المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



وسائل التربية  
  
1332   11:57 صباحاً   التاريخ: 16/9/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص26ــ31
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

نستخدم في التربية ادوات ووسائل قد يكون بعضها مادي أو غير مادي، فمن جملة الادوات المادية وسائل اللعب والورق والقلم والدفتر والسبورة والطباشير والطعام والثياب والماء والهواء وغيرها من المواد المتعارفة، ومن الوسائل غير المادية في التربية يمكن الاشارة إلى التشجيع والاستحسان، والنصح، واللوم، والتنبيه، والتذكير، والانذار، والعقوبة، و....الخ.

لا شك ان كل واحدة من هذه الادوات والوسائل تدخل بشكل أو بآخر في التربية، الا ان لبعضها تأثيرات فاعلة وبناءة ولبعضها الآخر نتائج هدامة وضارة. فنحن - على سبيل المثال - يتحتم علينا ارغام الطفل على الانضباط والتقيد، بمعنى ان يلتزم في سلوكه وتصرفاته وان لا يتصرف كما يحلو له وكيف ما شاء. وفي هذا السياق يمكن الاستعانة بالادوات والوسائل المادية وغير المادية، ولكن لكل واحدة منها مقتضياتها وشروطها وضوابطها. فحرمان الطفل من شيء ما قد يكون عقوبة من اجل ردعه وارجاعه إلى السلوك الصحيح إلأ أن هذا الاسلوب ليس بناء على الدوام.

وقد يعتبر حبسه وسيلة تربوية أيضا إلآ أن تأثيراتها السلبية اكثر من تأثيراتها الايجابية بكثير.

من الوسائل والاساليب المعهودة في التربية: اللعب، والرغبة، اطمئنان البال، الشعور بالأمن والمحبة والعطف. والوضع الاقتصادي المناسب، والمحيط الاجتماعي والثقافي المستقر، الا ان لكل واحد من هذه النقاط موضعه المناسب للتطبيق.

وخلاصة القول ان كل واحد من هذه الاسس يمكن استخدامه في الظرف المناسب مع ضرورة وجود الوعي اللازم والوقت المناسب، وهذا مما يسهل امر التربية ويساهم فى الوصول إلى الهدف المنشود.

عناصر التربية

ان العملية التربوية لا تجري عادة في الفراغ وانما تجري في المحيط العائلي وخارجه وتخضع لتأثير مختلف الظروف والظواهر. فالانسان يتأثر - شاء ام أبى - بأبيه، وامه، ومعلمه، واصدقائه، وثقافة المجتمع، والسينما، والاذاعة، والتلفزيون، والمجلات، وافراد المجتمع، والظروف السياسية والاقتصادية والعوامل الجوية والتغييرات المناخية و...الخ، والذي يبدو مهما هنا هو اخضاع هذه العوامل لسيطرتنا -مهما امكن- من اجل ان تكون حصيلة التربية مثمرة، ونتائجها ايجابية.

ويبدو ان الاكثر اهمية من بين جميع تلك العوامل هو:

أ- الأسرة:

نحن نرى ان الاسرة تمثل اهم عناصر التربية، وهي - أي الأسرة - لا تنحصر في اطار الأب والأم فحسب - مع ما لهما من مكانة ودور- بل تتعداهما إلى العم والعمة، والخال والخالة والاخ والاخت، وكل الذين يعيشون تحت سقف واحد وتربطهم مع الطفل علاقة اكثر لهذا السبب او ذاك.

فمن المسائل المهمة بالنسبة لكيان الاسرة هي شكل العلاقة القائمة بين الأب والأم وما هي طبيعة واجباتهما في مقابل بعضهما، ونوعية علاقتهما مع الطفل، وما هو واجب الأب في داخل البيت وما هو واجب الأم؟ ومجمل هذه المسائل تشكل جانباً من العناصر المؤثرة في التربية.

ومن الامور التي تلعب دوراً مصيرياً في التربية هو الوضع الثقافي والاقتصادي للاسرة، من قبيل نمط تفكير الوالدين ومستواهما العلمي والثقافي ودرجة الالتزام التي يريان ضرورتها، اضف إلى ذلك مستوى دخل الاسرة وطريقتها في الانفاق، بما في ذلك موقفهما من بعضهما ومن الطفل.

وبخصوص الروابط الاسرية ينبغي ملاحظة نوعية العلاقة بين الأب والأم، وطبائعهما، واسلوبهما في الخصومة والنزاع، وطبيعة الاحاديث التي يتبادلانها، وما هي الحدود المتعارفة في التشجيع والعقوبة، بالاضافة إلى ملاحظة مدى استفادة الطفل من خيرات الحياة في ذلك البيت، مع ضرورة ملاحظة معتقدات الوالدين ودرجة الفساد والتحلل التي يحتمل وجودها في ذلك البيت، والطبائع السلوكية والاخلاقية السائدة فيه.

ان للاب دوراً مهماً فى التربية، ودور الأم اكثر أهمية وذلك لأن فترة وجود الطفل في البيت وإلى جانب الأم تفوق مرات عديدة فترة وجوده مع الأب، أضف إلى ان الطفل أكثر ميلاً ورغبة وألفة للأم منه الى الأب، لأن الطفل يتغذى من عصارة روح امه ويأنس لنبضات قلبها وينام على انفاسها.

اما السبب في شدة تأثير الوالدين والاسرة في التربية فيعزى الى:

أولاً: ان فترة وجود الطفل في البيت اكثر من فترة وجوده في خارجه.

ثانياً: ان الطفل مرتبط وراثياً بأبيه وامه.

ثالثاً: ان الاسرة يمتزج فيها الغضب بالحنان، وتقترن المحبة بالانضباط، وقد تكون محصلة التربية في مثل هذه الحالة باهرة النتائج

ب- البيئة:

المراد من البيئة في دراستنا هذه مجمل الظروف والعوامل المادية أو المعنوية التى تؤثر على الطفل، وقد تكون البيئة بشرية أو غير بشرية، والمراد من البيئة البشرية: الأب والأم والمعلم وبقية الناس الذين يؤثرون في الطفل بشكل أو بآخر ويطبعونه بطابعهم الثقافي والفكري. والمراد من البيئة غير الانسانية عامة الظواهر والاشياء التى يتأثر بها الانسان.

ما أكثر الأسر التي تربي اولادها في ظروف ايجابية فيتمخض عن تلك التربية اشخاص صالحون، الا ان البيئة الخارجية السيئة قد تكون عاملاً في فساد الاولاد أو بالعكس. وهذا ما يوجب عدم تجاهل دور المدرسة والمعلم والمدير والمستخدم، وخاصة دور اصدقاء الطفل واترابه، لأنها سبب في انتقال الكثير من الرذائل أوالفضائل الاخلاقية من غير وعي الاطفال وذويهم لهذا الأمر.

فالاسرة، والاقارب، والاصدقاء. والأتراب، والمشاركة في المحافل، وارتياد النوادي الرياضية ومنتديات الترفية، قد يكون لها دور هدام او بناء، وعلى المربي ان يدرك هذه الحقائق ويضعها في الحسبان في موضوع التربية.

ومن جهة اخرى فاننا واقعون تحت تأثير مختلف الظروف الثقافية والسياسية للمجتمع. فالكتب، والصحف، والمجلات، والملصقات، والصور تؤثر فينا بشكل كبير وتؤدي إلى صلاح أو فساد ابنائنا.

والسينما، والاذاعة، والتلفزيون، والآداب، والفنون لها بالغ التأثير على سلوكنا واخلاقنا وعاداتنا ونمط تفكيرنا، ودورها لا يستهان به في الافساد أو الاصلاح.

لا شك ان كلاً من المناخ، والظروف الجوية، والغذاء، والدواء، والمواد الكيماوية، والضجيح، والاجواء الهادئة، والحرب، والسلام، والارهاب، والكبت، والاجواء الحرة، والارتفاع والانخفاض، والموقع الجغرافي، والظروف التاريخية تمثل عاملاً من العوامل المؤثرة في بناء الفرد، وكذا الحال بالنسبة للمحيط الزراعي أو الصناعي، أو المحيط السياسي او الاقتصادي والاجتماعي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.