المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



نظرة سريعة عن حياة الصادق "عليه السّلام"  
  
2078   05:57 مساءً   التاريخ: 26-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص328-331
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

الاسم: جعفر عليه السلام

اللّقب: الصادق

الكنية: أبو عبد الله

اسم الأب: محمد بن علي عليهما السلام

اسم الأمّ: أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر

الولادة: 17 ربيع الاول 83 هـ

الشهادة: 25 شوال 148 هـ

مدّة الإمامة: 34 سنة

مكان الدفن: المدينة المنورة/البقيع

 

النشأة الصالحة

عاش الإمام الصادق عليه السلام مع جدّه عليّ بن الحسين عليه السلام 12 سنةً، ومع أبيه عليه السلام بعد جدّه 19 سنةً، أمّا مدّة إمامته وخلافته بعد أبيه، فقد استمرّت 34 سنةً.

الظروف السياسيـّة في عصر الإمام

تولّى الإمام الصادق عليه السلام زمام الإمامة الفعليّة في حقبةٍ من الزمن، كان الصراع فيها على أشدّه بين الحكّام الأمويّين والعبّاسيّين، وفي خضمّ انتفاضات العلوّيين والزيديّين، والقرامطة، والزنج، وسواهم من طالبي السلطة، ما أتاح للإمام عليه السلام أن يُمارس نشاطه التبليغّي والتصحيحيّ، في ظروف سياسيّةٍ ملائمةٍ، بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب، وفي مناخٍ علميٍّ خصبٍ، تميّز بحريّة الفكر والاعتقاد، وزوال دواعي الخوف والتقيّة من الحكّام. وقد نأى الإمام عليه السلام بنفسه عن الحركات المعارضة للسلطة وخصوصاً تلك الّتي لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجّهاتها، وإنّما كان هدفها الوصول إلى السلطة.

ولأنّ المرحلة، آنذاك، كانت تتطلّب ثورةً إصلاحيّةً، من نوعٍ آخر لمواجهة الانحرافات الفكرية، الّتي كادت تُطيح بجوهر الإسلام، فيما لو انشغل الإمام عليه السلام عنها بالثورة المسلّحة، لذا نجد الإمام عليه السلام يركّز في حركته على تمتين وتقوية الأصول، والجذور الفكريّة والعلميّة مع أخذ دوره الرساليّ، كمعصوم من آل بيت النبوّة.

 

الدور الرساليّ للإمام عليه السلام

لقد أتاحت الظروف السياسيّة، الّتي سبقت الإشارة إليها، مساحةً من الحريّة للإمام، بنحو تمكّن معه من القيام بنشاطٍ واسعٍ في التأسيس للجماعة الصالحة، الّتي تحمل تعاليم الإسلام الصحيحة والسليمة.

وقد اتّبع الإمام عليه السلام في ذلك الخطوات التالية:

1- مواجهة الاتّجاهات المنحرفة: لقد راجت في عهد الإمام عليه السلام ، العديد من الاتِّجاهات المنحرفة، والبعيدة عن تعاليم الإسلام، فعمد الإمام عليه السلام إلى مواجهتها، بمختلف الوسائل والأساليب:

أ - واجه الزنادقة، أمثال ابن المقفع وابن أبي العوجاء والدّيصانيّ بأسلوبٍ مرنٍ وهادئٍ، رساليٍّ رصينٍ، أدحض به حججهم، وفنّد آراءهم وأثار في نفوسهم الثِّقة والاحترام له.

ب - تصدّى‏ عليه السلام للوضّاعين وأكاذيبهم، ونبّه إلى دورهم الخطير في تشويه الإسلام، وشدّد على طرح الأحاديث الّتي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة.

2- المدرسة الفقهيـّة والعلميـّة: تابع الإمام الصادق عليه السلام نهج والده في المدرسة الفقهيّة والعلميّة الّتي تستقي أحكامها من الإسلام، فازداد عدد طلاّبها، حتّى قال الحسن بن عليّ الوشاء: "أدركت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة – تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد"[1]. وقد جمع أهل الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة، على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل[2].

وما زاد من أهميّة هذه المدرسة أنّها شملت أتباعاً من غير الشيعة أيضاً، ما أفسح المجال لنشر التعاليم الإسلاميّة الصحيحة، والتقليل من حجم الانحراف الّذي وقع في الإسلام بسبب ما جرى على أهل البيت عليهم السلام.

كما اتّسعت هذه المدرسة لتشمل مختلف الاختصاصات كالفلسفة، وعلم الكلام، والطبّ، والرياضيّات، والكيمياء، بالإضافة إلى وضع القواعد والأصول الاجتهاديّة والفقهيّة للتّشريع الإسلاميّ، لكي تضمن بقاءه واستمراره.

3- بناء الجماعة الشيعيـّة الصالحة: اغتنم الإمام عليه السلام فرصة انشغال السلطة بحروبها ومشاكلها، لينصرف إلى الهمّ الأساسيّ وهو بناء جماعةٍ صالحةٍ تحمل فكر أهل البيت عليهم السلام ، وذلك من خلال تربيتها على العلم والتقوى، ومن خلال توعيتها سياسيّاً، حيث أكمل الإمام عليه السلام ترسيخ مبادئ الثورة الحسينيّة وأهدافها من خلال الحثّ على زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وإقامة المآتم الحسينيّة والتعريف بثورة الإمام الحسين عليه السلام.

 

الإمام بين حقبتين

شهد الإمام الصادق عليه السلام نهاية الدولة الأمويّة وبداية الدّولة العبّاسيّة، وفي مثل هذه الحالة، ينشغل الناس بالحروب والثورات، وينشغل الحكّام بعضهم ببعض، ما أفسح المجال لقيام الإمام الصادق عليه السلام بدوره العلميّ والتربويّ، على أكمل وجه، فنأى بنفسه بعيداً عن الصِّراعات السياسيّة والعسكريّة، ليتفرَّغ لعمله الأهمّ، الّذي يعتمد عليه قيام الدِّين الإسلاميّ، فواجه الأفكار الدخيلة، والمذاهب الفكريّة المنحرفة، حيث استطاع أن يُعطي الفكر الشيعيّ زخماً، خوّله الصمود أمام التيّارات الفكريّة المختلفة، وسمح له بالبقاء إلى يومنا هذا. ولذلك يسمَّى المذهب الشيعيّ الفقهيّ بالمذهب الجعفريّ.

 

الإمام عليه السلام والمنصور العبـّاسيّ

كان المنصور العبّاسيّ يغتاظ من إقبال الناس على الإمام عليه السلام والالتفاف حوله، وقد صرّح بذلك مراراً حيث اعتبره: "الشجى المعترض في الحلقْ". وينقل المفضّل بن عمرو حقيقة الموقف: "إنّ المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق عليه السلام غير مرّةٍ، وكان إذا بعث إليه من يقتله، فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله. غير أنّه منع الناس عنه، ومنعه عن القعود للناس، واستقصى عليه أشدّ الاستقصاء"[3].

كان المنصور يخشى من التعرّض للإمام عليه السلام ، لأنّ اعتراضه سيؤدّي إلى مضاعفاتٍ كبيرةٍ. ولكنَّ ذلك لم يمنع المنصور من ممارسة ضغوطاتٍ كبيرةٍ، وإحكام الرقابة عليه، ما جعل الإمام عليه السلام ينصح أصحابه بالسّريّة والكتمان، فكان يقول: "التقيّةُ من ديني، ودينِ آبائي، ولا دينَ لِمَنْ لا تقيّةَ لَهُ"[4].

ولكنّ المنصور لم يكن ليتورّع - رغم تحفّظات الإمام - عن ارتكاب أبشع جريمةٍ عن طريق دسّ السمّ للإمام عليه السلام الّذي استشهد من جراء ذلك سنة 148هـ، ودفن في البقيع إلى جانب أبيه وجدّه.

 

[1]  السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، تحقيق وتخريج حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، لبنان - بيروت، لا.ت، لا.ط، ج1، ص35.

[2]  العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 47، ص180.

[3]  العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 47، ص180.

[4]  المصدر نفسه، ج2، ص74.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.