نشأة وتطور العلاقات العامة كمهنة وكعلم

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي المكان الأول الذي ظهرت فيه ممارسة مهنة العلاقات العامة، وهي أيضا المكان الذي شهد تطورها من مجرد ممارسة غير مقننة إلى ممارسة أكثر تتسم بالتكنيك العلمي، حتي أصبحت علما يدرس في المعاهد المتخصصة والجامعات ومنها انطلقت إلى باقي دول العالم تدريجيا، حتي وصلت الوطن العربي في أوائل الأربعينات.

وكان للرواج الاقتصادي والمشكلات التي تبعت الإنتاج العالمي الضخم الفضل في انتشار العلاقات العامة، وقد جاء تطورها كاستجابة طبيعية لحاجة الإدارة العليا في المؤسسات الصناعية، لتواجه به ثورة الرأي العام في البيئة الاجتماعية، والذي سببته سلبياتها في مواجهة الظروف التي خلقتها أعمالها وعملياتها، ولتتعامل مع الإضرابات التي قام بها العاملون في مواجهة الإدارة العليا.. بسبب ظروف العمل السيئة.

وتجدر الإشارة إلى أن "ايفي لي" والذي يلقب برائد العلاقات العامة، قد بدأ في إرساء قواعد مهنية للعلاقات العامة كممارسة، ثم مهنة أخذت في الانتشار من خلال بداياته العملية الأولي بعمله لصالح شركة American Anthracite Coal Inclustry عندما تعرضت لأزمة إضراب العمال عن العمل وكانت إدارة Lee للازمة التي نشبت بين هذه الشركة وعمالها هي أولي مهمات العلاقات العامة التي نفذت آنذاك وهي في نفس الوقت إدارة مهنية للازمات.

ومن الأزمات التي حدثت في البدايات الأولي للعلاقات العامة كانت أزمة إضراب عمال منجم Colarado عام 1914، وقد اقنع Ive lee الذي كان يعمل صحفيا وقتها مالك المنجم بزيارة موقع العمل والتحدث مع العمال بشكل ودي ومناقشة الأمور مع العمال المضربين مما أدي إلى إعادة الثقة بين المؤسسة والعمل ومن ثم تحسين صورة الشركة في ذهن العمال.

ويتضح مما سبق أن نشأة العلاقات العامة ارتبطت بظهور الازمات الصناعية، وهذا ما تسبب في اعتقاد البعض أن العلاقات العامة لا تظهر الحاجة إليها الا عند التعرض الأزمة، ولكن أعمال وأنشطة (Lee) لم تقتصر آنذاك على إدارة الأزمات، إذ يرجع إليه الفضل أيضا في حث المؤسسات التجارية والصناعية إلى نشر سياستها و إعلام الجمهور بأهدافها والعمل على كسب ثقته، والحصول على تأييده ومساندته، وهذا ما يؤكد بأن (Ivy Lee ) هو رائد العلاقات العامة المهنية.