أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-09-2015
1996
التاريخ: 30-09-2015
7816
التاريخ: 14-08-2015
2315
التاريخ: 29-09-2015
3406
|
إذا كنا قد آثرنا (المنهج الفني) – وهو في حقيقته متكامل من منهجين او ثلاثة: المنهج التأثري، والمنهج التقديري، والمنهج الذوقي، او الجمالي – فإنما آثرناه لأنه أقرب المناهج الى طبيعة العمل الأدبي، ولكننا لم نقصد ان يكون هو المنهج المفرد فالملاحظة النفسية عنصر مهم فيه، والملاحظة التاريخية ضرورية في بعض مناحيه.
والمناهج بصفة
عامة في النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت
قيودا وحدودا. شأنها في هذا الشأن (المدارس) في الأدب ذاته، فكل قالب محدود هو قيد
للإبداع، وقد يصنع القالب لنضبط به النماذج المصنوعة، لا لتصب فيه النماذج وتصاغ!
ولحسن الحظ ان
النقد العربي الحديث سلك في أحيان كثيرة طريق (المنهج المتكامل) الذي يجمع هذه
المناهج جميعا ... ونرى أمثلة لهذا في كتابي الدكتور طه حسين عن المعري، وفي كتبه
عن المتنبي وحديث الاربعاء و(من حديث الشعر والنثر) و(شوقي وحافظ) كما ترى أمثلة
له في كتب الاستاذ العقاد عن (ابن الرومي) و(شاعر الغزل) و(جميل بثينة) و(شعراء
مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي).
وقد سلكنا هذا
الطريق نفسه في الفصول الأولى من هذا الكتاب، وكذلك في كتابي (التصوير الفني في
القرآن) و(كتب وشخصيات) الى حد كبير.
ان المنهج
المتكامل لا يعد النتاج الفني افرازا للبيئة العامة، ولا يحتم عليه كذلك ان يحصر
نفسه في مطالب جيل من الناس محدود. فالفرد في عصر من العصور قد يعبر عن أشواق
انسانية للجنس البشري كله، ولمشكلات هذا الجنس الخالدة التي لا تتعلق بوضع اجتماعي
قائم او مطلوب، إنما تتعلق بموقف الانسانية كلها من هذا الكون ومشكلاته الخالدة
كالغيب والقدر وأشواق الكال اللدنية الكامنة في الفطرة البشرية ... وهذه وأمثالها
لا تتعلق بزمان ولا بيئة، ولا عوامل تاريخية. والعصر الواحد ينبغ فيه الكثيرون في
البيئة الواحدة ولكل منهم طابع خاص واتجاه خاص وعالم خاص. ولم يكن ابن الرومي يعبر
عن ذاته فحسب إنما كان يعبر عن موقف إنساني غير مقيد بعصر من العصور وهو يقول:
ألا من يريني
غايتي قبل مذهبي ومن أين
والغايات بعد المذاهب
فهي مشكلة المجهول
التي وقت امامها البشرية منذ خلقتها وستبقى واقفة امامها ابدا. كذلك كان يقف
الخيام يدق هذا الباب المغلق امام البشرية، فلا يفتح له، فيوقع اوجع الحانة
وأخلدها في عالم الفن والحياة، وهو يرى الناس يأتون من حيث لا يدرون، لا يستشارون
في مجيء ولا يستشارون في خروج، ولا يعلمون ماذا يكون في اللحظة التالية، ولا كيف يكونون:
في سبيل الاسرار
والألغاز
ذات يوم حلقت
تحليق بازي
في سماء المعنى
الخفي المجازي
والحيني، لم ألق
في الافلاك
لي قريناً في
الفهم والإدراك
عدت بالسر بعدما
اجتزت اذك!
الباب مثلي لما
طرقت البابا!
كل عمري كماء في
الانهار
او كريح حيرانة في الصحاري
ومسائي متى يصير
نهاري
وليوم مذ بان لست
أراه
وليوم لعلني ألقاه
لم أسمها حمل
الهوى وعمري
لسوى اليوم ما
حسبت حسابا
ما برأي قدمت هذي
الديارا
وسأضطر للرحيل
اضطرارا
255
واختياري ان
استطعت اختيارا،
بنت كرم صبهاء
تجلو الهموما
في حياة ملأى أسى
وغموما،
فأدرها سلافة
وأستقيها
نعمة فالوجود كان
مصابا(1)
وكذلك وقف المعري
وقفته الانسانية امام قبر الإنسان (وكأنما تجمع في حسه كل ماضي الانسانية وكل
مستقبلها، وهي تتصادم وتتزاحم وتنطوي في حفرة، في نهاية المطاف:
صاح هذه قبورنا
تملأ الرحـ ب فأين القبور من عهد
عاد
خفف الوطء ما أظن
أديم الـ أرض إلا من هذا الأجساد
رب قبر قد صار
قبراً مراراً ضاحك من تزاحم الأضداد
ومثل تلك الأشواق
والآلام ليست خاصة بعصر ولا خاصة ببيئة. وإنما هي أشواق البشر، وآلام البشر من
ناحية موقف البشر من الكون والحياة. وقد يكون في الصورة التي تبدو فيها تلك
الاشواق والالام آثار للبيئة ولكن هذا لا يخرجها عن كونها أشواقاً وآلاما للجنس
الانساني كله.
والمنهج المتكامل
كذلك لا يأخذ النتاج الأدبي بوصفه افرازا سيكولوجياً محدد البواعث، معروف العلل. فالنفس
كما قلنا اوسع كثيرا من (علم النفس) ورواسبها واستجاباتها قد تكون أعمق من هذا
الفرد، على فرض أننا وصلنا الى استكناه جميع البواعث الشخصية في نفس الفنان.
المنهج المتكامل
يتعامل مع (العمل الأدبي) ذاته، غير مغفل علاقته (بنفس) قائله، ولا تأثرات قائلة
بالبيئة، ولكنه يحتفظ للعمل الفني بقيمه الفنية المطلقة. غير مقيدة بدوافع البيئة
وحاجاتها المحلية .. ويحتفظ لصاحبه بشخصيته الفردية، غير ضائعة في غمار الجماعة
والظروف ويحتفظ للمؤثرات العامة بأثرها في التوجيه والتلوين، لا في خلق الموهبة
ولا في طبيعة احساسها بالحياة.
وهكذا ننتهي الى
القيمة الاساسية لهذا المنهج في النقد، وهي انه يتناول العمل الأدبي من جميع
زواياه؛ ويتناول صاحبه كذلك، بجانب تناوله للبيئة والتاريخ، وأنه لا يغفل القيم
الفنية الخالصة، ولا يغرقها في غمار البحوث التاريخية او الدراسات النفسية، وأنه
يجعلنا نعيش في جو الأدب الخاص، دون ان ننسى مع هذا انه أحد مظاهر النشاط النفسي،
وأحد مظاهر المجتمع التاريخية – الى حد كبير او صغير.
وهذا هو الوصف
الصحيح المتكامل للفنون والآداب.
_____________________
(1)
(رباعيات الخيام)
ترجمة البستاني.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|