المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الحضور القوي في البرنامج
12/9/2022
إشتراط التكليف بالقدرة بمعنى آخر
25-8-2016
الاتزان الانفعالي والصحة النفسية
17-8-2022
Temperature Regulation
1-11-2015
Centered Square Number
16-12-2020
طه باقر
14-8-2020


كيف يمكن إعداد عوامل الطاعة والالتزام  
  
1187   07:34 صباحاً   التاريخ: 24-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص73 ـ 75
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

قال علي (عليه السلام): (من لم يعرف مضرة الشر لم يقدر على الامتناع عنه، ومن لم يعرف منفعة الخير لم يقدر على العمل به)(1).

ان الانسان عندما يكون ملتزماً بالأخلاق ومطيعاً فمعنى ذلك أنه يعتقد بها من صميم قلبه، ولذا يحاول تطبيقها في حياته، ليتعرف من خلال ذلك على الأسباب والدواعي المستبطنة في تلك المقررات ويدركها(2).

إن المتوخى في المرحلة الاولى هو الآثار والعواقب الآنية المترتبة على الفعل، وهي السبب في الخوف من العقوبة عند المخالفة، وفي الشعور باللذة والسرور عند الطاعة.

واما السبب في الالتزام في المرحلة الثانية فهو الخوف من فقدان المنزلة الاجتماعية، والشعور بالاعتزاز بين الزملاء والقرناء.

واما السبب في الطاعة والالتزام في المرحلة الثالثة فهو غيره في المرحلة الاولى والثانية، لكون الانسان يختار ما يناسب شأنه من السلوك بعد ان يعتقد صحته ويدرك ضرورته، فيقوم بممارسته من دون أي نوع من الترهيب أو الترغيب، حينها يشعر الانسان ضرورة معاملته للآخرين معاملة يحب أن يعامله الآخرون مثلها.

ان عقل الانسان لا بد أن يدرك أهمية وقيمة التزامه بالمقررات، ولا بد له من أن يوفق بين هذا الادراك وبين العمل بتلك المقررات، ومثل هذه النظرة التربوية تجعل أمر تعلّم فضائل الاخلاق لا ينحصر بإلقاء الابوين والمعلمين للألفاظ البسيطة من دون تجاوبٍ معها، بل تجعل من التربية والتعليم - اللذين يراعى فيهما الجو المناسب، ويؤخذ فيهما تكامل ومعرفة الطفل ومراحل تحوله النفسي والعقلي بنظر الاعتبار، وذلك في جوّ يملأه الاحترام المتبادل للطفل، ويعتمد فيه على شعوره بالكرامة - عاملين مساعدين على عمق الادراك لدى الطفل واستقامته، مما يؤدي ذلك به في مقام العمل الى تكامله وتربيته اخلاقياً، وتبلور شخصيته.

لا بد أن تتناسب المفاهيم الخلقية والقيم الانسانية مع مراحل تكامل الطفل العقلية ومستوى إدراكه، وذلك باستخدام الأساليب العملية في مختلف مجالات الحياة - في البيت والمدرسة -، ولا ينبغي لنا أن نتأمل من الطفل سلوكاً مشابهاً لسلوكنا ما لم نطمئن بمستوى إدراكه الذي يتناسب مع قدرته العقلية.

ولذا لا ينبغي لوم الطفل او توبيخه - بما يصدر منه من سلوكٍ مخالف للأخلاق، أو لكونه كاذباً - قبل احراز تكامله العقلي والعاطفي في ادراكه للمفاهيم الخلقية، وتمييزه للأمور الحسية والمفاهيم الانتزاعية، فإن أغلب سلوك الاطفال في هذه السنين لا يكون عن سوء نيتهم أو خبث بواطنهم، وانما يريدون بذلك إلفات الأنظار أليهم.

ان طاعة الاطفال للمقررات والتزامهم بالقيم الاخلاقية يستتبع لمسهم عملياً لنتائج ذلك الالتزام، ولذا لا بد من تعليم الاطفال وتربيتهم على المفاهيم الاخلاقية - كالصدق، وعدم الكذب والمكر والحيلة، الالتزام والنظام - عن طريق القصص والحكايات اللطيفة والتربوية، وتعريفهم دور تلك المفاهيم وآثارها العملية على سلوكهم، فإنه ليس في بيان ذلك لوحده أثر، بل لا بد من اختلاط الطفل مع أقرانه ليتعرف - في جوٍ مناسب يحكمه الاحترام - على حل مشاكله بصورة عملية، ليدرك ضرورة الالتزام بالضوابط ويعتقد بها، ويستقيم على العمل بها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم: 9008 و9009.

2ـ لا ينبغي الغفلة عن ان للوساوس الشيطانية في هذا المجال باباً مفتوحاً، بحيث لا يمنع الانسان التعرف على اسباب وادلة الأمور عن القيام بالأعمال، كالطبيب الذي يعلم مفاسد ومضار الخمر ومع ذلك يشر به، ولذا لا ينبغي تجاهل دور العوامل الاجتماعية والنفسية الايجابية أو السلبية في ذلك، وعلى اي حالٍ فلو أن شخصاً يعلم فوائد الالتزام بالضوابط ومع ذلك يخالفها فانه يستحق حينئذ التأديب، فانه يمكن ان يقوم بالتأديب في هذه المرحلة المجتمع او المتصدين لذلك، فإن الداعي في الطاعة والالتزام هو الخوف من العقوبة أو الاكراه الفردي  أو الجماعي، بحيث لا يعلم الشخص السبب في اطاعته لتلك الضوابط، فان التأديب والعقوبة لا يكون صحيحاً ومنطقياً. هذا ومن جهة اخرى فإن المرحلة الثالثة قد يؤدي الالتزام فيها في الغالب الى كونها ملكة في شخصية الانسان، فتكون حينئذٍ في أفضل اساليب التعليم والالتزام. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.