المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اجعل من عدوك صديقاً  
  
2613   09:05 صباحاً   التاريخ: 4-7-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص84ــ88
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-30 395
التاريخ: 2024-09-23 184
التاريخ: 9-1-2022 2001
التاريخ: 24-11-2020 2259

الناس ثلاث: صديق، وعدو، ومن ليس هذا ولا ذاك فهو محايد.

فما هي الطريقة المثلى في التعامل مع كل فئة من هذه الفئات؟

قد يقول قائل: الجواب واضح. نعادي العدو، ونصادق الصديق، ونقف على الحياد مع المحايد.

ولكن أليس هذا هو ما يفعله «الهرّ» أيضاً، فهو يحارب كل هر عدو، ويجاري الهر الصديق، ويبقى على حياد مع من لا يؤذيه من الهررة؟

إن الإنسان يجب دوماً أن يسعى للتطور، خاصة فيما يرتبط بعلاقاته مع الآخرين، فهو لابد أن يحاول أن يكسب عدوه ليحطم بذلك مصدر العداء، وأن يسعى لجعل المحايد صديقاً، ويجعل من الصديق حليفاً.

يذكر أن سيدة سمعت الرئيس الأمريكي الأسبق «إبراهام لنكولن» يثني على أعدائه أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ويعطف عليهم ويجاملهم بالود، فسألته مستغربة: «أتخص بهذا الثناء الجميل أعداء تسعى إلى تحطيمهم»؟!

فأجاب لنكولن. «أولست أحطمهم يا سيدتي حين أجعلهم أصدقائي))؟!

إن من يتصور بأن أفضل طريق لتركيع العدو هو القضاء عليه مخطئ، فأفضل ألف مرة من ذلك هو تحطيم ظاهرة العداء نفسها، من خلال تحويل العدو إلى محايد، وتحويل المحايد إلى صديق.

أليس ذلك ما فعله الإمام الباقر عليه السلام(1) حينما جاء إليه أحد أعدائه وصرخ في وجهه قائلا : أنت بقر!

فقال الإمام عليه السلام: بل أنا باقر.

قال الرجل: أنت بقر.

فقال الإمام عليه السلام: أنا باقر.

وكرر الرجل شتيمته للإمام للدفعة الثالثة، ولكن الإمام لم يرد عليه إلا بنفس الجواب.

فقال الرجل ممتعضاً : أت ابن الطباخة!

فرد الإمام عليه السلام قائلا : تلك مهنتها.

فقال الرجل: أنت ابن امرأة بذيئة اللسان.

فقال له الإمام عليه السلام: إن كانت كما تقول غفر الله لها، وإن لم تكن كما تقول، غفر الله لك.

وأمام هذا الحلم العظيم إنهار عداء الرجل، وأخذ يقبل يد الإمام عليه السلام وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

إن حلم الإمام حطم الحالة العدائية في نفس هذا الرجل. وحوله من عدو إلى صديق.. وهذا هو النجاح الباهر!

يقول الشاعر:

وكنتُ إذا الصديق أراد غيظي        واشرقني على حنقٍ بريقي

غفرتُ ذنوبه وكظمتُ غيظي         مخافة أن أعيش بلا صديقِ(2)

تقول مؤلفة كتاب (أنت وقدراتك) :

«فكر بالصديق بدل التفكير بنفسك».

فإن الإنسان الناجح هو الذي يتفقد أصحابه ليزداد قرباً منهم.. فإن مرض أحدهم ذهب لعيادته في الدار أو المستشفى. . وإن سافر، أسرع إلى توديعه.. وإن حصلت له مشكلة واساه وطيب خاطره.

ومع العدو فهو يحاول تقليل عدد الأعداء، لأن «ألف صديق وألف قليل ولا تتخذ عدواً وحداً والواحد كثير» كما يقول لقمان لابنه(3).

أما مع المحايدين فهو يحاول أن يحولهم إلى أصدقاء.

_________________________________

(١) راجع ألف باء الإسلام، للمؤلف، ج ٢.

(2) الصداقة والصديق: ص ١٦٧.

(3) الوسائل، ج١٢، ص١٦، باب استحباب استفادة الاخوان والأصدقاء والالفة، ح١٥٥٢٢. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.