الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادئ وأساليب تربوية / لا بديل عن العمل
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 59 ــ 60
2025-08-17
29
ليس الإنسان قاصراً، ولكنه كسول إلى حد بعيد، فالله - جل وعلا ـ أعطانا من الإمكانات والقدرات ما تستطيع أن تنجز من خلاله أعمالاً عجيبة. يظنها المرء لأول وهلة خارقة ومعجزة وكثيراً ما تناسب خيال الواحد منا صور الفوز والانتصار والتفوق، دون أن تسعى مرة واحدة إلى بذل الجهد الذي يؤدي إلى ذلك!
إن الحضارة الحديثة التي أنتجت الملايين من المواد والآلات، قد بنيت على كواهل رجال، لم يكونوا يعرفون سوى العمل، وإن ما تم اختراعه من وسائل وآلات، قد سهل الحياة، وقلل من المجهود العضلي لكل واحد منا، لكن ما بذل من تفكير وتجارب في سبيل الوصول إلى ذلك، شيء يفوق الوصف!
إن مشكلتنا الأساسية لا تكمن في الطاقة التي نمتلكها، فالطاقات وزعت على البشر على نحو متقارب، لكن المشكلة أننا لا نريد أن نعمل. انه حين تتوفر القدرة لدينا، ثم لا نعمل، فمعنى ذلك أننا تفقد (الإرادة)
كما قال - جل وعلا -: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} [التوبة: 46]، وذكر لنا القرآن الكريم مواقف كثيرة، تمت فيها العقوبة على الإرادة لأنه إذا توفرت في أمر ممكن الحصول، تكون المسألة مسألة وقت، كما قال - سبحانه: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 70].
إن في أوساطنا (حمى) تجتاح الصغار والكبار، هي حمى الإنجاز السريع، وجمع الغنائم دون أن تبذل الجهد المطلوب، وهذا قاد إلى مزالق كثيرة، ودفع كثيراً من الناس إلى الانحراف، وسلوك مسالك الرذيلة. إن ظاهرة (الغش) في المدارس والجامعات، وظاهرة نسبة أعمال فنية وكتابية كثيرة إلى غير من قام بها - مؤشر خطير إلى ما نقوله!
لا يغيب عن البال أن كل منتج - مهما كان نوعه - ستكون جودته على مقدار ما بذل فيه من جهد وساعات عمل وفكر وتأمل، وإن علينا أن نعود الناشئة مكابدة المشاق والمران على طول النفس، والصبر على العمل المتواصل، وإلا فإن العواقب وخيمة البطالة التي تجتاح بلاد المسلمين بنسب عالية جداً، آخذة في الازدياد، وسببها الأساسي أن الناس لا يريدون أن يتعبوا، ولا أن يعيدوا تأهيل أنفسهم، واكتساب مهارات وخبرات جديدة تتناسب مع سوق العمل، وإذا ما استمر هذا، فإن كل بنياننا الأخلاقي والاجتماعي، سيصاب بأضرار جسيمة، فهل نحن على استعداد لإيقاف دوران عجلاتنا إلى الخلف، قبل فوات الأوان؟!.
الاكثر قراءة في التنمية البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
