المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الإيمان
21-3-2021
الجين المكسور Broken Gene
11-9-2017
صالح بن عبد الوهاب
10-8-2016
مرض الذبول المفاجئ الذي يصيب الخيار Sudden wilt
2024-10-06
anticipation (n.)
2023-05-23
اجراءات البيع الجبري بالنسبة للمنقول.
30-11-2016


الحسد  
  
1290   01:25 صباحاً   التاريخ: 20-7-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص236 ـ 238
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2018 2169
التاريخ: 27-4-2022 2390
التاريخ: 2023-03-28 1342
التاريخ: 21-4-2016 4310

ان الحسد مرض خطير يؤدي إلى بذر الكراهية والحقد بين الناس لأن حقيقته هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة أخيه بل انه يسعى جاهدا في إيذائه ومحاربته والإساءة إليه ولا يمكن القضاء على هذا المرض إلا بالمداومة على طلب العلم والعمل بأن يعرف حقيقة الحسد وأضراره وان كل ما عنده وعند غيره هو من الله وهو الذي يقسم الأرزاق على عباده حيث قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}[النساء: 54]، وان الضرر سيلحق بالحاسد بسبب ما يعيشه من هم وغم وعذاب الآخرة وان أهل البيت (عليهم السلام)، هم المحسودون حيث قضوا جميعاً بين مقتول ومسموم حسداً لأنهم المعصومون المطهرون، وورد النهي الأكيد عن الحسد لأنه يفرق بين الإخوان ويفرح الحاسد بالشر الذي يصيبهم ولا يرتاح إلا بزوال نعمة أخيه حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (الحاسد يفرح بالشر ويغتم بالسرور)، وقال: (الحاسد لا يشفيه إلا زوال النعمة)(1)، وهذا كله سوف ينزع عنه لباس الإيمان حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)، وكذلك وعد الله المتحابين المخلصين ثوابه العظيم حيث قال الصادق (عليه السلام): (إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به فيقال: هؤلاء المتحابون في الله (الكافي: ج2، ص125، ح4)، وقال: (ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لأخيه)(2).

لذلك إن الذي يطهر قلبه من مرض الحسد يفوز بمحبة الناس له ويعيش في راحة وسعادة حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (من ترك الحسد كانت له محبة عند الناس)(3).

وان الحاسد يضر نفسه قبل أن يضر المحسود حيث قال: (الحاسد يضر نفسه قبل أن يضر بالمحسود، كإبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة ولآدم الاجتباء)(4).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم)(5)، وكما قلنا سابقاً أنه يذهب الإيمان ويأكل الحسنات حيث قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب)(6)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم: ص301، ح6838.

2ـ الكافي: ج2، ص127.

3ـ البحار: ج77.

4ـ المصدر السابق: ج70، ص255، ح23.

5ـ المستدرك: ج12، ص17، ح13388.

6ـ البحار: ج70، ص255، ح26.

7ـ المصدر السابق: ج70، ص355. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.