الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تحسين نوعية الحياة
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 113 ــ 115
2025-08-17
34
في كثير من الآيات والأحاديث يقترن الإيمان بالعمل الصالح؛ حيث إن تجسيد الرموز، لا يتم إلا من خلال الأعمال والمواقف؛ ولذا فإن المسلمين انطلاقاً من روح الإسلام كانوا أول من خرج على أدبيات المنطق اليوناني الذي كان يعادي التجربة، فوضعوا أصول المنهج التجريبي، ونهضوا بجوانب الحياة العمرانية كافة، وقد حاولوا التعرف على (حجر الفيلسوف) والاهتداء إلى كيفية تحويل المعادن الأساسية إلى ذهب، وفي سعيهم إلى ذلك الهدف كشفوا عن كثير من الحقائق في الكيمياء (1).
واليوم فإننا بحاجة ماسة إلى أن نمعن النظر في واقعنا، ونحاول استيعابه من خلال قيمنا وتجربتنا الإنسانية الواعية، وتوجيه مناهجنا الدراسية في اتجاه معالجة مشكلاته، والارتقاء به.
إن المهم اليوم ليس أن يحفظ الطلاب لدينا بعض المعلومات وبعض التواريخ، وإنما المهم أن نوجد المنافذ العملية التي تمكن الطلاب من فهم حقيقي للغايات التي تعلموا من أجلها، ولن يكون ذلك واضحاً ومقنعاً ما لم يعرف الطالب كيف سيستخدم المعارف التي تعلمها عند الحاجة إليها، وكيف يستفيد منها في مواجهة تحديات الواقع، والارتقاء بنفسه. وهذا يعني أن الحاجة قائمة إلى نوع من (البيان العملي) لكثير مما يتعلمه الأولاد في المدارس.
إن مقولة (العلم للعمل) ومقولة (من الجامعة إلى المصنع) بحاجة إلى نوع من التطوير اليوم؛ حيث من المهم أن يُعد الطالب إعداداً يمكنه من تأسيس حياة أفضل له ولأسرته، وذلك من خلال إعداده روحياً وخلقياً وعلمياً ومهنياً واجتماعياً؛ لأن يكون عضواً صالحاً وفعالاً في مجتمعه، أي رفع درجة وعيه العام لمتطلبات العيش في هذا الزمان، وما يستدعيه من إرادة وعزيمة وأهلية.
إن إعداد الشاب ليكون إنساناً منتجاً فحسب، قد يفيد في تحسين وضعه المادي، لكن الواقع أن الحياة الطيبة لا تولد من رحم الرخاء المادي وحده، وإنما من قيام المرء بأداء واجباته، ومن سلامه مع نفسه، ومن خاصية الانسجام والتوازن بين المطالب الروحية والمادية.
إن تحسين نوعية الحياة، لا يتم إلا من خلال تعميم (ثقافة) تحمل في طياتها ما ينهض بحياة الناس، وذلك من خلال تيسير سبل التعلم والتثقف والاطلاع للجميع. وفي هذا السياق، فإن ما قامت به دول السوق الأوربية المشتركة، شيء يدعو إلى الإعجاب؛ حيث أنجزت مشروعاً عملاقاً كلف خمسة مليارات وحدة نقد أوربية حيث وصلت بين المكتبات الأوربية عن طريق شبكة (الإنترنت) لجعل مليارين ومائة مليون كتاب! رهن إشارة طالبي المعرفة. ويقوم على هذه الشبكة جيش من المتخصصين يبلغ عدده ربع مليون شخص. وقد ذكرت بعض الإحصاءات أن 23٪ من شعوب دول السوق يسعون إلى هذه المكتبات للاستفادة منها بصفة منتظمة (2). إلى جانب تعميم المعرفة، فلا بد من أن يركز اهتمامات الناشئة على النظر إلى المستقبل، وتزويدهم بالأفكار والمعارف التي تساعدهم على فهمه والاستعداد له. إن بعض البلدان الإسلامية يتضاعف سكانه كل اثنتي عشرة سنة مرة، وهؤلاء القادمون الجدد، بحاجة إلى أن يستوعبوا نفسياً واجتماعياً، وهم بحاجة إلى توجيه وتعليم وسكن وخدمات وفرص عمل... ولكل هذا تكاليفه ومتطلبات واستعدادته. ومع أن الأطفال والشباب ينتظرون كل هذا من الكبار؛ إلا أن الصحيح أن على الناشئة أن يعدوا أنفسهم لمزيد من الاعتماد على النفس والقيام بشؤون الذات؛ مما يعني أنهم أيضاً في حاجة إلى مزيد من التوعية والإرشاد والتأهيل لخوض غمار عصر يزداد العيش الكريم فيه صعوبة ومشقة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أثر العلم في المجتمع: 20. ومع هذا فلا بد من القول: إن المنطق اليوناني تمكن من اختراق كثير من العلوم النظرية لدينا على ما هو معروف.
2ـ مجلة المعرفة العدد (17) ص: 12.
الاكثر قراءة في التنمية البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
