أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1577
التاريخ: 22-04-2015
1575
التاريخ: 22-04-2015
1407
التاريخ: 24-07-2015
1634
|
قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِّتَسْكُنُوا الَيْها وَجَعَلَ بَينَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً انَّ فِى ذَلِكَ لَآياتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/ 21).
2- {هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لَيَسْكُنَ الَيْها} (الاعراف/ 189).
3- {إِنَّا خَلَقْنا الإِنْسَانَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيْهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيْراً} (الإنسان/ 2).
4- {يَا ايُّهَا النَّاسُ انَّا خَلَقْنَاكُم مِّنْ ذَكَرٍ وَانْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عَنْدَ اللَّهِ اتْقاكُمْ} (الحجرات/ 13).
إنَّ الأَحياء على قسمين وأغلبُها يعيش منفرداً ولا وجود اجتماعي فيما بينها ولو على صعيد اصغر وحدة اجتماعية أي العائلة ، وبعضها قد تخطّى هذه الحياة قليلًا وأخذ يعيش مع قرينهِ ، ولكنّ قليلًا من الحيوانات تعيش حياةً جماعيةً ، وبعضها قد كون حضارةً ، كالنحل ، والَّنمل ، والأرضة وغيرها من الحيوانات.
إلّا أنَّ هذا الصنف (الحيوانات الاجتماعية) لها نوعان من النقص أيضاً : الاوّل : هو استحالة الحياة المشتركة بين المجاميع المتباينة (كنحلِ خليتين أو بضع خلايا) ، والثاني : إنَّ حياتها الاجتماعية تتخذُ طابعاً واحداً باستمرار ، اي أنَّ النحلَ يعيشُ اليوم كما يعيش قبل مليون سنة.
فالكائن الوحيد الذي يعيش حياةً جماعيةً غير مقيّدة ويسير نحو التطور والتكامل هو الإنسان ، والدليل على ذلك هذا النمو والتطور وسيادة العلم والعقل على حياته الاجتماعية.
وهنا بحوث كثيرة لو أردنا الولوج فيها سنخرج من اطار البحث التفسيري ولكن يبدو من الضروري التذكير ببعض الامور :
1- ما هو منشأ رغبة الإنسان للحياة الاجتماعية ؟- هنالك آراء مختلفة ، ويبدو أكثرها صواباً هو أنّه مزيجٌ من الحوافز «الغريزية» و«العاطفية» و«الفكرية» فالعقلُ يقول إنّ التكاملَ ممكنٌ في ظل الحياة الاجتماعية فقط سواء كان معنوياً أو عادياً ، لأنَّه من البديهي إذا أراد فردٌ أو اسرةٌ أن تعيش بمعزل عن الآخرين ، فلا وجود لهذه العلوم والمعارف ولا هذه الصناعات والاختراعات والابداعات ، فلا شك أنّها حصلت من خلال استثمار تكدُس الطاقات الفكرية والجسمية ، ونقل كلُ جيلٍ تجاربه إلى الأجيال الاخرى ، واثمرت هذه الظواهر الجبارة من خلال تجمعها وتظافرها.
ومن ناحيةٍ اخرى فانَّ الإنسان يميل إلى هذه الحياة من خلال حافزٍ ذاتيٍ وعاطفي ، فهو يضجر من العزلة ، ويشعر باللذة من خلال حديثه وجلوسه وقيامه مع رفاقهِ ، وسجنُ الوحدة يمثل أقسى عذابٍ بالنسبة له ، وقد اثبتت تجارب العلماء أنَّ العزلة لو استمرت فستؤدّي إلى اضطرابات نفسية على مدى فترةٍ قصيرة ، وبغض النظر عن منافع التعايش الجماعي فإنّ هذا يُؤكد على أنَّ الإنسان يرغبُ بطبعهِ في هذا التعايش.
2- لقد اعتبر الإسلام الحياةَ الاجتماعيةَ للبشر من أهم مبادئه ، ولم يهتم بها في العلاقات السياسية والاقتصادية فقط بل حتى في مسألة العبادات التي تعتبر علاقة بين الخلق والخالق ، فأعطى للعبادات الجماعية (صلاة الجماعة) وصلاة الجمعة ومناسك الحج ، أهميّةً لا مثيل لها.
فماهية الصلاة ، والاذان والاقامة تُحفزُ الجميع لصلاة الجماعة ، ويبرهن ضميرُ الجمع الوارد في سورة الفاتحة ، والسلام الذي في خاتمة الصلاة ، على أنّ الصلاة ذات صفةٍ اجتماعية واداؤها فرادى يُعد صيغة فرعية.
وقد اعطيت الحياة الاجتماعية اهميةً بالغةً في الإسلام بحيث اعتُبرَ كلُ ما يؤدّي إلى الاختلاف والتفرقة (كالحسد ، قول الزور ، والغيبة ، والنفاق و...) من الذنوب الكبيرة ، وكلُ ما يؤدّي إلى السَّلام والوئام والإصلاح بين الناس جزءاً من أفضل العبادات.
3- أنَّ تحقيق الحياة الاجتماعية للبشر ليس امراً بسيطاً ، لأنّه يحتاج إلى توزيع القابليات والقدرات العقلية والجسمية المختلفة ، وتخطيطٍ دقيقٍ ، وتوزيع للأعمال ، والتنسيق والتآلف بين القلوب ، وطبقاً للتعبير الذي ورد في تفسير الآيات فانَّ البشر كمواد البناء- الطابوق والحديد والمواد الإنشائية الاخرى- التي إذا لم تكن فيما بينها وسيلة للربط والالتحام لم يتشيَّد منها بناءٌ شامخٌ ، وهنا جاءت يد القدرة الإلهيّة لمساعدة الإنسان ، ووضعت الخطة الدقيقة الرامية إلى تأليف القلوب ، وتوزيع القابليات العقلية والجسمية ، وأنواع الأذواق والفنون ، ورفَدت الإنسان بالمواهب العظيمة التي لن تدور عجلة الحياة الاجتماعية للبشر بدونها أبداً ، ويُعبَّر عن مجموع هذه الامور أحياناً ب «روح المجتمع» وإلّا فاننا نعلمُ أن ليس للمجتمع روح خاصةً غير ما ذُكر.
من يا ترى أوْجَد هذه الروح الاجتماعية بكل ما فيها من مواصفاتٍ من أجل دفع الإنسان نحو التكامل؟ فهل تستطيع الطبيعة العمياء الصمّاء التي لا عقل ولا احساس لها أنْ تُوجدَ هذا التخطيط ، وهذه المودَة والرحمة ، وهذه السكينة والاطمئنان ، ونطفة الامشاج ، وهذا التعارف العام ، وهذا التآلف بين القلوب ؟ !
لهذا تَعتبرُ الآياتُ المذكورة هذه الامور من آيات عظمةِ وعلمِ وقدرة اللَّه تعالى.
ونختتم هذا الكلام بالحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وآله فيما يخص اهتمام الإسلام بتقوية الأواصر الاجتماعية بين أبناء البشر ، إذ يقول صلى الله عليه وآله :
«إنَّ المُسْلِمَ إذا لَقيَ أخاهُ المسلمَ فاخذَ بيَدهِ تحاتت عَنْهُما ذُنوبُهما كَما تَتَحاتُ الوَرقُ عن الشَجَرةِ اليابسةِ في يومِ ريحٍ عاصفٍ و« لا يفترقان» إلّا غُفِرَ لَهما ذنوبُهما ولَو كان مثلَ زَبَدٍ البحار!» «1».
______________________
(1) الطبراني ، نقلًا عن تفسير في ظلال القرآن ، ج 4 ، ص 57.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|