المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Abstract analysis and historical change: Tera
12-4-2022
البياض الدقيقي في الخرشوف
22-6-2016
خطوات بناء نظام معلومات جغرافي - الاستفسار والتحليل
31-8-2021
Shelterin Complex
28-1-2020
الهيموغلوبين المنتج بالتحوير الوراثي Transgenic Haemoglobin
11-8-2020
دعاؤه (عليه السلام) بعد كلّ صلاة
19-4-2016


وصف جامع قرطبة لابن صاحب الصلاة  
  
1840   01:15 صباحاً   التاريخ: 31-8-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:552-554
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 670
التاريخ: 12/11/2022 1469
التاريخ: 2023-02-04 1481
التاريخ: 2024-05-02 594

وصف جامع قرطبة لابن صاحب الصلاة

وكتب الفقيه الكاتب أبو محمد إبراهيم ابن صاحب الصلاة الولبني يصف جامع قرطبة بما نصه (1) : عمر الله سبحانه بشمول السعادة رسمك، ووفر من جزيل الكرامة قسمك، ولا برحت سحائب الإنعام تهمي عليك ثرة، وأنامل الأيام تهدي إليك كل مسرة، لئن كان أعزك الله طريق الوداد بيننا عامرا، وسبيل الاتحاد (2) غامرا، لوجب أن نفض ختمه، ونرفض كتمه، لا سيما فيما يدر أخلاف الفضائل، ويهز أعطاف الشمائل، وإني شخصت إلى حضرة قرطبة - حرسها الله تعالى - منشرح الصدر، لحضور ليلة القدر، والجامع - قدس الله تعالى بقعته ومكانه، وثبت أساسه وأركانه - قد كسي ببردة الازدهاء، وجلي في معرض البهاء، كأن شرفاته فلول في سنان، أو أشر في أسنان، وكأنما ضربت على سمائه كلل، أو خلعت على أرجائه حلل، وكأن الشمس قد خلفت فيه ضياءها، ونسجت على أقطاره أفياءها، فترى نهارا

(552)

قد أحدق به ليل، كما أحدق بربوة سيل، ليل دامس، ونهار شامس، وللذبال تألق كنضنضة الحيات، أو إشارة السبابات في التحيات، قد أترعت من السليط كؤوسها، ووصلت بمحاجن الحديد رؤوسها، ونيطت بسلاسل كالجذوع القائمة، أو كالثعابين العائمة، عصبت بها تفاح من الصفر، كاللفاح الصفر: بولغ في صقلها وجلائها، حتى بهرت بحسنها ولألائها، كأنها جليت باللهب، وأشربت ماء الذهب، إن سامتها طولا رأيت منها سبائك عسجد، أو قلائد زبرجد، وإن جئتها (3) عرضا رأيت منها أفلاكا ولكنها غير دائرة، ونجوما ولكنها ليست بسائرة، تتعلق تعلق القرط من الذفرى، وتبسط شعاعها بسط الأديم حين يفرى، والشمع قد رفعت على المنار رفع البنود، وعرضت عليها عرض الجنود، ليجتلي طلاقة روائها القريب والبعيد، ويستوي في هداية ضيائها الشقي والسعيد، وقد قوبل منها مبيض بمحمر، وعروض مخضر بمصفر، تضحك ببكائها وتبكي بضحكها، وتهلك بحياتها وتحيي بهلكها، والطيب تفغم أفواحه، وتتنسم أرواحه، وقتار الألنجوج والند، يسترجع من روح الحياة ما ند، وكلما تصاعد وهو محاصر، أطال من العمر ما كان تقاصر، في صفوف (4) مجامر، ككعوب مقامر، وظهور القباب مؤللة، وبطونها مهللة، كأنها تيجان، رصع فيها ياقوت ومرجان، قد قوس محرابها أحكم تقويس، ووشم بمثل ريش الطواويس، حتى كأنه بالمجرة مقرطق، وبقوس قزح ممنطق، وكأن اللازورد حول وشومه، وبين رسومه، نتف من قوادم الحمام، أو كسف من ظلل الغمام، والناس أخياف في دواعيهم، وأوزاع في أغراضهم ومراميهم، بين ركع وسجد، وأيقاظ وهجد، ومزدحم على الرقاب يتخطاها، ومقتحم على الظهور يتمطاها،

 (553)

كأنهم رد خلال قطر، أو حروف في عرض (5) سطر، حتى إذا قرعت أسماعهم روعة التسليم، تبادروا بالتكليم، وتجاذبوا بالأثواب، وتساقوا بالأكواب، كأنهم حضور طال عليهم غياب، أو سفر أتيح لهم إياب، وصفيك مع إخوان صدق، تنسكب العلوم بينهم انسكاب الودق، في مكان كوكر العصفور، أستغفر الله أو ككناس اليعفور، كأن إقليدس قد قسم بيننا مساحته بالموازين، وارتبطنا فيه ارتباط البيادق بالفرازين، حتى صار عقدنا لا يحل، وحدنا لا يفل، بحيث نسمع سور التنزيل كيف تتلى، ونتطلع صور التفصيل (6) كيف تجلى، والقومة حوالينا يجهدون في دفع الضرر، ويعمدون إلى قرع العمد بالدرر، فإذا سمع بها الصبيان قد طبقت الخافقين، وسرت نحوهم (7) سرى القين، توهموا أنها إلى أعطافهم واصلة، وفي أقحافهم حاصلة، ففروا بين الأساطين، كما تفر من النجوم الشياطين، كأنما ضربهم أبو جهم (8) بعصاه، أو حصبهم عمير بن ضابئ (9) بحصاه، فأكرم بها مساع تشوق إلى جنة الخلد، ويهون في السعي إليها إنفاق الطوارف والتلد، تعظيما لشعائر الله، وتنبيها لكل ساه ولاه، أدام الله عزك، منظرا منها أبهى، ولا مخبرا أشهى، وإذا لم تتأمله عيانا، فتخيله بيانا، وإن كان حظ منطقي من الكلام، حظ السفيح (10) من الأزلام، لكن ما بيننا من مودة أكدنا وسائلها، وأذمة تقلدنا حمائلها، يوجب قبول إتحافي سمينا وغثا، ولبس إلطافي جديدا

 (554)

ورثا، لا زلت لزناد النبل موريا، وإلى آماد الفضل مجريا، والتحية العبقة الريا، المشرقة المحيا، عليك ما طلع قمر، وأينع ثمر، ورحمة الله تعالى وبركاته، انتهى.

 

__________

(1) وردت هذه الرسالة في المقتطفات (الورقة: 35 - 37).

(2) ك: وسبيل المحبة؛ وفي ط بياض موضع " الاتحاد " .

(3) ك: أتيتها.

(4) ق: الحياة ما هو مزجوج وأقيمت في صفوف (وهو مضطرب ناقص).

(5) ق ودوزي: عروض، وما ثبت هنا في نسخة ك ط ج.

(6) ق ط: التفضيل.

(7) دوزي: بعدهم.

(8) فيه إشارة إلى ما قاله الرسول (ص) في أبي جهم العدوي من أنه لا يرفع عصاه عن أهله.

(9) عمير بن ضابئ البرجمي ممن حصب الحجاج حين جلس على منبر الكوفة.

(10) السفيح: قدح لا نصيب له في الميسر، وكذلك المنيح.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.