المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

من هو المُؤذِّن ! والمنادي؟
26-10-2014
تقدير الكولسترول في مصل الدم
2024-08-26
Falsetto
16-6-2022
الشاب وحب الكبرياء والظهور
2023-04-29
الجذر Root
14-2-2017
The Octet Rule
29-5-2019


احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1677   04:20 مساءً   التاريخ: 31/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص180-186
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016 3054
التاريخ: 13-4-2016 9832
التاريخ: 31-3-2016 3326
التاريخ: 24/10/2022 1132

إنّ فن الاحتجاج والمناظرة العلمية فنّ جليل لما ينبغي أن يتمتّع به المناظر من مقدرة علمية وإحاطة ودقّة ولياقة أدبية .

وقد تميّز أئمّة أهل البيت صلوات اللّه عليهم أجمعين بهذا الفنّ ، واستطاعوا من خلال هذا المجال إفحام خصومهم وإثبات جدارتهم العلمية بنحو لا يدع مجالا للريب في أنّهم مؤيّدون بتأييد ربّاني ، وكما عبّر بعض أعدائهم : أنّهم أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا .

وقد جمع العلّامة الطبرسي جملة من احتجاجات المعصومين الأربعة عشر : الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) والزهراء ( عليها السّلام ) والأئمّة الاثني عشر ( عليهم السّلام ) في كتابه المعروف بالاحتجاج ، ونشير هنا إلى بعض احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

1 - جاء رجل من أهل البصرة إلى عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) فقال :

يا عليّ بن الحسين ! إنّ جدّك عليّ بن أبي طالب قتل المؤمنين ، فهملت عينا عليّ بن الحسين دموعا حتى امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها على الحصى ، ثم قال :

« يا أخا أهل البصرة ، لا واللّه ما قتل عليّ مؤمنا ، ولا قتل مسلما ، وما أسلم القوم ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه ، وقد علمت صاحبة الجدب والمستحفظون من آل محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبيّ الامّي ، وقد خاب من افترى » .

فقال شيخ من أهل الكوفة : يا عليّ بن الحسين ! إنّ جدّك كان يقول :

« إخواننا بغوا علينا » .

فقال عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) : « أما تقرأ كتاب اللّه وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً * فهم مثلهم أنجى اللّه عزّ وجلّ هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم »[1].

2 - وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) فقال له : جعلني اللّه فداك ، أخبرني عن قول اللّه عز وجل : وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ[2].

قال له ( عليه السّلام ) : « ما يقول الناس فيها قبلكم ؟ » .

قال : يقولون إنّها مكّة .

فقال ( عليه السّلام ) : « وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكّة » .

قال : فما هو ؟

قال ( عليه السّلام ) : « إنّما عنى الرجال » .

قال : وأين ذلك في كتاب اللّه ؟

فقال ( عليه السّلام ) : « أو ما تسمع إلى قوله عز وجل : وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ[3] وقال : وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا[4] وقال : وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها[5] أفيسأل القرية أو الرجال أو العير ؟

قال : وتلا عليه آيات في هذا المعنى .

قال : جعلت فداك ! فمن هم ؟

قال : نحن هم .

فقال ( عليه السّلام ) : « أو ما تسمع إلى قوله : سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ؟ » .

قال ( عليه السّلام ) : « آمنين من الزيغ »[6].

4 - وروي : أنّ زين العابدين ( عليه السّلام ) مرّ بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى ، فوقف ( عليه السّلام ) عليه ثم قال :

« أمسك ، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين اللّه إذا نزل بك غدا ؟ » .

قال : لا .

قال : « أفتحدّث نفسك بالتحوّل والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ؟ » قال : فأطرق مليّا ثم قال : إنّي أقول ذلك بلا حقيقة .

قال : « أفترجو نبيّا بعد محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) يكون لك معه سابقة ؟ » .

قال : لا .

قال : « أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ؟ » .

قال : لا .

قال : « أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟ إنّك على حال لا ترضاها ولا تحدّث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيّا بعد محمّد ، ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس » ، قال : فلمّا ولّى ( عليه السّلام ) قال الحسن البصري : من هذا ؟

قالوا : عليّ بن الحسين .

قال : أهل بيت علم ، فما رئي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس[7] .

5 - وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) يحدّث رجلا من قريش قال :

لمّا تاب اللّه على آدم واقع حوّاء ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت إلّا في الأرض ، وذلك بعد ما تاب اللّه عليه ، قال : وكان آدم يعظّم البيت وما حوله من حرمة البيت ، فكان إذا أراد أن يغشى حوّاء خرج من الحرم وأخرجها معه ، فإذا جاز الحرم غشيها في الحلّ ، ثمّ يغتسلان إعظاما منه للحرم ، ثمّ يرجع إلى فناء البيت .

قال : فولد لآدم من حوّاء عشرون ذكرا وعشرون أنثى ، فولد له في كلّ بطن ذكر وأنثى ، فأول بطن ولدت حواء « هابيل » ومعه جارية يقال لها : « أقليما » ، قال : وولدت في البطن الثاني « قابيل » ومعه جارية يقال لها : « لوزا » ، وكانت لوزا أجمل بنات آدم ، ( قال ) :

فلمّا أدركوا خاف عليهم آدم الفتنة فدعاهم إليه فقال : أريد أن أنكحك يا هابيل لوزا ، وأنكحك يا قابيل أقليما .

قال قابيل : ما أرضى بهذا ، أتنكحني أخت هابيل القبيحة ، وتنكح هابيل أختي الجميلة ؟

قال : فأنا أقرع بينكما ، فإن خرج سهمك يا قابيل على لوزا وخرج سهمك يا هابيل على أقليما زوّجت كلّ واحد منكما التي خرج سهمه عليها ، قال : فرضيا بذلك فاقترعا ، قال :

فخرج سهم هابيل على لوزا أخت قابيل ، وخرج سهم قابيل على أقليما أخت هابيل ، قال :

فزوّجهما على ما خرج لهما من عند اللّه ، قال : ثمّ حرّم اللّه نكاح الأخوات بعد ذلك » .

قال : فقال له القرشي : فأولداهما ؟

قال : نعم .

قال : فقال القرشي : فهذا فعل المجوس اليوم !

قال : فقال عليّ بن الحسين : « إنّ المجوس إنّما فعلوا ذلك بعد التحريم من اللّه » .

ثمّ قال له عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) : « لا تنكر هذا ، إنّما هي الشرايع جرت ، أليس اللّه قد خلق زوجة آدم منه ثمّ أحلّها له ؟ ! فكان ذلك شريعة من شرايعهم ، ثمّ أنزل اللّه التحريم بعد ذلك »[8].

6 - روي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السّلام ) قال : « لمّا قتل الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) أرسل محمّد بن الحنفية إلى عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) فخلا به ثم قال : يا بن أخي ! قد علمت أنّ رسول اللّه كان جعل الوصيّة والإمامة من بعده لعليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ثمّ إلى الحسن ، ثمّ إلى الحسين ، وقد قتل أبوك ( رضى اللّه عنه ) وصلّي عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وأنا في سنّي وقدمتي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصيّة والإمامة ولا تخالفني .

فقال له عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) : « اتق اللّه ولا تدّع ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، يا عم ! إنّ أبي صلوات اللّه عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عندي ، فلا تعرض لهذا فإنّي أخاف عليك بنقص العمر وتشتت الحال ، وإنّ اللّه تبارك وتعالى أبى إلّا أن يجعل الوصيّة والإمامة إلّا في عقب الحسين ، فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك » .

قال الباقر ( عليه السّلام ) : « وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكّة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود ، فقال عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) لمحمّد :

إبدأ فابتهل إلى اللّه واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد في الدعاء وسأل اللّه ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) :

« أما إنّك يا عمّ لو كنت وصيّا وإماما ؛ لأجابك » .

فقال له محمّد : فادع أنت يا بن أخي ، فدعا اللّه عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) بما أراد ثمّ قال : « أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لمّا أخبرتنا بلسان عربيّ مبين من الوصيّ والإمام بعد الحسين بن عليّ » ، فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه اللّه بلسان عربيّ مبين فقال :

اللّهمّ إنّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن عليّ بن أبي طالب إلى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وابن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) » ، فانصرف محمّد وهو يتولّى عليّ بن الحسين ( عليه السّلام )[9].

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين ( عليهم السّلام ) قال :

« نحن أئمّة المسلمين ، وحجج اللّه على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغرّ المحجّلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منّا ؛ لساخت الأرض بأهلها » .

ثمّ قال : « ولم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجّة للّه فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه ، ولولا ذلك لم يعبد اللّه »[10].

 


[1] الاحتجاج للطبرسي : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

[2] سبأ ( 34 ) : 18 .

[3] الطلاق ( 65 ) : 8 .

[4] الكهف ( 18 ) : 59 .

[5] يوسف ( 12 ) : 82 .

[6] الاحتجاج 2 : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

[7] الاحتجاج للطبرسي : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

[8] الاحتجاج : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

[9] الاحتجاج : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

[10] الاحتجاج : احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.