طبيعة صخر الاساس:

لنوع الصخر أهمية كبيرة في نمو وتطور المنحدرات في المناطق المحيطة بالجليد، ويبدو هذ واضحا في كثير من المناطق التي تأثرت بظروف مناخ هوامش الجليد. وهناك أمثلة عديدة في هذا المجال نذكر من بينها الجورا السويسرية والفرنسية، ومنطقة دارتمور بانجلترا والجراند كوس Grands Causses في جنوب فرنسا. ففي منطقة الجران كوس يوجد قطاع منحدر مثالي يتألف من سلسلة متعاقبة من أوجه مكشوفة (حرة Free Faces) شديدة الانحدار أو شبه قائمة، وقطاعات منحدر مستقيمة تنحدر بزوايا بين 30-35 درجة. وهناك من الشواهد والاسباب ما يحمل على الاعتقاد بأن هذه المنحدرات، مثل نظائرها الالطف انحدارا منها في دارتمور والجورا، قد تشكلت اثناء العصر الجليدي بواسطة تجوية الصقيع والانسياب الارضي، وإن كانت قد تأثرت فيما بعد بعمليات الاذابة التي أنشأت أشكالا أرضية منفردة في منطقة الكوس واقليم الجورا.

ويمكن تلخيص هذه الشواهد في النقاط التالية:

1- أن المنحدرات السفلى في المنطق التي سبق ذكرها مغطاة في العادة برواسب تتألف من حطام الحجر الجيري الزاوي، مما يدل على أنه نتيجة لفعل التفكك والتحلل الصقيعي.

2- يسهل تفسير الارتباط الموجود بين شكل المنحدر ونوع الصخر إذا ما افترضنا ان تطور ونمو المنحدر قد حدث تحت تأثير ظروف مناخ هوامش الجليد.

ذلك أن الاوجه المكشوفة للمنحدرات ترتبط ارتباطا وثيقا بصخور الدولوميت الكتلية المندمجة، التي تتميز بقلة احتوائها على الفواصل وسطوح الانفصال الطبقي، وشدة مقاومتها لتجوية الصقيع، رغم أنها سهلة التحلل الكيميائي. أما المنحدرات المستقيمة التي تتراوح زوايا انحدارها بين 30-35 درجة، فيرتبط وجودها بالصخور الجيرية التي تتميز بالطباقية الجيدة، وبكثرة الفواصل وشدة كثافتها، والتي تستجيب بسهولة لتجوية التجمد والانصهار، بسبب بنائها الضعيف وعظم نفاذيتها.

3- تحوي الاحجار الجيرية في العادة طبقت من صخور المارل، التي حينما تبتل وتتشبع بالمياه، تساعد في تشحيم طبقة الحطام الصخري المجواه السطحية، ومن ثم تشد من أزر عمليات الانسياب الارضي.

ولاشك ان كلا النوعين من الصخور (الدولوميت والحجر الجيري) يستجيب لظروف المناخات الاخرى ويتفاعل معها بطرق مختلفة تماما. ففي ظروف المناخ الحار الرطب على سبيل المثال، لا يكون للدولوميت هذا التأثير الموجب في تشكيل حافات صخرية قائمة او شبه قائمة مكشوفة (أوجه مكشوفة أو حرة) لأنه يستجيب بسهولة للتحلل بواسطة المياه السطحية الحامضية، رغم اندماجه وقلة نفاذيته، وتبعا لذلك تختفي الاوجه الحرة المكشوفة كعنصر مهم موجب من عناصر المنحدر، وتحل محلها منحدرات مغطاة بالفتات الصخري.