أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2016
2069
التاريخ: 2024-10-07
214
التاريخ: 1-12-2016
3148
التاريخ: 2024-07-16
476
|
قال علي (عليه السلام): (من لم يعرف مضرة الشر لم يقدر على الامتناع عنه، ومن لم يعرف منفعة الخير لم يقدر على العمل به)(1).
ان الانسان عندما يكون ملتزماً بالأخلاق ومطيعاً فمعنى ذلك أنه يعتقد بها من صميم قلبه، ولذا يحاول تطبيقها في حياته، ليتعرف من خلال ذلك على الأسباب والدواعي المستبطنة في تلك المقررات ويدركها(2).
إن المتوخى في المرحلة الاولى هو الآثار والعواقب الآنية المترتبة على الفعل، وهي السبب في الخوف من العقوبة عند المخالفة، وفي الشعور باللذة والسرور عند الطاعة.
واما السبب في الالتزام في المرحلة الثانية فهو الخوف من فقدان المنزلة الاجتماعية، والشعور بالاعتزاز بين الزملاء والقرناء.
واما السبب في الطاعة والالتزام في المرحلة الثالثة فهو غيره في المرحلة الاولى والثانية، لكون الانسان يختار ما يناسب شأنه من السلوك بعد ان يعتقد صحته ويدرك ضرورته، فيقوم بممارسته من دون أي نوع من الترهيب أو الترغيب، حينها يشعر الانسان ضرورة معاملته للآخرين معاملة يحب أن يعامله الآخرون مثلها.
ان عقل الانسان لا بد أن يدرك أهمية وقيمة التزامه بالمقررات، ولا بد له من أن يوفق بين هذا الادراك وبين العمل بتلك المقررات، ومثل هذه النظرة التربوية تجعل أمر تعلّم فضائل الاخلاق لا ينحصر بإلقاء الابوين والمعلمين للألفاظ البسيطة من دون تجاوبٍ معها، بل تجعل من التربية والتعليم - اللذين يراعى فيهما الجو المناسب، ويؤخذ فيهما تكامل ومعرفة الطفل ومراحل تحوله النفسي والعقلي بنظر الاعتبار، وذلك في جوّ يملأه الاحترام المتبادل للطفل، ويعتمد فيه على شعوره بالكرامة - عاملين مساعدين على عمق الادراك لدى الطفل واستقامته، مما يؤدي ذلك به في مقام العمل الى تكامله وتربيته اخلاقياً، وتبلور شخصيته.
لا بد أن تتناسب المفاهيم الخلقية والقيم الانسانية مع مراحل تكامل الطفل العقلية ومستوى إدراكه، وذلك باستخدام الأساليب العملية في مختلف مجالات الحياة - في البيت والمدرسة -، ولا ينبغي لنا أن نتأمل من الطفل سلوكاً مشابهاً لسلوكنا ما لم نطمئن بمستوى إدراكه الذي يتناسب مع قدرته العقلية.
ولذا لا ينبغي لوم الطفل او توبيخه - بما يصدر منه من سلوكٍ مخالف للأخلاق، أو لكونه كاذباً - قبل احراز تكامله العقلي والعاطفي في ادراكه للمفاهيم الخلقية، وتمييزه للأمور الحسية والمفاهيم الانتزاعية، فإن أغلب سلوك الاطفال في هذه السنين لا يكون عن سوء نيتهم أو خبث بواطنهم، وانما يريدون بذلك إلفات الأنظار أليهم.
ان طاعة الاطفال للمقررات والتزامهم بالقيم الاخلاقية يستتبع لمسهم عملياً لنتائج ذلك الالتزام، ولذا لا بد من تعليم الاطفال وتربيتهم على المفاهيم الاخلاقية - كالصدق، وعدم الكذب والمكر والحيلة، الالتزام والنظام - عن طريق القصص والحكايات اللطيفة والتربوية، وتعريفهم دور تلك المفاهيم وآثارها العملية على سلوكهم، فإنه ليس في بيان ذلك لوحده أثر، بل لا بد من اختلاط الطفل مع أقرانه ليتعرف - في جوٍ مناسب يحكمه الاحترام - على حل مشاكله بصورة عملية، ليدرك ضرورة الالتزام بالضوابط ويعتقد بها، ويستقيم على العمل بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم: 9008 و9009.
2ـ لا ينبغي الغفلة عن ان للوساوس الشيطانية في هذا المجال باباً مفتوحاً، بحيث لا يمنع الانسان التعرف على اسباب وادلة الأمور عن القيام بالأعمال، كالطبيب الذي يعلم مفاسد ومضار الخمر ومع ذلك يشر به، ولذا لا ينبغي تجاهل دور العوامل الاجتماعية والنفسية الايجابية أو السلبية في ذلك، وعلى اي حالٍ فلو أن شخصاً يعلم فوائد الالتزام بالضوابط ومع ذلك يخالفها فانه يستحق حينئذ التأديب، فانه يمكن ان يقوم بالتأديب في هذه المرحلة المجتمع او المتصدين لذلك، فإن الداعي في الطاعة والالتزام هو الخوف من العقوبة أو الاكراه الفردي أو الجماعي، بحيث لا يعلم الشخص السبب في اطاعته لتلك الضوابط، فان التأديب والعقوبة لا يكون صحيحاً ومنطقياً. هذا ومن جهة اخرى فإن المرحلة الثالثة قد يؤدي الالتزام فيها في الغالب الى كونها ملكة في شخصية الانسان، فتكون حينئذٍ في أفضل اساليب التعليم والالتزام.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظم برنامج (ربيع الثقافة المعرفي) لطالبات ثانوية الزهراء في بغداد
|
|
|