أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-17
178
التاريخ: 6-7-2022
1439
التاريخ: 2024-10-15
257
التاريخ: 26-11-2019
1971
|
يصادف أحياناً أننا نلوم أحد الأشخاص ونشكو من تصرفاته ونتألم ونغتاظ من سلوكه وأخلاقه ولكننا لا نلاحظ بأننا نحن الذين أضرمنا هذه النار، نار سوء الخلق وسوء التصرف ونحن الذين نواصل تأجيج ألسنة لهبها، وبالنتيجة فإن ألسنة اللهب مستعرة هذه ستحرق أيدينا وقلوبنا وستزحف علينا وتؤذينا وإذا نظرنا إلى الأمور نظرة واقعية صائبة للاحظنا بأن الكثير من الآلام والمصاعب التي نواجهها ومعظم المشاكل والبلايا التي تحرق بيوتنا وقلوبنا وتحولها إلى رماد كلها ناجمة عن تلك النار التي أضرمناها بأيدينا وهيأنا وقودها وقمنا بصب الزيت عليها وإذكائها. لنقرأ الرسالة التالية:
الرسالة:... إني وخلافاً لبعض أمهات الأزواج كنت ولا أزال على علاقة طيبة مع كنتي ولكن الويل لي إذا شاهدني زوجي أتحدث بهمس مع ابني أو مع كنتي وهو يحدث في أي مكان، فانه يتدخل فورا ويتهكم علي ويوجه لي مختلف أنواع الكلام البذيء أمام كنتي وأبني وأولادي ويقول لي أنت... إنك تتواطئين مع ابنك وكنتك لكي تتخلوا عني وتدمروا حياتي. منذ فترة وزوجي يحقرني كثيراً ويطردني من البيت عدة مرات خلال الأسبوع ويقول لي: اذهبي إلى الجحيم... جميع الجيران يسمعون سبابه وكلامه البذيء بحيث إني أخجل أن ألتقي بهم. إن هذا البيت أصبح كجهنم بالنسبة لي. في السابق كانت أخلاقه أفضل مما هي عليه الان ولم تكن تصرفاته سيئة إلى هذا الحد فقد تغيرت أخلاقه تمالاً. يقول لي باستمرار تعالي لكي أطلقك فأقول له: يا رجل ألا تخجل من هذا الكلام.
فيجيبني قائلاً: إذن أخرجي من بيتي، فأقول له: إلى أين أذهب، من سيهتم بأولادي ويرعاهم؟..
برأيك أيها القارئ الكريم من هو المذنب في هذه القضية؟ (إذا كان الأمر كما ذكرت هذه الأخت الكريمة) فقبل أن أبدي رأيي في الموضوع أشير إلى حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما مضمونه: [إذا كنتم ثلاثة فلا يتهامس الاثنان ويترك الثالث لوحده لأن هذا يؤذيه ويحزنه].
فعلاً إن زوجته وابنها وكنتها وبقية أولادها... قد اتفقوا فيما بينهم ليتركوه وحده ويبدو أن هذا الإحساس نشأ لديه من ذلك الهمس وتبادل الضحك فيما بينهم وعدم مشاركته في حديثهم وضحكهم الأمر الذي سبب له التألم وعدم الارتياح والحزن حيث انعكس ذلك سلباً على أخلاقه وتصرفاته. أنت تعلمين بأن الإنسان يحتاج إلى الأنس مع زوجته ومع الآخرين والتحدث معهم كما يحتاج إلى محبتهم وتقبلهم له. وإذا لاحظ فرد ما بأن الأشخاص الذين يجلسون معه حول مائدة واحدة لا يعيرونه الاهتمام ولا يدعونه لتناول الطعام معهم، حيث يأكلون ويتحدثون ويتمازحون ويضحكون فيما بينهم ويؤذونه برائحة الطعام الشهي والهمس في الكلام وضحكهم بأصوات عالية. عندما يشاهد الزوج كل هذه التصرفات تثور ثائرته ويغضب ويسعى للانتقام ويخطط لفضحهم جميعاً وبالتالي فهو يقدم على طرد الرأس المدبر لهذه التصرفات - وهي زوجته - من البيت، كما طردته هي بالفعل وعزلته عن أفراد الأسرة - من خلال تصرفاتها غير الصحيحة وغير المدروسة - وأساءت إلى شخصيته وكرامته وأراقت ماء وجهه.
هناك نقطتان لا بد أن نشير إليهما في هذا المجال وهما:
* أيتها الأخت الكريمة، لعل من المفيد بل ومن الضروري لك وأنت تعطين وقتك الثمين لقراءة ما كتبته في هذه السطور، نقول لعل من المفيد والضروري أن نقدم لك الملاحظة التالية، وهي أنك أيضاً قد تكون صدرت عنك مثل هذه التصرفات وجعلت زوجك يحزن ويتألم. لعلك تسألين متى وأين؟؟! أقول، في يوم الجمعة عندما جاءكم ضيوف فانشغلت باستقبالهم واستضافتهم والتحدث معهم ونسيت أن زوجك موجود في البيت حيث تركته وحده في الغرفة المجاورة وكأن زوجك لا وجود له أصلاً. فكنت تتحدثين وتتمازحين مع الضيوف بكل حرارة واشتياق وتلذذ ومتعة ونسيت أن تقدمي لزوجك مجرد فنجان من الشاي أو القهوة. إن مثل هذه التصرفات - قصداً أو عن غير قصد - تؤذي زوجك وتؤلمه وتجعله يشعر بالتحقير والإحباط، حيث إن مثل هذه التصرفات لا تليق بك.
* التحدث بالهاتف - ولا سيما الحديث المطول - يسبب لزوجك مثل هذا الشعور بالتحقير والإحباط والتألم والحزن، لأن زوجك أو هذا الشخص الآخر الموجود معك لا يسمع حديثك مع الطرف الآخر في الهاتف وبالتالي فإن تحدثك بالهاتف مع صديقاتك أو مع أي كان يزعج زوجك ويؤلمه ويغضبه. وهناك أمور أخرى شبيهة بكلام الهمس بإمكانك أن تكتشفيها وتحاولي تجنبها، لكي لا تقعي كهذه الأخت الكريمة في جحيم قد تكون أوجدته هي لنفسها، ولكي لا تحرقي بأفكارك الخاطئة وتصوراتك غير الصائبة دنياك وآخرتك:
الرسالة:... فكرت مرات عديدة بالانتحار ولكني لم أفعل ذلك بسبب أطفالي، وبعدها طلبت من الله العفو والمغفرة... بالله عليكم، انصحوا زوجي قليلاً وأنقذوا حياتي وحياة أولادي من هذا الوضع المادي المضطرب الذي أعيشه.
علينا جميعاً أن نطلب العفو والمغفرة من الله تبارك وتعالى. حسناً! إني وبالاستعانة بالله وبأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنصح زوجك. ولكن عليك أنت أولاً أن تغيري من تصرفاتك وتخففي من معاناته وحزنه عليك أن لا تتركيه وحده وتجنبي فرض العزلة عليه في البيت عليك أن تهتمي به لكي يعود إلى أخلاقه وطباعه السابقة. حاولي أن لا تتحدثي خفية وبهمس مع ابنك وكنتك لفتر من الوقت وحاولي أن لا تكون علاقتك بهم حميمة للغاية بحيث يشعر معها زوجك بالوحدة والتحقير...
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|