المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

ازمة انخفاض اسعار النفط وأثرها في العالم
26-10-2020
اخباره (عليه السلام) جيشه المتخاذل بان له الذل والهوان
4-5-2016
البنيان المقدس
26-9-2018
تطبيق الارضيات ( إنهاء الارضيات )
29-1-2023
التهكُّم
25-09-2015
مجموعة الأعداد الكلية Whole Numbers
8-12-2015


أدب الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1551   04:18 مساءً   التاريخ: 31/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص179-180
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 4060
التاريخ: 22/10/2022 1161
التاريخ: 2-4-2016 4303
التاريخ: 31-3-2016 3105

إنّ الإمام السجّاد توفّر على نتاج فنّيّ ضخم يجيء - من حيث الكمّ - بعد الإمام عليّ ( عليه السّلام ) كما يجيء - من حيث الكيف - متميّزا بسمات خاصة ، وفي مقدمة ذلك أدب الدعاء الذي منحه السجاد ( عليه السّلام ) خصائص فكرية وفنّيّة تفرّد بها[1].

اتّجه الإمام في أدبه الخاصّ إلى نقد الأوضاع المنحرفة ، وإلى بناء الشخصية الإسلامية في المستويين الفردي والاجتماعي ، بحيث يمكن القول بأنّ أدبه كان تجسيدا للحركة الإسلامية مقابل الأدب الدنيوي الذي بدأ ينحرف مع انحرافات السلطة ، وينحدر إلى ما هو عابث ومظلم ومنحرف[2].

وجاء في الصحيفة السجّادية الجامعة نقلا عن الأصمعيّ أنّه قال : كنت أطوف حول الكعبة ليلة ، فإذا شابّ ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان وهو متعلّق بأستار الكعبة ويقول : « نامت العيون وغارت النجوم وأنت الملك الحيّ القيّوم ، غلّقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حرّاسها ، وبابك مفتوح للسائلين ، جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين » .

ثم أنشأ يقول :

يا من يجيب دعاء المضطرّ في الظلم * يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت قاطبة * وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم

أدعوك ربّ دعاء قد أمرت به * فارحم بكائي بحقّ البيت والحرم

إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالنعم ؟

قال : فاقتفيته فإذا هو زين العابدين ( عليه السّلام ) .

كما جاء فيها عن طاووس اليماني أنّه قال : رأيت في جوف الليل رجلا متعلّقا بأستار الكعبة وهو يقول :

« ألا يا أيّها المأمول في كلّ حاجة * شكوت إليك الضرّ فاسمع شكايتي

ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلّها واقض حاجتي

فزادي قليل لا أراه مبلّغي * أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي

أتيت بأعمال قباح ردية * فما في الورى خلق جنى كجنايتي

أتحرقني في النار يا غاية المنى * فأين رجائي منك ، أين مخافتي ؟

قال : فتأمّلته فإذا هو عليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) .

ومن أدبه المنظوم أيضا ما ذكره أحمد فهمي محمد في كتاب الإمام زين العابدين عن فضل أهل البيت ( عليهم السّلام ) ومكانتهم :

لنحن على الحوض روّاده * نذود ونسقي وراده

وما فاز من فاز إلّا بنا * وما خاب من حبّنا زاده

ومن سرّنا نال منّا السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبنا حقّنا * فيوم القيامة ميعاده

 

[1] تأريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 353 .

[2] تأريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 353 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.