أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
3770
التاريخ: 26-5-2022
2022
التاريخ: 17-04-2015
3568
التاريخ: 3/12/2022
1332
|
أما الإقبال على عبادة اللّه تعالى وطاعته فإنه من أبرز صفات الإمام ، فقد كان من أعبد الناس للّه في عصره ، وقد أخلص في طاعته للّه كأعظم ما يكون الإخلاص ، وإليك صورة موجزة عن عباداته :
أ - صلاته : ان الصلاة من أفضل العبادات وأهمّها في الإسلام ، وقد أشاد بها الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في كثير من أحاديثه :
قائلا ( عليه السّلام ) : « ما تقرب العبد إلى اللّه بعد المعرفة أفضل من الصلاة »[1] .
وقال ( عليه السّلام ) : « إن أفضل الأعمال عند اللّه يوم القيامة الصلاة ، وما أحسن من عبد توضأ فأحسن الوضوء »[2] .
وقال ( عليه السّلام ) : « الصلاة قربان كل تقي »[3].
وقال ( عليه السّلام ) : « أحب الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ الصلاة ، وهي آخر وصايا الأنبياء ، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم ينتحى حيث لا يراه أنيس فيشرف اللّه عليه وهو راكع أو ساجد إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس : يا ويله أطاعوا وعصيت ، وسجدوا وأبيت »[4].
وقال أبو بصير : دخلت على أم حميدة - زوجة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) - اعزّيها بأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) فبكت وبكيت لبكائها ، ثم قالت : يا أبا محمّد لو رأيت أبا عبد اللّه عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال : « اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة » . قالت فما تركنا أحدا إلّا جمعناه ، فنظر إليهم ثمّ قال : « إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة »[5].
ومن الجدير بالذكر أن الإمام ( عليه السّلام ) لم يدع نافلة من نوافل الصلاة إلّا أتى بها بخشوع وإقبال نحو اللّه .
وكان ( عليه السّلام ) إذا أراد التوجّه إلى الصلاة اصفرّ لونه ، وارتعدت فرائصه خوفا من اللّه تعالى ورهبة وخشية منه . وقد أثرت عنه مجموعة من الأدعية في حال وضوئه ، وتوجهه إلى الصلاة وفي قنوته ، وبعد الفراغ من صلاته[6].
ب - صومه : انّ الصوم من العبادات المهمة في الإسلام ، وذلك لما يترتب عليه من الفوائد الاجتماعية والصحية والأخلاقية ، « وهو جنّة من النار » - كما قال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) -[7].
وقد حث الإمام الصادق ( عليه السّلام ) الصائم على التحلي بالأخلاق والآداب التالية ، قال ( عليه السّلام ) : « وإذا صمت فليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك من القبيح والحرام ، ودع المراء ، وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام ، ولا تجعل يوم صومك مثل يوم فطرك سواء . . »[8].
وكان ( عليه السّلام ) صائما في أغلب أيامه تقربا إلى اللّه تعالى . أما شهر رمضان المبارك فكان يستقبله بشوق بالغ ، وقد أثرت عنه بعض الأدعية المهمة عند رؤيته لهلاله ، كما أثرت عنه بعض الأدعية في سائر أيامه وفي ليالي القدر المباركة وفي يوم عيد الأضحى الأغرّ[9].
ج - حجّه : أما الحج فهو بالإضافة إلى قدسيته فإنه من أهم المؤتمرات العبادية السياسية التي تعقد في العالم الإسلامي ، حيث تعرض فيه أهم المشاكل التي تواجه المسلمين سواء أكانت من الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية أو المشاكل السياسية الداخلية والخارجية ، مضافا إلى أنه من أهم الروابط التي يعرف بها المسلمون بعضهم بعضا .
وقد حجّ الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مرات متعددة والتقى بكثير من الحجاج المسلمين ، وقد كان المعلم والمرشد لهم على مسائل الحج ، فقد جهد هو وأبوه الإمام محمد الباقر ( عليهما السّلام ) على بيان أحكام الحجّ بشكل تفصيلي ، وعنهما أخذ الرواة والفقهاء أحكام هذه الفريضة ، ولولا هما لما عرفت مسائل الحجّ وأحكامه .
وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) يؤدّي بخضوع وخشوع مراسيم الحج من الطواف ، والوقوف في عرفات ومنى ، وقد روى بكر بن محمد الأزدي فقال :
خرجت أطوف ، وإلى جنبي الإمام أبو عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) حتّى فرغ من طوافه ثم مال فصلّى ركعتين بين ركن البيت والحجر ، وسمعته يقول في أثناء سجوده : « سجد وجهي لك تعبّدا ورقّا ، لا إله إلّا أنت حقا حقا ، الأول قبل كلّ شيء ، والآخر بعد كلّ شيء ، وها أنا ذا بين يديك ، ناصيتي بيدك فاغفرلي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك ، فاغفر لي ، فإني مقرّ بذنوبي على نفسي ، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك » .
ثم رفع رأسه الشريف ، ووجهه كأنما غمس في الماء من كثرة البكاء[10].
وروى حمّاد بن عثمان فقال : رأيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد بالموقف رافعا يده إلى السماء . . . وكان في موقف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وظاهر كفّيه إلى السماء [11].
وكان ( عليه السّلام ) إذا خرج من الكعبة المقدسة يقول : « اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، اللهم لا تجهد بلاءنا ، ولا تشمت بنا أعداءنا ، فإنك أنت الضار النافع »[12].
وروى حفص بن عمر - مؤذن علي بن يقطين - فقال : كنا نروي أنه يقف للناس في الحجّ سنة ( 140 ه ) خير الناس ، فحججت في تلك السنة ، فإذا إسماعيل بن عبد اللّه بن العباس واقف فداخلنا من ذلك غمّ شديد ، فلم نلبث ، وإذا بالإمام أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) واقف على بغلة له ، فرجعت أبشّر أصحابي ، وقلت : هذا خير الناس الذي كنا نرويه[13].
وكان من أعظم الخاشعين والداعين في مواقف الحجّ ، فقد روي أنّ سفيان الثوري قال : واللّه رأيت جعفر بن محمّد ( عليه السّلام ) ولم أر حاجّا وقف بالمشاعر ، واجتهد في التضرّع والابتهال أكثر منه ، فلمّا وصل عرفات أخذ من الناس جانبا ، واجتهد في الدعاء في الموقف[14].
[1] مجموعة ورام : 2 / 86 .
[2] وسائل الشيعة : 6 / 432 و 8 / 129 .
[3] المصدر السابق : 4 / 43 - 44 و 7 / 262 .
[4] المصدر السابق : 3 / 26 .
[5] وسائل الشيعة : 3 / 17 .
[6] راجع الصحفية الصادقية . وهي مجموعة الأدعية المأثورة عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .
[7] وسائل الشيعة : 3 / 290 .
[8] المصدر السابق : 1 / 165 .
[9] راجع الصحيفة الصادقية ، باقر شريف القرشي : 5 / 119 - 147 .
[10] قرب الإسناد : 28 .
[11] قرب الإسناد : 31 .
[12] المصدر السابق : 3 .
[13] المصدر السابق : 98 .
[14] حياة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : 1 / 71 نقلا عن ضياء العالمين .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|