أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015
![]()
التاريخ: 30-3-2016
![]()
التاريخ: 30-3-2016
![]()
التاريخ: 11-04-2015
![]() |
1 - وضوؤه :
الوضوء هو نور وطهارة من الذنوب ، والمقدمة الأولى للصلاة ، وكان الإمام ( عليه السّلام ) دوما على طهارة ، وقد تحدّث الرواة عن خشوعه للّه في وضوئه ، فقالوا : إنّه إذا أراد الوضوء اصفرّ لونه ، فيقول له أهله : ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟ فيجيبهم قائلا : « أتدرون بين يدي من أقوم ؟ ! »[1].
2 - صلاته :
أمّا الصلاة فمعراج المؤمن وقربان كلّ تقيّ كما في الحديث الشريف ، وكانت الصلاة من أهم الرغبات النفسية للإمام ( عليه السّلام ) فقد اتّخذها معراجا ترفعه إلى اللّه تعالى ، وكانت تأخذه رعدة إذا أراد الشروع في الصلاة ، فقيل له في ذلك فقال : « أتدرون بين يدي من أقوم ، ومن أناجي ؟ ! »[2]. ونعرض لبعض شؤونه في حال صلاته .
أ - تطيّبه للصلاة :
وكان الإمام إذا أراد الصلاة تطيّب من قارورة كان قد جعلها في مسجد صلاته[3] .
ب - لباسه في صلاته :
وكان الإمام ( عليه السّلام ) إذا أراد الصلاة لبس الصوف وأغلظ الثياب[4] ، مبالغة منه في إذلال نفسه أمام الخالق العظيم .
ج - خشوعه في صلاته :
كانت صلاته تمثّل الانقطاع التامّ إلى اللّه جلّ جلاله والتجرّد من عالم المادّيات ، فكان لا يحسّ بشيء من حوله ، بل لا يحسّ بنفسه فيما تعلّق قلبه باللّه تعالى ، ووصفه الرواة في حال صلاته ، فقالوا : كان إذا قام إلى الصلاة غشي لونه بلون آخر ، وكانت أعضاؤه ترتعد من خشية اللّه ، وكان يقف في صلاته موقف العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، وكان يصلّي صلاة مودّع يرى أنّه لا يصلّي بعدها أبدا[5].
وتحدّث الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن خشوع أبيه في صلاته فقال : « كان عليّ بن الحسين إذا قام في الصلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلّا ما حركت الريح منه »[6].
ونقل أبان بن تغلب إلى الإمام الصادق ( عليه السّلام ) صلاة جدّه الإمام السجاد ( عليه السّلام ) فقال له : إنّي رأيت عليّ بن الحسين إذا قام في الصلاة غشي لونه بلون آخر ، فقال له الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : « واللّه إنّ عليّ بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه . . . »[7].
وكان من مظاهر خشوعه في صلاته أنّه إذا سجد لا يرفع رأسه حتى يرفض عرقا[8] أو كأنّه غمس في الماء من كثرة دموعه وبكائه[9] ، ونقل عن أبي حمزة الثمالي أنّه رأى الإمام قد صلّى فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوّه فسأله أبو حمزة عن ذلك فقال له : « ويحك ، أتدري بين يدي من كنت ؟ إنّ العبد لا يقبل من صلاته إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه »[10].
د - صلاة ألف ركعة :
وأجمع المترجمون للإمام ( عليه السّلام ) أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة[11] ، وأنّه كانت له خمسمائة نخلة ، فكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين[12] ونظرا لكثرة صلاته ؛ فقد كانت له ثفنات في مواضع سجوده كثفنات البعير ، وكان يسقط منها في كلّ سنة ، فكان يجمعها في كيس ، ولمّا توفّي ( عليه السّلام ) دفنت معه[13].
ه - كثرة سجوده :
إنّ أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو في حال سجوده كما في الحديث الشريف ، وكان الإمام ( عليه السّلام ) كثير السجود للّه تعالى خضوعا وتذلّلا له ، وروي :
أنّه خرج مرّة إلى الصحراء فتبعه مولى له فوجده ساجدا على حجارة خشنة ، فأحصى عليه ألف مرّة يقول : « لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا ، لا إله إلّا اللّه تعبّدا ورقّا ، لا إله إلّا اللّه إيمانا وصدقا »[14].
وكان يسجد سجدة الشكر ، ويقول فيها مئة مرّة : « الحمد للّه شكرا » ، ثمّ يقول : « يا ذا المنّ الذي لا ينقطع أبدا ، ولا يحصيه غيره عددا ، ويا ذا الجود الذي لا ينفد أبدا ، يا كريم ، يا كريم » ويتضرّع بعد ذلك ويذكر حاجته[15].
و - كثرة تسبيحه :
وكان دوما مشغولا بذكر اللّه تعالى وتسبيحه وحمده ، وكان يسبّح اللّه بهذه الكلمات : « سبحان من أشرق نوره كلّ ظلمة ، سبحان من قدّر بقوته كلّ قدرة ، سبحان من احتجب عن العباد بطرائق نفوسهم فلا شيء يحجبه ، سبحان اللّه وبحمده »[16]
ز - ملازمته لصلاة الليل :
من النوافل التي كان لا يدعها الإمام ( عليه السّلام ) صلاة الليل ، فكان مواظبا عليها في السفر والحضر[17] إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى .
ح - دعاؤه بعد صلاة الليل :
وكان ( عليه السّلام ) إذا فرغ من صلاة الليل دعا بهذا الدعاء الشريف ، وهو من غرر أدعية أئمّة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وإليك بعض مقاطعه :
« اللّهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود والسلطان ، الممتنع بغير جنود ولا أعوان ، والعزّ الباقي على مرّ الدهور وخوالي الأعوام[18] ومواضي الأزمان والأيام ، عزّ سلطانك عزا لا حدّ له بأوّلية ولا منتهى له بآخرية ، واستعلى ملكك علوّا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده[19] ولا يبلغ أدنى ما استأثرت من ذلك أقصى نعت الناعتين ، ضلّت فيك الصفات وتفسّخت[20] دونك النعوت ، وحارت في كبريائك لطائف الأوهام ، كذلك أنت اللّه الأوّل في أوّليّتك ، وعلى ذلك أنت دائم لا تزول ، وأنا العبد الضعيف عملا الجسيم أملا ، خرجت من يدي أسباب الوصلات[21] إلّا ما وصله رحمتك ، وتقطّعت عنّي عصم[22] الآمال إلّا ما أنا معتصم به من عفوك ، قلّ عندي ما أعتد به من طاعتك ، وكثر عليّ ما أبوء[23] به من معصيتك ، ولن يضيق عليك عفو عن عبدك ، وإن أساء فاعف عنّي . . . » .
« اللهمّ إنّي أعوذ بك من نار تغلّظت بها على من عصاك ، وتوعّدت بها على من صدف[24] عن رضاك ، ومن نار نورها ظلمة ، وهيّنها أليم ، وبعيدها قريب ، ومن نار يأكل بعضها بعض ، ويصول[25] بعضها على بعض ، ومن نار تذر[26] العظام رميما[27] ، وتسقي أهلها حميما[28] ، ومن نار لا تبقي على من تضرّع إليها ، ولا ترحم من استعطفها ، ولا تقدر على التخفيف عمّن خشع لها واستسلم إليها ، تلق سكانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال[29] وشديد الوبال[30] . . . »[31].
وذبل الإمام ( عليه السّلام ) من كثرة العبادة وأجهدته أيّ إجهاد ، وقد بلغ به الضعف أنّ الريح كانت تميله يمينا وشمالا بمنزلة السنبلة[32] التي تميلها الريح .
وقال ابنه عبد اللّه : كان أبي يصلّي بالليل فإذا فرغ يزحف إلى فراشه[33].
وأشفق عليه أهله ومحبّوه من كثرة ما بان عليه من الضعف والجهد من كثرة عبادته ، فكلّموه في ذلك لكنّه ( عليه السّلام ) أصرّ على شدّة تعبّده حتى يلحق بآبائه ، قال له أحد أبنائه : يا أبت كم هذا الدؤوب ( يعني الصلاة ) ؟ فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « أتحبّب إلى ربّي »[34].
وقال جابر بن عبد اللّه الأنصاري للإمام ( عليه السّلام ) : يا ابن رسول اللّه ! أما علمت أنّ اللّه تعالى إنّما خلق الجنّة لكم ولمن أحبّكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك ؟ فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « يا صاحب رسول اللّه ، أما علمت أنّ جدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قد غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فلم يدع الإجتهاد له ، وتعبّد - بأبي وأمي - حتى انتفخ ساقه وورم قدمه ، وقد قيل له : أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟ فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ » .
فقال له جابر : يا ابن رسول اللّه ، البقيا على نفسك ، فإنّك من أسرة بهم يستدفع البلاء ، وبهم يستكشف الأدواء ، وبهم تستمطر السماء . . . » فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « لا أزال على منهاج أبويّ متأسّيا بهما حتى ألقاهما . . . »[35].
[1] نهاية الإرب : 21 / 326 ، سير أعلام النبلاء : 4 / 238 .
[2] الخصال : 2 / 620 .
[3] بحار الأنوار : 46 / 58 .
[4] بحار الأنوار : 46 / 108 .
[5] حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) : 190 .
[6] وسائل الشيعة : 4 / 685 .
[7] المصدر السابق .
[8] تهذيب الأحكام : 2 / 286 ح 1146 .
[9] بحار الأنوار : 46 / 108 .
[10] علل الشرائع : 88 ، بحار الأنوار : 46 / 61 .
[11] تهذيب التهذيب : 7 / 306 ، نور الأبصار : 136 ، الإتحاف بحب الأشراف : 49 ، ومصادر أخرى .
[12] بحار الأنوار : 46 / 61 ، الخصال : 487 .
[13] الخصال : 488 .
[14] وسائل الشيعة : 4 / 981 .
[15] وسائل الشيعة : 4 / 1079 .
[16] دعوات القطب الراوندي : 34 .
[17] عن صفة الصفوة : 2 / 53 وكشف الغمة : 2 / 263 .
[18] خوالي الأعوام : مواضيها .
[19] أمده : غايته .
[20] تفسخت : أي تقطّعت وتمزّقت وبطلت ، فإنّك فوق نعت الناعتين .
[21] الوصلات : وصلة - بالضم - وهي ما يتوصل به إلى المطلوب ، يعني أنّه قد فاتتني الأسباب التي يتوصل بها إلى السعادات الأخروية إلّا السبب الذي هو رحمتك فإنه لا يفوت من أحد ، لأنّها وسعت كلّ شيء .
[22] عصم : جمع عصمة ، وهي الوقاية والحفظ .
[23] ما أبوء : أقرّ وأرجع .
[24] صدف : خرج وأعرض .
[25] يصول : من الصولة بمعنى الحملة .
[26] تذر : تترك .
[27] رميما : باليا .
[28] حميما : ماء شديد الحرارة .
[29] النكال : العقوبة .
[30] الوبال : الوخامة وسوء العاقبة .
[31] الصحيفة الكاملة السجادية : الدعاء 32 .
[32] الإرشاد : 272 ، روضة الواعظين : 1 / 237 .
[33] بحار الأنوار : 46 / 99 .
[34] المصدر السابق : 46 / 99 .
[35] مناقب آل أبي طالب : 4 / 161 ، 162 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|