نظريات التركيب الداخلي للمدن - نظرية الدوائر المتراكزة Theory Concentric Zone |
5299
03:04 مساءً
التاريخ: 1/10/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2023
1195
التاريخ: 26/10/2022
913
التاريخ: 6-1-2023
1108
التاريخ: 8-6-2022
2599
|
نظريات التركيب الداخلي للمدن
يختلف التركيب الداخلي للمدن من منطقة إلى أخرى ، كما يختلف من مدينة إلى أخرى لهذا السبب قاموا مخططوا المدن والجغرافيين والاجتماعيين بمحاولات عديدة لإيجاد مفاهيم نظرية عامة لتفسير استخدامات الأرض داخل المدينة وبحث العلاقات بين هذه الاستخدامات المختلفة لغرض التوصل إلى العوامل التي اسهمت في تشكيل التركيب الداخلي للمدن وعملية نموها وتوسعها ، وهذه النظريات هي:
وقد قام بعض الباحثين بتقسيم المدينة إلى ثلاثة قطاعات رئيسية هي:
1- القطاع المركزي Central Zone.
2- القطاع الأوسط (الوسطي) Middle Zone.
3- القطاع الخارجي Outer or peripheral Zone.
إلا أننا سوف لن نعتمد هذا التقسيم القطاعات المدينة إلا في تفسير بعض العوامل التي تؤثر على التركيب الداخلي للمدن لأن لكل مدينة تركيبها الخاص ولكن لا بد من تبسيط التفاصيل ومحاولة التوصل إلى نماذج تعبر عن النطاقات المورفولوجية وتصلح لتفسير التركيب الحضري ونموه في العالم، وقد حاول الدارسون الوصول إلى تلك النماذج التي تهتم بالعلاقات المكانية بين النطاقات العريضة لاستخدام الأرض وتحديد سماتها التي يمكن أن تسود في كل المدن والعمليات التي أدت لوجودها.
ومنذ مطلع القرن العشرين توالي ظهور نظريات عديدة عن نمو المدن وانتشارها وتطورها أو قد كانت هذه النظريات مستخلصة من مشاهدات ودراسات تمت علي المدن الغربية في أوربا وأمريكا ، ومن هذه النظريات التي حاولت تفسير نمو المدن الغربية نظريات Hurd و Burgess و Hoty و Harris and Ullman و Alonso و Schore و Muride و Colpy وغيرهم ، وقد وجهت انتقادات كثيرة لهذه النظريات، كما خضعت لسلسلة متعاقبة من التطوير والتعديل بحيث أصبحت الأساس الذي يقوم عليه تفسير نمو المدينة الغربية (أنظر شكل) ففي عام 1903 وضع Hurd ( قوانين أسعار الأراضي في المدن من ملاحظات جمعها عن المدن الأوربية والأمريكية ، ومؤدي هذه النظرية أن المدن تميل إلى التوسع ضمن حلقات دائرية ، كما تمتد أيضا في محاور طولية على امتداد الطرق وخطوط المواصلات ، غير أن هذه النظرية لم تلق اهتماما في ذلك الحين من دارسي المدن وعلماء الاجتماع ، ويمكن أن نذكر بعض من هذه النظريات الرئيسية التي تفسر التباين وتوزيع استخدامات الأرض داخل المدن أو تركيبها الداخلي أهمها:
نظرية الدوائر المتراكزة Theory Concentric Zone: قام بهذه النظرية مجموعة من علماء الاجتماع المهتمين بدراسة المدن الأمريكية ، وأشهر من نادي بها هو بيرجزE.W. Burgess عام 1923م ، واعتمدت هذه النظرية علي فكرة أن التطور في المدن يأخذ الاتجاه الخارجي من المنطقة المركزية لكي يكون مناطق دائرية، أي أن المدن تتجه إلي التوسع من المركز، حيث تبدأ منطقة الأعمال المركزية، وهي النواة للمباني التجارية وميادين النقل والمواصلات الداخلية، ثم نطاق انتقالي يضم بعض المناطق السكنية مع صناعات خفيفة ، يليه نطاق مساكن العمال والمصانع، ثم أحياء س كنية راقية من الفلل والشقق الحديثة ، ثم اخيرا نطاق من المناطق شبه الحضرية والضواحي التابعة للمدن والسمة الرئيسية في هذه المدن هي اتجاه كل نطاق من هذه المناطق الداخلية نحو التوسع والتوغل داخل النطاقات الأخرى .
قام الباحث الاجتماعي أرنست برجس بدراسته لمدينة شيكاغو الولايات المتحدة الأمريكية عام 1925 وخرج بهذه النظرية التي تتلخص بأن اتساع المدن يحدث بشكل دوائر متداخلة مشتركة المركز، واعتبر ذلك نموذج ينطبق على جميع المدن وخاصة الكبيرة منها ، استطاع أن يميز خمس مناطق دائرية ، كما يظهر في الشكل ( 15 ) نظرية الدوائر المتراكزة ، ظهرت هذه النظرية في عام (1925) من قبل الباحث الاجتماعي ارنست برجس الذي قام بتقسيم المدينة إلى خمس مناطق لها مركز واحد (C.B.D) حيث عد قوى السوق هو المحرك الاساس التكوين تلك الأنشطة بشكل متمركز حولها .
منطقة الذهاب وبالرغم من أن هذه المناطق تختلف في اتساعها إلا أنه رأى أن المدينة تنمو وتتطور على شكل عملية تبدأ من الداخل إلى الخارج ، فيرجع سبب التوسع إلى الضغط الذي يولده نمو المنطقة التجارية والصناعية على المنطقة السكنية ، بالإضافة إلى نمو هذه المنطقة عند الأطراف ورغبة سكانها للابتعاد عن مركز المدينة الصاخب، وقد صور عملية زحف المناطق بعضها على البعض الآخر بعملية غزو مستمرة إلى جميع الجهات،أما أهم هذه المناطق فهي:
المنطقة التجارية المركزية (District C.B.D The Central Business):
تمثل هذه المنطقة قلب المدينة أو تلتقي عندها أهم طرق النقل الداخلي في المدينة، وتتميز بأنها مركز النشاط التجاري بالمدينة، فهي تشتهر بمحلاتها التجارية وفنادقها ومسارحها وسينماتها ومصارفها ودوائر الحكومة وعيادات الأطباء ومكاتب المحامين، وملتقى مواصلاتها ومركز الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية وغيرها من الخدمات الأخرى ، وتعتبر المنطقة المركزية أكثر أحياء المدينة منفذية وتتركز فيها المكاتب والمخازن الكبيرة والبنوك والمحلات التجارية العامة والمتخصصة وأفضل الفنادق وكل هذه المؤسسات لها القدرة على دفع أعلى القيم في العقارات وإيجاراتها لهذه المواقع ذات الأفضلية، كما تتميز بارتفاع العمارات فيها ، إن ارتفاع سعر الأرض فيها يؤدي إلى التوسع العمودي الاستغلال أمثل للأرض ، أما اطراف هذه المنطقة فتتصف باختلاط الوظائف المختلفة ففيها محلات بيع المفرد والبيع بالجملة ومحلات لتخزين البضائع وبعض الصناعات الخفيفة ، ويبدو أن هذه المنطقة تتميز بشكل أوضح كلما ازداد حجم المدينة ، وعندما تكون المدينة واقعة على ساحل بحري فإن ميناءها يكون محتشدا بوظائف بيع الجملة.
المنطقة الانتقالية Zone of Transition :
سمى هذا النطاق بالانتقالي لأنه في حالة تغير من الاستخدام السكني القديم إلى استخدامات أخرى فهو واقع تحت غزو حي الأعمال المركزي وهو الحي الذي سكنه مؤسسو المدينة ثم هجروها المناطق أرقى وهو متدهور لأن قيمة الأرض عالية بينما عائدها قليل وينتظر أصحابها سقوطها للانتفاع بالأرض ( أي سقوط مبانيها ).
يحيط بحي الأعمال المركزي نطاق حلقي متدهور حيث يحدث اختلاط شيد لاستخدام الأرض ، كما أنها حي في تغير مستمر وهو صعب المنفذية للغاية الدرجة تمنع وجود استثمار مكلفة أو مزدهر أو مكاتب أو محال تجارية عملاقة فهي من الضوضاء بحيث لا تصلح إلا لأفقر أنواع السكن وادني الطبقات الاجتماعية ويتسم هذا النطاق بالمباني الآيلة للسقوط وربما وجدت فيه خدمات متدنية مثل المقاهي الشعبية وساحات خالية من السكن الذي ازيل أو سقط حديثا ، ولأنه نطاق متغير فإنه قد يضم مبان كبيرة كانت تتسم بالجمال ذات نمط معماري قديم ، وربما تحولت بعض المساكن إلى مكاتب وربما شغلتها الصناعات الخفيفة ، بينما المساكن المأهولة متدهورة عالية الكثافة .
وتتميز بتباين الوظائف المنتشرة فيها وهي انتقالية لأنها تجمع بين صفات المنطقة الأولى والثالثة ، وعند عملية نمو المدينة تتعرض المنطقة السكنية إلى غزو المؤسسات التجارية والصناعية الخفيفة من المنطقة الأولى ، ولهذا فإن الدور السكنية تصبح قديمة ومتدهورة وبذلك تحتلها العائلات ذات الدخول الواطئة حيث تكثر غرف الإيجار ، إضافة إلى ظهور بعض العمارات التي تحتها دوائر الحكومة ومؤسسات تجارية واجتماعية ، كما تكثر فيها الدور القديمة التي هجرها أصحابها بعد أن ارتفع مستوى معيشتهم ، ومع ذلك يبقى سعر الأرض مرتفعا ، إذ أن أصحاب العقارات لا يجددون أو يرممون تلك الدور طالما تدر عليهم إيجارات مرتفعة.
الأحياء السكنية العمالية Houses Zone of Working Wents:
يحيط بالنطاق المتدهور نطاق سكن الطبقة العمالية ويضم أقدم مساكن المدينة التي انتقل إليها السكان من النطاق الانتقالي المتدهور أولئك الذين ما زالوا مرتبطين في أرزاقهم بحي الأعمال المركزي وبالتالي فأنهم يقتصدون في تكاليف النقل والسكن ، يسكن هذه المنطقة عادة العمال والموظفين من ذوي الدخل المحدود ، إذ يميل هؤلاء للسكن قرب مواقع أعمالهم مستفيدين من فروق أجرة النقل والوقت.
منطقة الدور الجيدة والمتوسطة النوعية Residences Zone of Better:
يلي حلقة السكن العمالي ما وصفه بيرجس بنطاق السكن الأفضل المتسم بمساكن أرقى من النطاقات السابقة وربما وجدنا بعض الصناعات الخفيفة والتي كانت تمثل في الماضي هوامش الكتلة المبنية، تشتمل هذه المنطقة على أغلب الأحياء السكنية لأصحاب الأعمال التجارية وذوي المهن ويسكن الأغنياء من هؤلاء عادة بيوت مستقلة ذات حدائق ، غير أن الأكثرية منهم تعيش في شقق العمارات ذات الطوابق المتعددة ، كما تحتوي على الحدائق العامة والمراكز التجارية المحلية التي تحتوي على مؤسسات تقدم خدمات وبضائع ذات الاستهلاك المحلي اليومي.
منطقة الذهاب والإياب ( الضواحي) Commuler's Zone :
يميز بيرجس نطاق في التخوم الحضرية الريفية يقع بعد الكتلة المتبناة حيث الضواحي الراقية ، فضلا عن الوظائف الأخرى التي تستهلك مساحات كبيرة مثل المتنزهات والملاعب وربما تخللتها الغابات والمزارع ، تتكون هذه المنطقة من مجموعة من المدن الصغيرة والضواحي وفيها تسكن مجموعات من السكان متباينة في طبقتها الاجتماعية ، ففي بعض اجزاءها يسكن أصحاب الدخل العالي وفي أجزاء أخرى يسكن أصحاب الدخل المحدود الذين ترتبط مصالحهم بداخل المدينة. يلاحظ في نظرية بيرجس أنه ربط بين الجماعات المتدنية اجتماعيا والقرب من المركز بينما الجماعات الراقية في هوامش المدينة، كما أنه أشار إلى ما يسمى بالمناطق الطبيعية والتي تعني المناطق المتجانسة ثقافيا وتسود فيها نفس السلالة أو اللغة أو الدرجة الاقتصادية الاجتماعية، والتي تحد مناطقها بمادة خطوط المواصلات ، وهو يذكر أن نموذجه الحلقي المثالي نتيجة لما أسماه العوامل المعارضة مثل الأرض العالية التي قد تمثل جمالا اكثر ومناخا أفضل وتسبب وجود السكن الراقي في النطاق الداخلي وتعتبر الصناعة الثقيلة في نظره من العوامل المعارضة لتركزها في المناطق الرخيصة.
ومما سبق يتبين أن نظرية بيرجس أقدم النظريات التي تفسر التركيب الداخلي للمدن، إذ جاء برجس بها قبل أكثر من 91 عاما حيث كانت طرق المواصلات ووسائله ابطأ مما عليه في الوقت الحاضر، إلا أنه تبقى لها أهميتها الريادية ، ومازالت لها أنصارها وخاصة من الاجتماعيين، يرون أن القطاعات الخمس موجودة ، إلا أنه يصبها بعض الأحياء تشويه وهذا يجب أن لا يقلل من تتابع القطاعات الدائرية وانتظامها.
وهنالك من يقلل من شأنها ويوجه الانتقاد إليها ويرى أن يعاد النظر بها وتطويرها أما أهم الانتقادات التي توجه إلى النظرية فهي :
1- أن برجس نظر إلى توسع المدينة على أنه عملية نمو منتظمة عند الأطراف وبشكل موحد وبنفس السرعة وبذلك أهمل عامل سطح الأرض والمناخ ، فليس من الضروري أن تتوسع المدينة من جميع أطرافها بنفس معدل النمو ، فقد تعترض التوسع عوارض طبيعية كالبحيرات أو البحار أو المرتفعات.
2- أن معظم المدن تظهر علي شكل النجمة اكثر من الشكل الدائري حيث أن النمو العمراني في المدن يندفع علي طول الشوارع الرئيسية التي تتفرع من المركز في الاتجاه الخارجي وبذلك توجد استخدامات الأرض بين الطرق الرئيسية.
3- وفي عام 1923 طور Burgess نظريته عن شكل المدينة الأمريكية وتقوم نظريته علي أساس أن المدينة في الأحوال العادية تأخذ خمسة نطاقات دائرية تبدأ من المركز وتنتهي بالأطراف (شكل ) والنطاق الأول هو المنطقة المركزية مركز النشاطات المهمة في المدينة يليه النطاق الانتقالي الذي يحيط بالمنطقة المركزية.
4- ويعتبر امتدادا لها ويتصف بازدحام السكان ذوي الدخل المنخفض من المهاجرين الجدد إلي المدينة ، كما يتسم بمساكنه الآيلة للسقوط وبمشاكله الاجتماعية المختلفة أما النطاق الثالث فهو منطقة س كن الطبقة العاملة الذين يعملون في المصانع والأعمال الكتابية، يليه النطاق الرابع وهو منطقة الأحياء السكنية المؤلفة من مساكن متفرقة لأسر صغيرة ، تبعد حوالي 15 - 20 دقيقة من قلب المدينة أما النطاق الخامس والأخير فهو خارج حدود المدينة ويقع على خطوط النقل الخارجية ومعظم سكانه يلزمهم الانتقال يوميا إلي مراكز عملهم ، وتبتعد هذه المنطقة من 30 - 60 دقيقة بالسيارة من قلب المدينة ونجد هذه المنطقة تحوي في بعض مناطقها سكان ذوي الدخل العالي، كما تشمل مناطق صناعية متخصصة، بالإضافة إلى مراكز السكك الحديدية ، كما لا تخلو بعض المواقع فيها من مناطق زراعية.
5- لقد بني برجس استنتاجاته بعد دراسته لمدينة واحدة هي شيكاغو لم تكن قطاعاتها على شكل دوائر منتظمة بل أن اعتراض بحيرة مشيكن لها أي إلى أن تظهر الدوائر غير متكاملة ، ودعم فرضياته من حالاتها، ثم عمم ذلك على غيرها، ومن المعلوم أن لكل مدينة خصائصها والعوامل التي تؤثر على نمو وشكل بنيتها.
6- لقد عينت النظرية مكان الصناعات الخفيفة في المنطقة الانتقالية إلا أنها أهملت مكان الصناعات الثقيلة التي يمكن أن تنشأ على أطراف المدينة أو عند تفرعات سكك الحديد أو المواقع النهرية.
7- من النادر أن تتخذ استخدامات الأرض داخل المدينة أشكالا هندسية دائرية منتظمة فالمنطقة المركزية مثلا قد تأخذ أشكالا متباينة كالمستطيل والمثلث.
8- إن برجس لم يدخل في حساباته الأثر الذي يمكن أن تتركه وسائل النقل وسرعة الحركة على استخدامات الأرض داخل المدن، فإن تقدم المواصلات الحديثة باختلاف أنواعها وزيادة عدد السكان وارتفاع سرعة الحركة أدى إلى أن يتغير الشكل الدائري للمدينة، التي كانت تفرضه طبيعة الدفاع وبناء الأسوار من حولها ، فأخذت امتدادات طرق المواصلات سهولة الحركة عليها تسحب توسعات المدينة وأطرافها بامتدادات نحو اتجاهات متعددة، وفي النهاية فقد خضعت نظرية بيرجس للكثير من النقد فقد انتقد ديفى DAVIE بيرجس بقوله أن المنطقة المركزية ليست دائما دائرية الشكل فالاستعمالات التجارية مثلا تمتد علي طول محاور شوارع المدينة، ولذا فليس من الضروري أن يكون قلب المدينة دائري الشكل، والصناعة لا يقتصر وجودها علي المنطقة الانتقالية وإنما تتواجد بجوار خطوط السكك الحديدية وبجوار الأنهار للاستفادة من المياه ، والمساكن القديمة لا يقتصر وجودها علي المنطقة بعينها بل تتواجد في مختلف أرجاء المدينة حيث يتجاوز القديم والجديد معا.
9- وقد ذكر MURDIE أن نطاقات بيرجس تسير جانبا إلى جنب مع ثلاثة نظريات أخرى تخص النمو العمراني وتلتقي مع نتائجها وهذه النظريات هي آراء كولبي COLBYعن القوة الطاردة والقوة الجاذبة في المدينة، ثم التصميمات المتعلقة بنقصان الكثافة العامة لسكان المدينة من المركز نحو الأطراف، وأخيرا النماذج الحديثة المتعلقة بالإيجار، والتي طورها علماء الاقتصاد الحضري والنموذج الأخير مقارنة مع تكاليف النقل والأشخاص والمؤسسات، وهي دفع القيمة العالية للأرض في المنطقة القريبة يتوازن مع تكاليف النقل من المنطقة البعيدة.
10- يفترض النموذج حدودا قاطعة بين النطاقات المتمركزة بينما أثبتت دراسات كثيرة وجود تدرج وتداخل في الانتقال من نطاق إلى أخر ولكن يمكن الرد على هذه النقطة بأنه في حالة وجود تداخل بين النطاقات ففي الإمكان رسم حد اعتباطي أو تقديري للنطاق الوظيفي ، ذلك أنه في الجغرافيا نلجأ لرسم كثير من هذه الخطوط كما الأقاليم المناخية والنباتية.
11- أن النطاقات أو الحلقات المتمركزة تعتبر مناطق ايكولوجية متميزة ولكن الدراسات الحقلية تؤكد أن النطاق الواحد حين يمكن تمييزه فانه يحتوي على تنافر كبير وتفتقد التجانس فقد أوضحت بعض تلك الدراسات مثلا وجود شفق من السكن الفاخر في حي الأعمال المركزية.
12- يولي النموذج اهتماما قليلا لتوزيع الصناعة بل يشير فقط إلى أن الصناعة الثقيلة من العوامل المعارضة التي تشوه النموذج مع أنها تمثل مساحة كبيرة في معظم المدن الحديثة.
13- يفشل النموذج في تحليل التركيب الداخلي لمدن ما قبل الصناعة التاريخية القديمة أو المعاصرة منها فالمدينة في عصر الإقطاع لم تكن ذات حدود واضحة في استخدام الأرض حيث كان التجار و الحرفيون يسكنون في نفس مجال أعمالهم ، كذلك نجد أنه عكس النموذج كانت الأحياء الراقية و السوق في مركز المدينة و يتدهور السكن و الدرجة الاجتماعية بالابتعاد عنه حتى نجد أفقر العائلات خارج أسوار المدن.
14- أن نفس النقد يمكن القول به في المدن المعاصرة من نمط ما قبل الصناعة مثل المدن الإفريقية المتوسطة التي تعيش طبقتها الميسورة في مركز المدينة و الفقراء في هوامشها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|