المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاستغفار والتسبيح لمن يُرِيدُ الولد
2024-11-10
استحباب نِساء قريش وبني هاشم
2024-11-10
النـماذج الـتقليديـة لسـلـوك المـستهـلك
2024-11-10
انـواع المـستـهلكـيـن فـي الاسـواق
2024-11-10
مراحل تـطور المـفهـوم التـسويـقــي 2
2024-11-10
مراحل تـطور المـفهـوم التـسويـقــي 1
2024-11-10



المشكلات المدرسية / العبثية والعصبية  
  
1254   11:47 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص148 ــ 149
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تربية الطفل، فن قائم بذاته، تتطلب ذكاء من قبل المربين، بالإضافة إلى الخبرة والجهد والتضحية، فليست مجرد روتين يتبع. نقدم الطعام، والكساء، والمأوى، مع الخدمات الصحية، والإرشادات الكلامية، إلى أن يصبح الطفل رجلاً فيتولى أمر نفسه بنفسه.

إن المسألة أبعد من ذلك بكثير، وأعمق من ذلك بكثير، فبمقدار ما تكون التربية الطفولية مستقيمة وسليمة بقدر ما نحصل على أطفال يتمتعون بالصحة النفسية التامة وبالسلوك الحسن.

ولو تأملنا في المضامين التربوية للغالبية العظمى من الأهل، ويطبقون هذه النظريات التربوية على أطفالهم لأصبنا بالدهشة والاستغراب، معظم الأسر تجد أن قائمة الزواجر والنواهي هي سيدة الموقف، (إياك أن كذا... إبتعد عن هذه... لا تمس تلك... إن فعلت ذلك سأضربك... لا تلعب بالتراب... لا توسخ ثيابك... احذر الاقتراب من كذا... أو ابتعد عن كذا...).

سلسلة من التحذيرات واللاءات يشحن بها ذهن الطفل الصغير حتى ليصبح عاجزاً عن التمييز بين ما يجب أن ينفذه وما لا يجب، بين ما هو ضار به فعلاً، وبين ما هو مزعج للأهل فقط ؟!.

هذه اللغة الجافة واللهجة القاسية، تفعل فعلها في نفسه، فعن طريق الفعل ورد الفعل تنعكس سلبيات هذه الطريقة على الوالدين أنفسهم، فبنفس اللغة التي خاطبته بها أمه، يخاطب بها إخوته، أو أمه بعد ذلك. فالصوت الرقيق الناعم الهادئ كمثير يستدعي استجابة هادئة، والعكس بالعكس. ولقد قيل في الإنجيل المقدس، (بنفس المكيال الذي تكيلون به، يكال لكم به)، حتى إن بعض الأطفال يخاطب أخته الكبرى أو أخيه الأكبر بنفس اللغة التي خوطب بها من قبل أمه، وبنفس اللهجة، ودون مراعاة لفارق السن وتراتبيته والطفل كما نعلم مقلد ماهر، فهو يقلد الأهل في حركاتهم وسكناتهم ومختلف سلوكياتهم.

- ومن الأخطاء التربوية الشائعة، أن بعض الآباء ينصب إبنه جاسوساً لتقصي ومراقبة ما تفعله الوالدة في غياب الأب، وما يسلكه أخوته من سلوك حيث يستدعى في المساء من قبل الأب لتفريغ ما لديه من معلومات، فيصفي الوالد حسابه مع المخطئين، ويشعر هذا (الجاسوس)، الحديث السن بالنشوة والانتصار وبالمكانة التي نالها عند والده، والتي تجعل منه شرطياً يتمتع بمهابة الجميع، والجميع يخافونه ويحسبون له حساباً، إن هذه مغالطة تربوية فظيعة، (فعلى الوالدين أن يراقبوا أولادهم بأنفسهم ويستغنون عن هذه الطريقة، التي تولد في نفوس أولادهم شعوراً طاغياً، لا يعلم مداه إلا الله)(1)، وفي اعتقادنا أن هذا الأسلوب التربوي يتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم من تحذير واضح من الغيبة والتجسس بدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. محمد مصطفى الديواني، حياة الطفل، ص133. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.