أنماط الجريان المائي السطحي بالصحاري - الفيضان الغطائي او الشريطي |
1264
08:42 مساءً
التاريخ: 12/9/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2019
3902
التاريخ: 3-4-2017
3715
التاريخ: 12/9/2022
1099
التاريخ: 8/9/2022
1298
|
الفيضان الغطائي او الشريطي:
يتمثل النمط الثاني الرئيسي للجريان المائي السطحي في الجهات الصحراوية فيما يسمى بالفيضان الغطائي، وهو تعبير اقتراحه الباحث الامريكي ماك جي McGee في عام 1897، وأشاع استخدامه كتاب آخرون. وكما يدل التعبير، تحتوي الفيضانات الغطاءات تدفقات مائية واسعة المدى لا تنحصر في مجاري وقنوات محددة وانما تنتشر فوق كل المساحة الارضية. ولا يحدث هذا الشكل من الفيضانات المائية فوق أرض وعرة ممزقة مضرسة بطبيعة الحال، وإنما يحدث وبصورة مؤثرة، فوق المنحدرات الهينة الممهدة غير الضرسة.
ولاشك أن البيديمنتات (المنحدرات الصخرية الهينة) والمراوح الرسوبية الت يتحف بالأراضي الصحراوية المرتفعة تعتبر مناطق نموذجية لتشكيل الفيضانات الغطائية. وفي مثل هذه المناطق، تنشأ الفيضانات الغطائية أما عقب سقوط أمطار محلية غزيرة، أمن من تحول فيضانات الاودية التي تبزغ من مخارج خوانق الاودية المتجاورة.
ويختلف الجريان المائي هنا عنه في الانهار. ذلك ان الفيضانات الغطائية لا تحو طبقة سميكة عميقة متجانسة منتظمة من المياه تتدفق بسرعة ثابتة مطردة، لكنها تبدو في هيئة شبكة شديدة التعقيد من ((الجداول)) و ((الغدران)) العالية السرعة. وعادة ما ينطبع هذا النمط المشبك أو المتشابك لتلك الجداول والغدران فوق طبقة الفتات الصخري التي تنساب عليها الفيضانات الغطائية.
ولقد كان تحديد الدور الجيومورفولوجي للفيضانات الغطائية محل خلاف ونقاش وذهب بعض الكتاب القدامى الى تأكيد أهمية الفيضانات الغطائية كعوامل نحت، وتقوم بتخفيض أسطح البيديمنتات الصخرية والمراوح الرسوبية. كما اعتقد ماك جي نفسه بأن انتشار وجود المساحات الممهدة التي يقترب سطحها من الاستواء في الصحاري، إنما تعكس فعالية تأثير الفيضانات الغطائية.
والواقع أننا لا يمكن ان نشاهد الفيضانات الغطائية أو نلحظ وجودها إلا حينما قد تم بالفعل تمهيد الارض وتسوية سطحها، وتبعا لذلك فإنه يبدو من المرجح، أن الفيضانات الغطائية إنما تنشأ من تواجه البيديمنتات والظواهر المشابهة لها، فهي لا تقوم بتشكيل تلك الظواهر في المراحل الاولى.
وقد رأى وليم موريس ديفيز Davis وآخرون أن الفيضانات الغطائية تقوم اساسا بوظيفة النقل، فهي تحمل المواد المفتتة الدقيقة الحبيبات من واجهات المرتفعات، عبر البيدمنتات، الى نطاق الإرساب في هوامش البيديمنتات وتبعا لذلك فإنه يمكن اعتبار البيديمنت منحدر نقل Slope of Transportation، تنشط من فوق الفيضانات الغطائية في القيام بوظيفة النقل.
ويذكر ديفيز ان البيديمنتات تفقد أيحانا كل ما يغطيها من رواسب، وحينئذ تحل فيضانات الاودية Stream Floods محل الفيضانات الغطائية، فينشط النحت الرأسي حينئذ، وتتمكن فيضانات الاودية من تجديد سطح البيديمنت الصخري الصلد وتحويله الى شبكة من الجداول الخانقية، وفي النهاية تتلاشى تضاريس الاراضي المحصورة بين هذه الجداول الخانقية عن طريق الجانبي الذي تقوم به فيضانات الاودية، وتبعا لذلك تعود الفيضانات الغطائية الى التشكيل تارة أخرى فوق سطح صخري أملس. وبهذا يتم تخفيض سطح البيديمنت أو اعادة تعادله، بعد تعاقب فترات فعل وتأثير كل من الفيضان الغطائي وفيضان الوادي.
ويبدو لنا مما سبق أن كثيرا من الدراسات التي تمت بخصوص فعل المياه في الصحاري، قد قام بها بحاث أمريكيون وأخصهم ماك جي McGee (1897) ولوسون Lawson (1915)، وديفيز Davis (1938) وبريان Bryan (1936) وجونسون Johnson (1932)، في الاقليم الجنوبي الغربي الجاف من الولايات المتحدة. ونحن نرى مع بيل Peel (1966) أن ذلك الاقليم لا يعد، في الواقع نموذجا مثاليا للأراضي الجافة في العالم. ورغم أن بيل درس أجزاء من الصحراء الليبية، واشار الى حدوث الفيضانات الغطائية فيها، إلا أنه، بالقطع وصف ما يحدث عند هوامشها. أن الاعتقاد السائد بأن معظم تساقطات المطر في الجهات الصحراوية يتصف بالغزارة الشاذة لا تسنده المشاهدات الفعلية كلها، كما وأن تلك المشاهدات ذاتها ليست بالكثرة المطلوبة.
أنه ليس من شك في أن العواصف الاستثنائية تحدث في الصحاري، لكن حدوثها ينحصر على الخصوص في هوامش الصحراء، وفوق المرتفعات التي تحف بها، وتندر في داخليتها. ولقد نجد أمثلة عديدة متكررة للعواصف المطيرة وما يصاحبها ويعقبها من جريان سطحي في صورة فيضانات أودية او في هيئة فيضانات غطائية في مشارف مرتفعات البحر الاحمر في صحراء شرق مصر وشرق شمال السودان، لكن ليس في داخلية صحراء مصر الغربية.
ونصادف أمثلة أخرى في مشارف الساحل الليبي حيث تسقط أمطار شتوية في جنوب برقة في الشرق، وفي جنوبي الجبل الطرابلسي في الغرب، وعلى أبعاد لا تزيد كثيرا على مائة كيلو متر (وجودة 1972، 1975). أو في أقصى الجنوب من مشارف هضاب تيبستي حيث تسقط أمطار صيفية (أنظر بلومي وبارث 1975، جودة 1975). وكذلك الحال في صحراء شبه الجزيرة العربية، وقد توفر على دراستها أيضا الاستاذ بلومي Blueme في عامي 1975، 1976، وجودة في عام 1974.
أنه ليبدو واضحا أن أصقاعا شاسعة من داخلية الصحراء الكبرى الافريقية ومن قلب شبه الجزيرة العربية، حيث الجفاف المفرط، لا ترى العواصف الماطرة إلا فيما ندر، وتبعا لذلك فإن فعل الماء الجاري فيها لذو أهمية ضئيلة في وقتنا الحاضر. لكننا نؤمن بجريان سطحي مؤثر في جميع أجزاء هذه الاراضي الجافة أبان العصر المطير (جودة 1980).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|