المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

من المغترين أهل الذكر و التصوف‏
30-9-2016
اجهاد الاكسدة واستجابة الاستغاثة
25-1-2016
كمية متجهة Vector Quantity
27-11-2015
الانعكاسية الطيفية( Spectral Reflectance)
20-6-2022
صلاة الاستسقاء
9-10-2018
انشقاق الأجرام السماوية من علامات اخر العالم .
16-12-2015


معجزة رزق الفقير ببركة السجاد  
  
3538   02:57 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص38-39.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

عن الزهري انّه قال: كنت عند عليّ بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل من أصحابه، فقال له عليّ بن الحسين (عليه السلام) : ما خبرك أيّها الرجل؟ فقال الرجل: خبري يا ابن رسول اللّه إنّي أصبحت و عليّ أربعمائة دينار دين لا قضاء عندي لها و لي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به، قال: فبكى عليّ بن الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا، فقلت له: ما يبكيك يا ابن رسول اللّه؟

 فقال و هل يعدّ البكاء الّا للمصائب و المحن الكبار؟ قالوا: كذلك يا ابن رسول اللّه، قال: فأيّة محنة و مصيبة أعظم على حرّ مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلّة فلا يمكنه سدّها و يشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها.

قال: فتفرّقوا عن مجلسهم، فقال بعض المخالفين وهو يطعن على عليّ بن الحسين (عليه السلام) : عجبا لهؤلاء يدّعون مرّة انّ السماء و الارض و كلّ شي‏ء يطيعهم و انّ اللّه لا يردّهم عن شي‏ء من طلباتهم ثم يعترفون أخرى بالعجز عن اصلاح حال خواص اخوانهم، فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة، فجاء الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول اللّه بلغني عن فلان كذا و كذا و كان ذلك أغلظ عليّ من محنتي.

 فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : قد أذن اللّه في فرجك، يا فلانة احملي سحوري و فطوري، فحملت قرصتين، فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) للرجل: خذهما ليس عندنا غيرهما فانّ اللّه يكشف عنك بهما و ينيلك خيرا واسعا منهما، فأخذهما الرجل و دخل السوق لا يدري ما يصنع بهما، يتفكّر في ثقل دينه و سوء حال عياله و يوسوس إليه الشيطان، أين موقع هاتين من حاجتك، فمرّ بسماك قد بارت عليه سمكة قد أراحت، فقال له: سمكتك هذه بائرة عليك و إحدى قرصتيّ هاتين بائرة عليّ، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة و تأخذ قرصتي هذه البائرة؟

فقال: نعم، فأعطاه السمكة و أخذ القرصة، ثم مرّ برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال: هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها؟ قال: نعم، ففعل، فجاء الرجل بالسمكة و الملح فقال: اصلح هذه بهذا، فلمّا شق بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين فحمد اللّه عليهما، فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه فخرج ينظر من بالباب فإذا صاحب السمكة و صاحب الملح قد جاءا يقول كلّ واحد منهما له: يا عبد اللّه جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص فلم تعمل فيه أسناننا، و ما نظنّك الّا و قد تناهيت في سوء الحال و مرنت على الشقاء، قد رددنا إليك هذا الخبز و طيّبنا لك ما أخذته منّا.

 فأخذ القرصتين منهما، فلمّا استقرّ بعد انصرافهما عنه قرع بابه فإذا رسول عليّ بن الحسين (عليه السلام) فدخل فقال: انّه يقول لك: انّ اللّه قد أتاك بالفرج فاردد علينا طعامنا فانّه لا يأكله غيرنا، و باع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه و حسنت بعد ذلك حاله.

 فقال بعض المخالفين: ما أشد هذا التفاوت، بينا عليّ بن الحسين لا يقدر أن يسدّ منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم، كيف يكون هذا؟ و كيف يعجز عن سدّ الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم؟

 فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : هكذا قالت قريش للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) : كيف يمضي الى بيت المقدس و يشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكة و يرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة الى المدينة الّا في اثني عشر يوما؟! و ذلك حين هاجر منها، ثم قال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : جهلوا و اللّه أمر اللّه و أمر أوليائه معه‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.