المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



شروط نجاح عناصر التربية  
  
1401   09:29 صباحاً   التاريخ: 12/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص31ــ33
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ولكن ما هي الشروط والضوابط التي تساعد عناصر التربية، وخاصة العنصر الانساني على النجاح في تربية الأولاد؟

والجواب منحصر فيما يلي:

أولاً: الوعي؛ ومعناه ضرورة ادراك الاشخاص للجهة التي يتعاملون معها وهذا ما يحتم عليهم معرفة ماهية الصفات والخصائص الغريزية التي يتمتع بها الطفل، ونوعية الميول والاهواء التي تتجاذبه، وما يحكمها من ظروف وعوامل، اضافة إلى ضرورة ادراك طبيعة رغباته ومطاليبه، والاسس التي نبغي تربيته وفقاً لها، وطبيعة المذهب الفكري الذي أخذت عنه هذه الاسس، والابعاد المطلوبة في ذلك، والاهداف المنشودة من وراء هذه التربية، والسبل المتبعة في هذا المجال، والإدوات والفنون التي نكرسها لتحقيق هذه الغاية، وما هي الاحداث التي يتعرض لها؟ وكيف يمكن التحكم بمثل هذه الاحداث والسيطرة عليها؟ و...الخ.

ثانياً: الايمان، أي الايمان بالفكر الذي نلتزم به ونريد لأولادنا ان يترعرعوا وفقاً لمبادئه. وهو الايمان الحقيقي الواضح والمتأتي عن وعي وعلم واقرار باللسان، ومؤيد بالعمل، وهو الايمان بالفعل ورد الفعل وتأثير التاريخ فينا وتأثيرنا فيه، والاعتقاد بالحساب والثواب والعقاب، والاقرار بحق الطفل وماله من حقوق في رقابنا، كما ان الايمان يعني الاقرار بتأثير الاحداث والوقائع و....الخ.

من البديهي ان وجود الوعي والايمان يقترن دوماً بالعمل، وبعبارة أخرى ان العمل نتاجٌ لوعي الفرد وايمانه، وخاصة العمل الصحيح، والمدروس، والمفيد والذي يؤتى به لنيل رضا الله وينطوي على ثمار نافعة للفرد والمجتمع.

اننا نعتقد ان من يقدم على الزواج والتكاثر بدون الالتفات الى مثل هذه الحقائق انما يخسر نفسه ويضر مجتمعه ويزوده بجيل ضائع وعابث، وانه سيكون - لا شك - عرضة للمؤاخذة في ازاء مثل هذا التقصير والاهمال.

مسألة المحاكاة

ينبغي ان لا تغيب هذه النقطة عن الاذهان في موضوع التربية وهي ان الطفل مقلد ومطبوع على محاكاة كل ما يرى من سلوك وتصرفات على ما فيها من بخل وحرص وانفاق وسرقة وخوف وتحايل، وعلى هذا الاساس فان الذين يمثلون بالنسبة للطفل القدوة والمثال ولاسيما اولئك الذين يعتبرهم أبطالاً، يؤثرون كثيراً على شخصيته فيتخذ من سلوكهم مثالاً يحتذي به سواء كان قبيحاً أم جميلاً.

وانطلاقاً من هذه الرؤية يؤكد الاسلام على طهارة البيئة، ويدعو جميع الناس الذين يعيشون في المجتمع الاسلامي إلى ان تكون كل تصرفاتهم قائمة على المعايير الاسلامية، وهذا التأكيد نابع من التكليف المفروض على جميع الناس من الوجهة الاخلاقية والشرعية من جهة، ولأجل ان يكون سلوكهم مثالاً يحتذي به الآخرون من جهة اخرى.

قد يرى الطفل احياناً شيئاً لا يقدر على تقليده في ذلك الحين، ومع ذلك فلا يستساغ القيام بأي تصرف قبيح امام ناظريه، وذلك لأن ذهنه يلتقط ما يراه حوله من صور ومشاهد، ثم انه يضع هذه الصور والمشاهد في المراحل التالية من النضج موضع الدراسة والتحليل ثم يطبقها عملياً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.