أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
3816
التاريخ: 17-04-2015
3297
التاريخ: 16/12/2022
1683
التاريخ: 3/12/2022
2134
|
الاسم: جعفر عليه السلام
اللّقب: الصادق
الكنية: أبو عبد الله
اسم الأب: محمد بن علي عليهما السلام
اسم الأمّ: أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
الولادة: 17 ربيع الاول 83 هـ
الشهادة: 25 شوال 148 هـ
مدّة الإمامة: 34 سنة
مكان الدفن: المدينة المنورة/البقيع
النشأة الصالحة
عاش الإمام الصادق عليه السلام مع جدّه عليّ بن الحسين عليه السلام 12 سنةً، ومع أبيه عليه السلام بعد جدّه 19 سنةً، أمّا مدّة إمامته وخلافته بعد أبيه، فقد استمرّت 34 سنةً.
الظروف السياسيـّة في عصر الإمام
تولّى الإمام الصادق عليه السلام زمام الإمامة الفعليّة في حقبةٍ من الزمن، كان الصراع فيها على أشدّه بين الحكّام الأمويّين والعبّاسيّين، وفي خضمّ انتفاضات العلوّيين والزيديّين، والقرامطة، والزنج، وسواهم من طالبي السلطة، ما أتاح للإمام عليه السلام أن يُمارس نشاطه التبليغّي والتصحيحيّ، في ظروف سياسيّةٍ ملائمةٍ، بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب، وفي مناخٍ علميٍّ خصبٍ، تميّز بحريّة الفكر والاعتقاد، وزوال دواعي الخوف والتقيّة من الحكّام. وقد نأى الإمام عليه السلام بنفسه عن الحركات المعارضة للسلطة وخصوصاً تلك الّتي لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجّهاتها، وإنّما كان هدفها الوصول إلى السلطة.
ولأنّ المرحلة، آنذاك، كانت تتطلّب ثورةً إصلاحيّةً، من نوعٍ آخر لمواجهة الانحرافات الفكرية، الّتي كادت تُطيح بجوهر الإسلام، فيما لو انشغل الإمام عليه السلام عنها بالثورة المسلّحة، لذا نجد الإمام عليه السلام يركّز في حركته على تمتين وتقوية الأصول، والجذور الفكريّة والعلميّة مع أخذ دوره الرساليّ، كمعصوم من آل بيت النبوّة.
الدور الرساليّ للإمام عليه السلام
لقد أتاحت الظروف السياسيّة، الّتي سبقت الإشارة إليها، مساحةً من الحريّة للإمام، بنحو تمكّن معه من القيام بنشاطٍ واسعٍ في التأسيس للجماعة الصالحة، الّتي تحمل تعاليم الإسلام الصحيحة والسليمة.
وقد اتّبع الإمام عليه السلام في ذلك الخطوات التالية:
1- مواجهة الاتّجاهات المنحرفة: لقد راجت في عهد الإمام عليه السلام ، العديد من الاتِّجاهات المنحرفة، والبعيدة عن تعاليم الإسلام، فعمد الإمام عليه السلام إلى مواجهتها، بمختلف الوسائل والأساليب:
أ - واجه الزنادقة، أمثال ابن المقفع وابن أبي العوجاء والدّيصانيّ بأسلوبٍ مرنٍ وهادئٍ، رساليٍّ رصينٍ، أدحض به حججهم، وفنّد آراءهم وأثار في نفوسهم الثِّقة والاحترام له.
ب - تصدّى عليه السلام للوضّاعين وأكاذيبهم، ونبّه إلى دورهم الخطير في تشويه الإسلام، وشدّد على طرح الأحاديث الّتي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة.
2- المدرسة الفقهيـّة والعلميـّة: تابع الإمام الصادق عليه السلام نهج والده في المدرسة الفقهيّة والعلميّة الّتي تستقي أحكامها من الإسلام، فازداد عدد طلاّبها، حتّى قال الحسن بن عليّ الوشاء: "أدركت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة – تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد"[1]. وقد جمع أهل الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة، على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل[2].
وما زاد من أهميّة هذه المدرسة أنّها شملت أتباعاً من غير الشيعة أيضاً، ما أفسح المجال لنشر التعاليم الإسلاميّة الصحيحة، والتقليل من حجم الانحراف الّذي وقع في الإسلام بسبب ما جرى على أهل البيت عليهم السلام.
كما اتّسعت هذه المدرسة لتشمل مختلف الاختصاصات كالفلسفة، وعلم الكلام، والطبّ، والرياضيّات، والكيمياء، بالإضافة إلى وضع القواعد والأصول الاجتهاديّة والفقهيّة للتّشريع الإسلاميّ، لكي تضمن بقاءه واستمراره.
3- بناء الجماعة الشيعيـّة الصالحة: اغتنم الإمام عليه السلام فرصة انشغال السلطة بحروبها ومشاكلها، لينصرف إلى الهمّ الأساسيّ وهو بناء جماعةٍ صالحةٍ تحمل فكر أهل البيت عليهم السلام ، وذلك من خلال تربيتها على العلم والتقوى، ومن خلال توعيتها سياسيّاً، حيث أكمل الإمام عليه السلام ترسيخ مبادئ الثورة الحسينيّة وأهدافها من خلال الحثّ على زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وإقامة المآتم الحسينيّة والتعريف بثورة الإمام الحسين عليه السلام.
الإمام بين حقبتين
شهد الإمام الصادق عليه السلام نهاية الدولة الأمويّة وبداية الدّولة العبّاسيّة، وفي مثل هذه الحالة، ينشغل الناس بالحروب والثورات، وينشغل الحكّام بعضهم ببعض، ما أفسح المجال لقيام الإمام الصادق عليه السلام بدوره العلميّ والتربويّ، على أكمل وجه، فنأى بنفسه بعيداً عن الصِّراعات السياسيّة والعسكريّة، ليتفرَّغ لعمله الأهمّ، الّذي يعتمد عليه قيام الدِّين الإسلاميّ، فواجه الأفكار الدخيلة، والمذاهب الفكريّة المنحرفة، حيث استطاع أن يُعطي الفكر الشيعيّ زخماً، خوّله الصمود أمام التيّارات الفكريّة المختلفة، وسمح له بالبقاء إلى يومنا هذا. ولذلك يسمَّى المذهب الشيعيّ الفقهيّ بالمذهب الجعفريّ.
الإمام عليه السلام والمنصور العبـّاسيّ
كان المنصور العبّاسيّ يغتاظ من إقبال الناس على الإمام عليه السلام والالتفاف حوله، وقد صرّح بذلك مراراً حيث اعتبره: "الشجى المعترض في الحلقْ". وينقل المفضّل بن عمرو حقيقة الموقف: "إنّ المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق عليه السلام غير مرّةٍ، وكان إذا بعث إليه من يقتله، فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله. غير أنّه منع الناس عنه، ومنعه عن القعود للناس، واستقصى عليه أشدّ الاستقصاء"[3].
كان المنصور يخشى من التعرّض للإمام عليه السلام ، لأنّ اعتراضه سيؤدّي إلى مضاعفاتٍ كبيرةٍ. ولكنَّ ذلك لم يمنع المنصور من ممارسة ضغوطاتٍ كبيرةٍ، وإحكام الرقابة عليه، ما جعل الإمام عليه السلام ينصح أصحابه بالسّريّة والكتمان، فكان يقول: "التقيّةُ من ديني، ودينِ آبائي، ولا دينَ لِمَنْ لا تقيّةَ لَهُ"[4].
ولكنّ المنصور لم يكن ليتورّع - رغم تحفّظات الإمام - عن ارتكاب أبشع جريمةٍ عن طريق دسّ السمّ للإمام عليه السلام الّذي استشهد من جراء ذلك سنة 148هـ، ودفن في البقيع إلى جانب أبيه وجدّه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|