المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

حديقة العناصر
26-1-2023
palatal (adj.)
2023-10-21
سكان الشرق الأوسط
3-5-2017
خدمة البريد الإلكتروني Electronic mail
2023-03-06
سمية وضرر المبيدات والفرق بينهما
10-12-2015
ما هي حقوق المرأة التي أصبحت زوجة؟
2024-03-03


محمد بن أبي سعيد محمد  
  
3734   07:51 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص435-439
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 4193
التاريخ: 26-06-2015 1886
التاريخ: 10-04-2015 2229
التاريخ: 25-06-2015 4246

 المعروف بابن شرف. الجذامي القيرواني الأديب الكاتب الشاعر أبو عبد الله. روى عن أبي الحسن القابسي، وأبي عمران الفاسي، وقرأ النحو على أبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز، وأخذ العلوم الأدبية عن أبي إسحاق إبراهيم الحصري وغيرهم فبرع في الكتابة والشعر، وتقدم عند الأمير المعز بن باديس أمير إفريقية، وكانت القيروان في عهده وجهة العلماء والأدباء تشد إليها الرحال من كل فج لما يرونه من إقبال المعز على أهل العلم والأدب وعنايته بهم.

 وكان ابن شرف وابن رشيق صاحب العمدة متقدمين عنده على سائر من في حضرته من الأفاضل والأدباء فكان يقرب هذا تارة ويدني ذاك تارة فتنافسا وتنافرا ثم تهاجيا ولكن لم يتغير أحدهما على الآخر بما جرى بينهما من المناقضات ولم يزل ابن شرف ملازما لخدمة المعز إلى أن هاجم عرب الصعيد القيروان واضطر المعز إلى الخروج منها إلى المهدية سنة سبع وأربعين وأربعمائة فخرج ابن شرف وسائر الشعراء معه إليها واستقروا بها فأقام ابن شرف مدة بالمهدية ملازما خدمة المعز وابنه تميم ثم خرج منها قاصدا صقلية ولحق به رفيقه ابن رشيق فاجتمعا بها ومكثا بها مدة ثم استنهضه ابن شرف على دخول الأندلس فتردد ابن رشيق وأنشد: [البسيط]

(مما يزهدني في أرض أندلس ... أسماء مقتدر فيها ومعتضد)

 (القاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد)

 فأجابه ابن شرف على الفور: [السريع]

 (إن ترمك الغربة في معشر ... قد جبل الطبع على بغضهم)

 (فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم)

 ثم شخص ابن شرف منفردا إلى الأندلس وتنقل في بلادها وسكن المرية بعد مقارعة أهوال ومقاومة خطوب وتردد على ملوك الطوائف كال عباد وغيرهم وتوفي بإشبيلية سنة ستين وأربعمائة ومن شعره: [الكامل]

 (لك مجلس كملت دواعي لهونا ... فيه ولكن تحت ذاك حديث)

 (غنى الذباب فظل يزمر حوله ... فيه البعوض ويرقص البرغوث)

 وقال في وصف وادي عذراء بمدينة برجة من أعمال المرية: [المتقارب]

 (رياض غلائلها سندس ... توشت معاطفها بالزهر)

 (مدامعها فوق خد الربا ... لها نظرة فتنت من نظر)

 (وكل مكان بها جنة ... وكل طريق إليها سفر)

 وقال في ليلة أنس باردة ممطرة: [الكامل]

 (ولقد نعمت بليلة جمد الحيا ... في الأرض فيها والسماء تذوب)

 (جمع العشاءين المصلي وانزوى ... فيها الرقيب كأنه مرقوب)

 (والكاس كاسية القميص يديرها ... ساق كخود كفه مخضوب)

(هي وردة في خده وبكأسها الدري ... منها عسجد مصبوب)

 (مني إليه ومن يديه إلى يدي ... الشمس تطلع تارة وتغيب)

 وقال: [مجزوء الكامل]

 (قالوا تسابقت الحمير ... فقلت من عدم السوابق)

 (خلت الدسوت من الرخاخ ... ففرزنت فيها البيادق)

 وقال: [الوافر]

 (إذا صحب الفتى جد وسعد ... تحامته المكاره والخطوب)

 (ووافاه الحبيب بغير وعد ... طفيليا وقاد له الرقيب)

 (وعد الناس ضرطته غناء ... وقالوا إن فسا قد فاح طيب)

 وقال: [الكامل]

 (ولقد يهون أن يخونك كاشح ... كون الخيانة من أخ وخدين)

 (لقى أخو يعقوب يعقوب الأذى ... وهما جميعا في ثياب جنين)

 (ومضى عقيل عن علي خاذلا ... ورأى الأمين جناية المأمون)

 (فعلى الوفاء سلام غير معاين ... شخصا له إلا عيان ظنون)

 وقال في الحر يخدم أصحابه: [المنسرح]

 (خادمنا خيرنا وأفضلنا ... نطرح أعباءنا ويحملها)

(فنحن يسرى اليدين تخدمها ... يمناهما الدهر وهي أفضلها)

 وقال في مليح اسمه عمر: [البسيط]

 (يا أعدل الناس إسما كم تجور على ... فؤاد مضناك بالهجران والبين)

 (أظنهم سلبوك القاف من قمر ... فأبدلوها بعين خيفة العين)

 وقال يمدح شيخه أبا الحسن علي بن أبي الرجال: [البسيط]

 (جاور عليا ولا تحفل بحادثة ... إذا ادرعت فلا تسأل عن الأسل)

 (إسم حكاه المسمى في الفعال وقد ... حاز العليين من قول ومن عمل)

 (فالماجد السيد الحر الكريم له ... كالنعت والعطف والتوكيد والبدل)

 (زان العلا وسواه شانها وكذا ... تميز الشمس في الميزان والحمل)

 (سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل)

 وقال: [الطويل]

 (كسيت قناع الشيب قبل أوانه ... وجسمي عليه للشباب وشاح)

 (ويا رب وجه فيه للعين نزهة ... أمانع عيني منه وهو مباح)

 وقال من قصيدة فيما حل بالقيروان: [الطويل]

 (ترى سيئات القيروان تعاظمت ... فجلت عن الغفران والله غافر)

 (تراها أصيبت بالكبائر وحدها ... ألم تك قدما في البلاد الكبائر)

 (تكشفت الأستار عن أهلها وكم ... أقيمت ستور دونهم وستائر)

وقال: [الكامل]

 (إحذر محاسن أوجه فقدت محاسن ... نفسها ولو أنها أقمار)

 (سرج تلوح إذا نظرت وأنها ... نور يضيء وإن مسست فنار)

 وقال: [البسيط]

 (وما بلوغ الأماني من مواعدها ... إلا كأشعب يرجو وعد عرقوب)

 (وقد تخلف مكتوب القضاء بها ... فكيف لي بقضاء غير مكتوب)

 ولابن شرف القيرواني من التصانيف أبكار الأفكار جمع فيه ما اختاره من شعره ونثره وأعلام الكلام مجموع فيه فوائد ولطائف وملح منتخبة ورسالة الانتقاد وهي على طراز مقامة نقد فيها شعر طائفة من شعراء الجاهلية والإسلام وديوان شعر وغير ذلك.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.