المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

Only Critical Point in Town Test
21-9-2018
أشعة قنوية = أشعة موجبة canal rays = positive rays
5-3-2018
Consonants R vocalization and intrusive R 
2024-03-18
مما يتكون مبيد الحشرات؟
2023-10-20
سلالات الديك الرومي
2024-04-24
سلطة تعديل القرارات
13-6-2016


تعامل الإمام زين العابدين مع الفقراء  
  
2139   02:55 صباحاً   التاريخ: 29/9/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص28-30
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

أ - تكريمه للفقراء : كان ( عليه السّلام ) يحتفي بالفقراء ويرعى عواطفهم ومشاعرهم ، فكان إذا أعطى سائلا قبّله ، حتى لا يرى عليه أثر الذلّ والحاجة[1] ، وكان إذا قصده سائل رحّب به وقال له : « مرحبا بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة »[2].

ب - عطفه على الفقراء : كان ( عليه السّلام ) كثير العطف والحنان على الفقراء والمساكين ، وكان يعجبه أن يحضر على مائدة طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم ، وكان يناولهم بيده ، كما كان يحمل لهم الطعام أو الحطب على ظهره حتى يأتي بابا من أبوابهم فيناولهم إيّاه[3]. وبلغ من مراعاته لجانب الفقراء والعطف عليهم أنّه كره اجتذاذ النخل في الليل ؛ وذلك لعدم حضور الفقراء في هذا الوقت فيحرمون من العطاء ، فقد قال ( عليه السّلام ) لقهرمانه وقد جذّ نخلا له من آخر الليل : « لا تفعل ، ألا تعلم أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نهى عن الحصاد والجذاذ بالليل ؟ ! » . وكان يقول : « الضغث تعطيه من يسأل فذلك حقه يوم حصاده »[4].

ج - نهيه عن ردّ السائل : ونهى الإمام ( عليه السّلام ) عن ردّ السائل ؛ وذلك لما له من المضاعفات السيّئة التي منها زوال النعمة وفجأة النقمة .

وأكد الإمام ( عليه السّلام ) على ضرورة ذلك في كثير من أحاديثه ، فقد روى أبو حمزة الثمالي ، قال : صلّيت مع عليّ بن الحسين الفجر بالمدينة يوم جمعة ، فلمّا فرغ من صلاته نهض إلى منزله وأنا معه ، فدعا مولاة له تسمّى سكينة ، فقال لها : « لا يعبر على بابي سائل إلّا أطعمتموه فإنّ اليوم جمعة » ، فقال له أبو حمزة : ليس من يسأل مستحقا ، فقال ( عليه السّلام ) : « أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلا نطعمه ، ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله ، أطعموهم ، أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشا فيتصدّق منه ، ويأكل منه هو وعياله ، وإنّ سائلا مؤمنا صوّاما مستحقّا ، له عند اللّه منزلة اجتاز على باب يعقوب يوم جمعة عند أوان إفطاره ، فجعل يهتف على بابه :

أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم ، وهم يسمعونه ، قد جهلوا حقّه ، ولم يصدّقوا قوله ، فلمّا يئس منهم وغشيه الليل مضى على وجهه ، وبات طاويا يشكو جوعه إلى اللّه ، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا وعندهم فضلة من طعامهم ، فأوحى اللّه إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة : لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي ، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي ، وبلواي عليك وعلى ولدك ، يا يعقوب أحبّ أنبيائي إليّ وأكرمهم عليّ من رحم مساكين عبادي وقرّبهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجأ ، أما رحمت عبدي المجتهد في عبادته ، القانع باليسير من ظاهر الدنيا ؟ ! أما وعزّتي لأنزلنّ بك بلواي ، ولأجعلنّك وولدك غرضا للمصائب . فقال أبو حمزة : جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا ؟ قال ( عليه السّلام ) : في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآله شباعا وبات السائل الفقير طاويا جائعا »[5].

 

[1] حلية الأولياء : 3 / 137 ، وعنه في مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 .

[2] كشف الغمة : 3 / 288 عن مطالب السؤول للشافعي عن حلية الأولياء للأصفهاني.

[3] مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 و 167 عن الباقر ( عليه السّلام ) .

[4] بحار الأنوار : 46 / 62 .

[5] علل الشرائع : 1 / 61 ب 42 ح 1 ط بيروت .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.