية.

الميزة الموجودة في المدارس الاستثنائية هي الانتباه وإدراك الحس بالحس. مثل الرؤية بالسمع، او السمع بالرؤية، او اللمس بالرؤية، والحركة بالسمع، الكلام بالحركة و...

وبصورة عامة يتم تهيئة المحيط بصورة يتقدم الطفل المعوق والناقص في طريقه كبقيه الأفراد.

نماذج من العاهات والعلاج اللازم

نريد هنا طرح بعض النواقص الموجودة في الأطفال والقاء نظرة علها مع رعاية الاختصار، لنرى كيف يجب أن نتعامل مع هؤلاء الأطفال؟ وكيف نقدم على الاجراءات الاصلاحية وننجزها لهؤلاء.

أ: الاختلال في السمع

نحن نبدأ من السمع أولاً لأننا نعتقد أن الأذن والسمع لها دور أهم وأعلى في التربية عن بقية الحواس، البشر من الممكن أن يكون أعمى وأعوج، ولكنه يستطيع الوصول والحصول على رشد مناسب. مع أنه لو كان أصم فلا يقدر على التكلم والحديث، وحل مشاكله وقضاء حوائجهم والتفاهم مع الآخرين، وحتى لو استطاعوا ذلك فان سعة علومهم واطلاعهم لا تصل إلى الآخرين، الأذن من الحواس المهمة التي لها دور مهم في التربية والتعليم، وأكثر المكتسبات تتعلق بها.

النواقص في السمع متعددة ومتنوعة، ونحن في هذا المجال ننبّه إلى مسائل ونكات أهمها هي:

1ـ نوع الأختلالات: نوع الأختلالات في السمع تشمل الموارد الآتية:

- الاختلال في إنتقال الأمواج التي تصطدم بمشكلة فلا يسمع جيداً.

- الاختلال في الأعصاب السمعية التي ترتبط بالجهاز العصبي واشكالاتها.

- الاختلال في مركز السمع التي تمهّد الظروف للأصابة بالصمم في الأفراد.

لأجل المعرفة عن وضع السمع من الضروري أن نذهب إلى الفحص الطبي والاطلاع عن الضعف في السمع ودرجته، وعلاجه إيضاً يكون من ذلك الطريق.

2ـ أوضاعهم وأحوالهم: هؤلاء الذين يبتلون بهذا الاختلال لا يستطيعون ولا يقدرون على التعلم، بعض هؤلاء غير قادرين على التكلم ولا يستطيعون الانتفاع من الظروف العادية في الصف. أغلب هؤلاء لهم اختلالات إجتماعية، وعاطفية، وفي سلوكهم يحتاجون إلى تعليم خاص.

من الممكن أن يكون ذكائه جيداً ولكنه في نفس الوقت يتخلف عن الآخرين في التعليم.

بعض الأحيان من الممكن أن لا يسمعوا الا صوتاً واحداً، ومن الممكن كذلك أن يسمع عدة أصوات في أذنه فتسلب منه القدرة على السمع، وهذه كلها تعتبر من المشاكل التي تواجهه.

3ـ في طريق الاصلاح: تدرّس في المدارس الاستثنائية للذين لهم صمم كامل لغة الشفاه، حيث نستطيع أن ننتفع من رؤيتهم لطريقة التعليم، وفي بعض الأحيان نستطيع ان ننتفع من حواسهم الأخرى.

ومن جملة الأعمال التي تجرى للذين يعانون من نقص في السمع: الاجبار على إستماع الأصوات، إجبارهم على استماع الأصوات المسجّلة، الانتباه إلى الأصوات التي يولّدها المعلم، تعريفهم على أنواع الأصوات بصورة الرمز، مثل أصوات المأكولات، أصوات تصادم شيء صلب بآخر مثله. تعريفهم على الأصوات البعيدة والقريبة واتباع جهة الأصوات.

ب- الأختلال في الرؤية

هذا الاختلال ناتج عن العمى أو ضعف البصر. وهذا الأمر يسبب بروز مشاكل في أمر تحصيل الأطفال الذين يعانون من هذه الاختلال، يجب أن تجرى لهم أعمال معينة وتناقش أوضاعهم التي يعانون منها، ومن هذه الأمور:

1ـ معرفة وضعهم البصري: يجب أن تعرف الاختلالات البصرية بسرعة حتى يتم الاسراع بأجراء العلاج اللازم، وكذلك يجب أن نعمل شيئاً لأجل مدرستهم وكيفية تعليمهم. إن لم يوجد إمكان طبّي لتشخيص وضع هؤلاء نستطيع أن نعرف من الموارد التالية:

ـ الوضع المختل في الوجه.

- حني الرأس إلى الأسفل.

- عبوس الوجه.

- احمرار في العين وتورّم الأهداب.

- الحركة ببرود.

- صعوبة القراءة والدقة الكثيرة فيها.

- فقدان محل القراءة.

- الحساسية من الضوء.

- التقريب إلى العين.

- التهوّع حين القراءة.

2ـ حالاتهم وسلوكهم: أغلب العميان أو الذين يعانون من الضعف البصري إضافة على متاعبهم الجسمية مبتلين بأختلالات في سلوكهم وصعوبة في التعلم وروابطهم الاجتماعية، وكذلك يعانون من صعوبة في الانسجام مع محيطهم، وفي بعض الأحيان بسبب الضعف في الانسجام فانهم يفضلون الانزواء والاعتزال، وأيضاً فان تقدّمهم في الدراسة أبطئ من الآخرين ومن الممكن أن يتأخروا عن الآخرين لمدة سنتين.

إن كان هؤلاء فاقدين للبصر فحاسة سمعهم ستكون أقوى بكثير. وهم غير راضيين عن الظروف والأوضاع التي يعيشونها خصوصاً الذين لهم رغبة في العمل والدراسة ولا يتوفّقون إليها.

3ـ إصلاحهم: لأجل إصلاح هؤلاء حسب ظروف وأوضاع كل منهم تطرح مسائل عدة من ضمنها الاستفادة من الحروف، الأعداد، الألعاب، والاستفادة من اللمس والتكلم، إن التربية الصحيحة لأمثال هؤلاء، ستؤدّي في النهاية إلى تعلّم المطالب بصورة جيدة وحسنة، بل يستطيعون الوصول إلى المراحل العليا في الجامعة.

4ـ تعليمهم: لأجل تعليم هؤلاء المصابون بالعمى نستعمل حروف الـ (بريل) التي أخترعها (لوئيز بريل)، وهو أيضاً كان من التلاميذ العميان. أساسها مبتني على عدد ورمز، حروف بارزة تقرأ بالأصابع.

في نظام الـ (بريل)، يكون التعلم متأخر بمقدار الثلث أو الربع عن الحد المعمول وهذا الضعف قابل للجبران أيضاً وذلك بالاستفادة من جهاز التسجيل.

بعض الأحيان يجبرون الطفل على تمارين بصرية مثل الرسم، الرسم على صورة أخرى، ترتيب الأشياء تخطيط أوراق الرسم، ترتيب الأشكال الهندسية، ترتيب البناء بالمكعبات الخشبية، بلاستيكية...

ج- الاختلال في التكلّم

اللسان من أهم وسائل الاتصال بين الأفراد. والشخص الذي يعاني من خلل في اللسان لا يستطيع أن يقيم علاقات اجتماعية طبيعية.

1ـ المشكلة التي يعاني منها هؤلاء: المشكلة الأساسية هي أن بعض الأطفال مبتلين باختلال في التكلم، وذلك يكون بصورة لكنة في اللسان، شق أو فتحة في عظمة سقف الفم، نقص في اللسان، عدم القدرة على بيان المطالب.

وهذا الاختلال بدوره يؤثر على اختلالات أخرى، في الانسجام والعلاقات الاجتماعية، علّتها وجذورها من الممكن أن تكون جسمانية أو نفسية أو عاطفية وفي بعض الأحيان أساسها تربوي واجتماعي، أو قد تكون الأم بكماء والطفل أيضاً أبكم.

من الممكن أن تكون جذورها نفسية في بعض الأحيان، وقد يكون الخوف والاضطراب الشديد أحد اسبابها، وفي أحياناً اخرى يكون الإحساس بالذنب يسحبه إلى هذا الوادي. الضربات المفاجئة، نزول الصدمات أيضاً مؤثرة في هذا المجال.

2ـ في طريق العلاج: من الضروري لأجل علاجهم أن نكشف عن جذور المرض، نحاول أن نجعل محيط البيت هادئاً وبعيداً عن الاضطراب، أعطاء الطفل الثقة بالنفس. وحتى في بعض الموارد يجب أن نعالجه بالطريقة النفسية.

تحريضه وتشجيعه على التكلم بوضوح، تحريضه على الخطابة والحديث مع الانتباه الى وضعه المؤثر في هذا المجال. وكذلك تحريضه على النشاط، قد تكون الألعاب الجمعية مؤثرة في هذا المجال أيضاً.

يجب أن نسعى في العلاج أن لا نتعب الطفل، ولا نهّيجه. وأن لا نكلفه بأعمال شاقة وصعبة، لا نلومه، ولا نذكره بنقصه وخلله، وان نجتنب الضغوط والالحاح و...

د- الاختلالات الحركية

بعض الأطفال لديهم إختلالات حركية والتي مظاهرها هو مرض الصرع. والتشنجات الخفيفة والشديدة التي من الممكن أن تكون طويلة. وكذلك فمن الممكن أن تظهر في هؤلاء اختلالات عضلية. أي في العضلات والمفاصل والعظام. وأعمالهم غير طبيعية.

أما أسباب هذه الاختلالات فليس لدينا دليل واضح لها، ولكننا نقول بصورة عامة، العامل الوراثي والمحيطي مؤثر فيها، وفي بعض الأحيان من الممكن أن يكون إرهاش دم الام له أثر في هذه المسألة، وتلعب بعض الأحيان الاصابات الدماغية أو مسمومية الأم في فترة الحمل، وعدم وصول الأوكسجين الكافي أثناء الولادة.

بعض هؤلاء ليس عندهم الثقة الكافية ومصابون بالاضطراب والتردّد، ولا يستطيعون الأنتفاع بالحياة الطبيعية. ظروفهم الدراسية فيها نوع من الكسل.

يجب العلاج عن الطريق الطبي حتى لا يصاب هؤلاء بعدم التوازن في العاطفة ويرجع تعادلهم النفسي إلى محله، من الضروري كذلك السيطرة على تشنجات الطفل وحركاته، وإذا كان مصاباً بالصرع فيجب أن يعالج أو يدخل تحت نظام خاص.

هـ- الاختلالات الذهنية

في هذه الحالة يواجه الطفل المصاب صعوبة في الدرك والفهم ومن المتعارف أن تكون هذه المشكلة للأشخاص الذين درجة ذكائهم تقدر بنسبة 70 أو 80% فما دون، وينقسم هؤلاء الى ثلاثة أقسام هي:

- المجموعة القابلة للتعليم والتي لها القابلية على قبول التربية وتعلم الخط والقراءة.

- المجموعة القابلة للتربية الذين هم في مرحلة أقل ولا يستطيعون تعلم القراءة والكتابة.

- المجموعة العميقة التي لا يوجد فيها مجال لقبول التربية والكتابة والقراءة.

الاختلالات الذهنية من الممكن أن تسبب تخلف كبير في الدروس أو إشكالات في الادراك والحديث، أو في درجة الذكاء والانتباه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.