الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
اضطرابات المناخ وديناميكية الأنهار Climate disturbances and river dynamics
المؤلف:
د. فؤاد عبد الوهاب العمري ، د. رقية احمد الامين ، د. امير محمد خلف الدليمي
المصدر:
المدخل الى الجيومورفولوجيا النهرية
الجزء والصفحة:
ص 273 ـ 279
2025-06-03
105
على مدى زمن الرباعي قبل 2 ، 3 مليون سنة أو نحو ذلك، شهدت الأرض فترات مناخية دافئة نسبياً بين الجليدية أو الدافئة وباردة (جليدية) عكست تغيرات في الإشعاع الشمسي يتحكم فيها تغير مدار الأرض، انتهت هذه المرحلة الجليدية الأخيرة منذ حوالي 10.000 عام عندما بدأت الفترة الدافئة الحالية التي تسمى عادة الهولوسين أو مـا بعـد الجليدية خــلال الفترات الجليدية من عصر البليستوسين كانت الأرض أكثر برودة وجفافاً
من الوقت الحاضرمع تطور صفائح جليدية واسعة النطاق وطبقة جليدية دائمة التجمد في مناطق دوائرالعرض العليا والمتوسطة وجفاف أكبر في معظم المناطق المدارية، أدى انخفاض الغطاء النباتي بشكل عام إلى زيادة الجريان السطحي وإمدادات الرواسب في شكل مخلفات فتاتية للأنهار (على الأقل على أساس موسمي) مما تسبب في تراكم aggradation قاع الوادي على نطاق واسع، واليوم أصبحت هذه الرواسب كبيرة لها أهمية زراعية واقتصادية لأنها تشكل بعضاً من أكثر الأراضي خصوبة في العالم، وتشكل مصدراً مهماً للمعادن وتعمل كطبقات مياه جوفية قيمة.
تشير الدلائل الجيومورفولوجية ان تأثير مناخ الزمن الرابع انتاب العروض العليا والوسطى فترات جليدية تخللتها فترات دفيئة، في حين ساد في العروض المدارية وشبه المدارية فترات مطيرة باردة وأخرى جافة حارة شملت العراق والاراضي المجاورة له أشارت دراسة دبليو نوتزل W Nutzel عن الأوضاع المناخية التي سادت في العراق في ذلك الزمن لاسيما مدة فيرم الجليدية إذ يلاحظ بأن درجات الحرارة قد انخفضت إلى 7 درجاتمئوية عن معدلاتها الحالية في المدة المذكورة مع حدوث انخفاض اقل من ( -3م) في مدة درياس، في حين شهدت المدة الأطلسية ارتفاع معدلات الحرارة، إذ وصلت إلى (3م) أعلى مما هي عليه ألان الا ان درجات الحرارة بدأت تقل شيئاً فشيئاً كما هو سائد حاليا، توضح الأشكال (12،7 و7، 12 د) نظام التساقط للمدة نفسها، إذ يمثل الجزء (أ) المدة الممتدة 2500 سنة الأخيرة والذي يعد قياساً أساسياً لبقية الأجزاء الأخرى الأقدم عهداً، أما الجزء (ب) فيمثل تناقص قليل في التساقط مقارنة في الوقت الحاضر، وعلى العكس من الجزء (ج) الذي يتمتع بزيادة في التساقط، كما يتبين بان الجزء (د) يتميز بانخفاض شديد في التساقط بالقياس مع الجزء (أ) في حين الجزء (هـ) يمثل العكس.
حتى شهد العراق منذ 3000 سنة ق.م وحتى الآن بعض التذبذبات المناخية القصيرة، فقد انتابت المنطقة مدة جفاف بدأت منذ 3000 ق.م سنة واستمرت 1000 سنة ق م، ثم أعقبتها مدة مطيرة، وامتدت مدة جفاف قصيرة من 200 سنة ق.م إلى 1200 سنة بعد الميلاد، ثم أعقبتهـا مـدة مطيـرة ســادت القرون الوسطى واستمرت حتى القرن السادس عشر الميلادي، بعدها سادت مدة جافة استمرت حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وبدأت الاحوال المناخية من هذا الوقت بالتذبذب بصورة بطيئة، لقد نتج عن هذه التغيرات المناخية جملة نتائج بيئية منها:
- تغير المنسوب العام لمستوى سطح البحر Eustatic
يعد راس الخليج العربي مستوى القاعدة العام الحالي للأنهر العراقية وقد تغير هذا المنسوب كثيرا خلال الزمن الرباعي بسبب ما تعرض له ارض العراق من غمر وانحسار بحري إذ كان الخليج العربي واديا جافا ويجري نهري دجلة والفرات فيه ويصبان في راس خليج عمان، ولكن في عصر الهولوسين (قبل 10000) سنة ق.م بدا بالارتفاع ليصل مستواه الحالي (100م تقريبا) بسبب ذوبان جليد فترة فيرم، الا ان هذا المستوى كان يتذبذب في الادوار الباردة والجافة، الا انه بعد هذا العصر ليعقبه فترة الجفاف الحالية.
- ظاهرة التصابي النهري The phenomenon of river rejuvenation: يعود السبب إلى حدوث هذه الظاهرة التباين في مستوى القاعدة العام، ففي الفترات الرطبة ازدادت تصاريف الانهر العراقية وأدى إلى تزايد عمليات التعرية، وفي الفترات الجافة تناقصت تصاريف الأنهار، وأدى إلى هجران مستواها القديم واستبدالها بمستوى أوطأ مكونة المصاطب النهرية.
- تغير مجرى النهرين دجلة والفرات The course of the Tigris and Euphrates rivers changed
لقد تغيرت مجرى النهرين عدة مرات ليس فقط في القسم الجنوبي من العراق (السهل الرسوبي) ولكن أيضاً في أجزاء هما الوسطى وعلى سبيل المثال نهر دجلة بين مدينتي سامراء وبغداد أو داخل واديه ونفس الحال بالنسبة لنهر الفرات ايضا، اعتقد بعض الباحثين بان السبب هو الترسيب في قاع المجرى، والبعض الاخرى يعزو إلى التنشيط التكتوني الا اننا نعتقد بان التصابي المتمثل بالنحت التراجعي نحو المنابع قد ادى دورا مهما في هذا التغير.
- حدوث تذبذبات قصيرة منذ الالف الثالث قم ادى إلى بروز المنعطفات والقنوات المظفرة والمتشابكة في السهل الرسوبي.
ابتلى سكان العراق بتلك الفيضانات منذ عصر فجر الحضارة وفي مدد متقاربة، وكانت تأثيراتها ونتائجها سيئة على حياة أولئك السكان، وتسبب بخسائر مادية وبشرية غير قليلة، فضلاً عن تفشي الامراض بين السكان، وربما تصل أحياناً إلى مجاعات قاتلة وابادة الالاف من سكان المدن، خلال أشهر قليلة في التاريخ القديم والوسيط في العراق، فقد اشارت المصادر التاريخية والبيانات الرسمية بانه حدث في الفترة ما بين 628 م - 1995 فيضانات استثنائية لنهر دجلة بلغت 88 فيضانا أكثر من نصفها كان مخربا، وهذا لا يعني عدم حدوث سنوات جافة، فعلى سبيل المثال كان هناك 12 سنة جافة للفترة 1930 ـ 1978 كذلك ظهر في العصر الجليدي البليستوسين الإنسان العاقل Homo sapiens لأول مرة على الأرض وانتشر في نهاية المطاف ليحتل جميع الكتل الأرضية الرئيسية في العالم، استمر حوالي 2.500.000 سنة، وانتهى منذ حوالي 10.000 سنة، لقد كانت فترة من التباين المناخي الواسع، إذ شهدت جميع القارات تغيرات متكررة ودرجات حرارة وبرودة شديدة وأمطار وجفاف، وهي أكثر حدة بكثير من أي شيء تم تسجيله في القرون الأخيرة، وإن قدرة الإنسان الفريدة على التكيف في مواجهة مثل هذا التغير البيئي العنيف كانت بلا شك عاملاً حاسماً في بقائه وفي تطور هيمنته تدريجياً على الأنواع الأخرى في خطوط العرض الشمالية طوال عصر البليستوسين، وكان المحدد الرئيسي لوجود الحيوانات والنباتات هو التقدم وتراجع الأنهار الجليدية غالباً ما غطت هذه الثقافات جزءاً كبيراً من أوروبا وآسيا في بلاد ما بين النهرين بما في ذلك جبال زاغروس عبر منطقة السهل الغريني للقرى الأولى حتى أريدو Eridu في جنوب بلاد ما بين النهرين، ظهرت تلك الثقافات الحضرية المتعلمة إلى حيز الوجود في أواخر الألفية الرابعة والثالثة؛ وولد النمط الكلاسيكي لحضارة الشرق الأدنى.
لقد تم الآن تأريخ التقدم الجليدي الرئيسي بدقة، كما تم إثبات التطورات الجغرافية والبيولوجية والجيولوجية المرتبطة بالأرصاد الجوية بشكل موثوق من خلال مجموعة متنوعة من التقنيات، بدءاً من دراسة آسيا، نمت تدريجياً أكثر عدداً وأكثر تقدماً المسجلة في أماكن معينة على طول جبال زاغروس.
يؤثر ظروف المناخ الحالي على كمية ومدة هطول الأمطار وتقلب درجات الحرارة، والموسمية في حوض الصرف على التصريف، وطبيعة الغطاء النباتي، وطبيعة الرواسب في قناة المجرى، كثافة هطول الأمطار لها آثار على توليد الجريان السطحي، يمكن أن يؤدي إلى فيضانات مفاجئة مع آثار تآكل عالية على المظاهر الأرضية يمكن أن تؤثر الظروف الجوية الحارة وأشعة الشمس الطويلة على التجوية الصخرية، سواء كانت ميكانيكية أو كيميائية أو بيولوجية، وفقاً لتشارلتون (2008) كانت هناك تحولات كبيرة في المناخ العالمي، منذ الذروة الجليدية الأخيرة التي أثرت على أنظمة الأنهار في جميع أنحاء العالم مع تغيرات في التدفق وإنتاجية الرواسب أدت إلى مراحل من تخفيف alleviation القناة وهدمها degradation، وكانت هناك أيضاً تغييرات جذرية في نمط القناة وسلوكها، فقد تميل المناخات القاحلة إلى أن تؤدي إلى رواسب ذات حمولة عالية، وتصريفات وماضة أو سريعة الزوال ونباتات متفرقة وأنماط قنوات ،مظفرة، في حين تميل المناخات الرطبـة إلـى استمرارية في حمولة الرواسب العالقة العالية والتصريف الدائم والمزيد من النباتات، وأنماط القنوات المتعرجة سيؤدي التغير طويل المدى في المناخ إلى إطلاق سلسلة من العمليات التي تؤدي إلى شكل جديد لقناة التوازن .(Thompson, et al, 1997)