أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2022
2165
التاريخ: 16-3-2016
3158
التاريخ: 3-7-2022
2503
التاريخ: 13-4-2019
2105
|
ما انقطع أبو عبد اللّه الحسين ( عليه السّلام ) عن الاتّصال بربّه في كلّ لحظاته وسكناته ، فقد بقي يجسّد اتّصاله هذا بصيغة العبادة للّه ، ويوثّق العرى مع الخالق جلّت قدرته ، ويشدّ التضحية بالطاعة الإلهية متفانيا في ذات اللّه ومن أجله ، وقد كانت عبادته ثمرة معرفته الحقيقية باللّه تعالى .
وإنّ نظرة واحدة إلى دعائه ( عليه السّلام ) في يوم عرفة تبرهن على عمق هذه المعرفة وشدّة العلاقة مع اللّه تعالى ، وننقل مقطعا من هذا الدعاء العظيم :
قال ( عليه السّلام ) : « كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ؟ ! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك ؟ ! متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ؟ ! ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ ! عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيبا . . .
إلهي هذا ذلّي ظاهر بين يديك ، وهذا حالي لا يخفى عليك . منك أطلب الوصول إليك ، وبك استدلّ عليك ، فاهدني بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين يديك . . .
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتّى عرفوك ووحّدوك ، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك ولم يلجأوا إلى غيرك ، أنت المؤنس لهم حيث أو حشتهم العوالم . . .
ماذا وجد من فقدك ؟ ! وما الذي فقد من وجدك ؟ !
لقد خاب من رضي دونك بدلا ، ولقد خسر من بغى عنك متحوّلا . . .
يا من أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين ، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين . . . »[1].
ولقد بدا عليه عظيم خوفه من اللّه وشدّة مراقبته له حتّى قيل له : ما أعظم خوفك من ربّك ! فقال ( عليه السّلام ) : « لا يأمن يوم القيامة إلّا من خاف من اللّه في الدنيا »[2].
صور من عبادته ( عليه السّلام ) :
إنّ العبادة لأهل بيت النبوة ( عليهم السّلام ) هي وجود وحياة ، فقد كانت لذّتهم في مناجاتهم للّه تعالى ، وكانت عبادتهم له متّصلة في الليل والنهار وفي السرّ والعلن ، والإمام الحسين ( عليه السّلام ) - وهو أحد أعمدة هذا البيت الطاهر - كان يقوم بين يدي الجبّار مقام العارف المتيقّن والعالم العابد ، فإذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت مفاصله ، فقيل له في ذلك فقال ( عليه السّلام ) : « حقّ لمن وقف بين يدي الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله »[3].
وحرص ( عليه السّلام ) على أداء الصلاة في أحرج المواقف ، حتى وقف يؤدّي صلاة الظهر في قمّة الملحمة في اليوم العاشر من المحرّم[4] وجيوش الضلالة تحيط به من كل جانب وترميه من كل صوب .
وكان ( عليه السّلام ) يخرج متذلّلا للّه ساعيا إلى بيته الحرام يؤدّي مناسك الحجّ بخشوع وتواضع ، حتّى حجّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا على قدميه[5].
وقد اشتهرت بين محدّثي الشيعة ومختلف طبقاتهم مواقفه الخاشعة في عرفات أيّام موسم الحجّ ، ومناجاته الطويلة لربّه وهو واقف على قدميه في ميسرة الجبل والناس حوله .
لقد كان ( عليه السّلام ) كثير البرّ والصدقة ، فقد روي أنّه ورث أرضا وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها ، وكان يحمل الطعام في غلس الليل إلى مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلّا الأجر من اللّه والتقرب اليه[6].
[1] المنتخب الحسني للأدعية والزيارات : 924 - 925 .
[2] بحار الأنوار : 44 / 190 .
[3] جامع الأخبار : 76 ، وراجع : إحقاق الحقّ : 11 / 422 .
[4] ينابيع المودة : 410 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 17 .
[5] سير أعلام النبلاء : 3 / 193 ، ومجمع الزوائد : 9 / 201 .
[6] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 1 / 135 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|