المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



معنى الطمع  
  
3979   11:22 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص85 ــ 88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018 2081
التاريخ: 21-12-2017 2239
التاريخ: 19-11-2019 1731
التاريخ: 24-5-2017 1985

الطمع نوع من الارادة الغير قابلة للقناعة يتصف بها الأفراد. والانسان المتصف بهذه الصفة يسعى إلى بسط يده على كل شيء ترغبه نفسه ليكون ملكه. ومعنى ذلك هو السعي لملء الفراغ الداخلي وتلبية هوى النفس وإرادة القلب.

والأصل في الأمر هو أن الانسان يسعى في الحصول على أي شيء يوفر له البقاء. وهذا بحد ذاته نوع من الحاجة ولكن البعض يسعى إلى تحقيق هذه الحاجة بأساليب غير مطلوبة.

هناك مظهر آخر من مظاهر الطمع. وهو ان الطماع عينه مفتوحة على الآخرين ينتظر أن يحصل منهم على شيء وذلك لافتقاره إلى غنى النفس. وقد ذ كروا ان هذا الأمر يمثل دافعاً يخلق لدى الانسان طاقة قوية ليتحرك إلى هدفه من حيث لا يشعر أو لا يعقل.

إن التفكير بالحصول على المال لا يعد أمراً قبيحاً، بشرط أن لا يوظف الانسان كل ما يملك في سبيل هذا الهدف. الأمر المندوب هو رفع الحاجة بالمستوى المتعارف. وما يتصف به الطماع هو السعي الغير محدود إلى حد إذلال النفس في سبيل الوصول إلى الهدف. وهذا الأمر يدل على فراغه.

وعلى هذا الأساس فان الطماع في أكثر الأحيان لا يتحلى بعزة النفس وغنى الطبع، ولا يتمتع بالتربية الكافية واللائقة في تمام مدة عمره، حيث عاش في بحر متلاطم من الحرمان مع ابوين تعاملوا معهم بعنف وشدة. فمقابل تأمين لقمة العيش لهم أذاقوهم مرارة العيش.

الآثار السلبية للطمع

الطمع يكون عاملاً في بروز العديد من الأضرار الكبيرة. وهذا البحث لا يسمح أن نذكر كل ما يتعلق بهذا الأمر ونكتفي بما يلي:

ـ الطمع يسبب البخل حيث لا يحب البخيل ان يذوق طعم نعمته غيره.

ـ تكون روح الطماع دائماً في حالة انقباض. فإذا طمع الانسان في شيء ولم يحصل عليه فإنه سيبقى حزيناً ومغموماً، حيث لا يأمن عواقب هذا الغم والانقباض.

ـ في بعض الأحيان يكون للطمع دوراً كبيراً في القضاء على عزة النفس، حيث يبدو الانسان ذليلاً ومغلوباً على أمره، فيفقد الفضائل الأخلاقية والانسانية لكي يصل إلى هدفه.

ـ إن الأطفال دائماً عرضة للفساد. والطمع الشديد يؤثر في إيجاد الانحراف والتزلزل لدى الطفل.

ـ ان الكثير يشكون من حالة اليأس والتهديد والمرض والحوادث فهم يعانون من نقص في الامكانات الضرورية.

ـ مثل هؤلاء إذا ما فقدوا شيئاً فانهم يشعرون بالإحباط والفشل والانكسار، وكأن مصائب الدنيا وقعت على رؤوسهم.

ـ الطمع يسبب في إيجاد الضبابية والغش على العلاقات بين الأفراد. فالبعض يخرجون عن حدودهم. فلا يرون للحق قيمة. ومعاناة الآخرين أمر طبيعي بالنسبة لهم.

فهؤلاء ومن أجل الوصول إلى أهدافهم يلجأون في بعض الأحيان إلى مهاجمة الآخرين. ولا يكترثون إذا ما اقترفوا جرماً وجناية فالحرص والطمع يكون مانعاً في نمو الطبع الانساني وقيداً في أرجل الانسان يمنعه من تحقيق عزة نفسه ورفعته فيبقى ذليلاً مغلوباً.

ـ الطمع إذا خرج من حده يسبب الطغيان، وهو عامل للكثير من الانحراف والسقوط.

ـ وأخيراً فان الطمع يسبب بروز الآلام والمتاعب الكثيرة. وهو عاملاً في الذلة والمعاناة وموجباً لفقدان الكرامة الانسانية ووسيلة لوقوع الاختلافات. وفي بعض الأحيان يهيء الأرضية لاقتراف الذنوب.

مخاطر الاستمرار في الطمع

حالة الطمع ممكن أن تكون موجودة في الطفل ولكنها غير بارزة. أو ان الآباء لا يعنون بها. ولكن هذه المسألة ستصبح في المستقبل مجلبة للآلام والحسرات. وجود هذه الصفة لدى الأطفال واليافعين لا تشكل خطراً يذكر. لكن الطفل إذا ما وصل إلى سن التمييز يجب أن يصبح إلى حد ما تحت المراقبة. وبعدها يجب السيطرة الكاملة على الطفل، وعندما يشاهد الأب أو المربي بروز هذه الصفة لدى الطفل فعليه أن يذكره بأن وضعه غير مناسب.

إن من أهم أسباب النزاعات هو الطمع. حيث قالوا: إن الطمع كان السبب في إيجاد العداء والحروب على طول التاريخ وفي شتى أنحاء العالم. والأطفال في سن الطفولة بسبب مطامعهم نراهم دائماً في حالة نزاع وعراك مع باقي الأطفال.

استمرار هذه الحالة في الفرد لها تأثير في بروز العبودية للمال والأشياء ويصبح الانسان مع هذه الحالة لئيماً ومنحطاً وتسبب له الجسارة والوقاحة. أو تجره إلى الرياء وحب الظهور والتملق لكي يحصل على ما يرغب الحصول عليه.

ان استمرار هذه الحالة تجعل من بعض الأفراد يديرون ظهورهم إلى شرفهم وأخلاقهم فلا يعبئون بالفضائل والقيم الأخلاقية والانسانية من أجل إطفاء جذوة الحرص والميول النفسية، فيبتعدون عن الانسانية. وبالنتيجة سيعيشون في حسرة وندم على ما فرطوا به. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.