المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



لماذا الهمس في الكلام؟ هذا التهامس يؤذي الطرف الآخر  
  
1625   11:05 صباحاً   التاريخ: 28-6-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص273ـ275
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

يصادف أحياناً أننا نلوم أحد الأشخاص ونشكو من تصرفاته ونتألم ونغتاظ من سلوكه وأخلاقه ولكننا لا نلاحظ بأننا نحن الذين أضرمنا هذه النار، نار سوء الخلق وسوء التصرف ونحن الذين نواصل تأجيج ألسنة لهبها، وبالنتيجة فإن ألسنة اللهب مستعرة هذه ستحرق أيدينا وقلوبنا وستزحف علينا وتؤذينا وإذا نظرنا إلى الأمور نظرة واقعية صائبة للاحظنا بأن الكثير من الآلام والمصاعب التي نواجهها ومعظم المشاكل والبلايا التي تحرق بيوتنا وقلوبنا وتحولها إلى رماد كلها ناجمة عن تلك النار التي أضرمناها بأيدينا وهيأنا وقودها وقمنا بصب الزيت عليها وإذكائها. لنقرأ الرسالة التالية:

الرسالة:... إني وخلافاً لبعض أمهات الأزواج كنت ولا أزال على علاقة طيبة مع كنتي ولكن الويل لي إذا شاهدني زوجي أتحدث بهمس مع ابني أو مع كنتي وهو يحدث في أي مكان، فانه يتدخل فورا ويتهكم علي ويوجه لي مختلف أنواع الكلام البذيء أمام كنتي وأبني وأولادي ويقول لي أنت... إنك تتواطئين مع ابنك وكنتك لكي تتخلوا عني وتدمروا حياتي. منذ فترة وزوجي يحقرني كثيراً ويطردني من البيت عدة مرات خلال الأسبوع ويقول لي: اذهبي إلى الجحيم... جميع الجيران يسمعون سبابه وكلامه البذيء بحيث إني أخجل أن ألتقي بهم. إن هذا البيت أصبح كجهنم بالنسبة لي. في السابق كانت أخلاقه أفضل مما هي عليه الان ولم تكن تصرفاته سيئة إلى هذا الحد فقد تغيرت أخلاقه تمالاً. يقول لي باستمرار تعالي لكي أطلقك فأقول له: يا رجل ألا تخجل من هذا الكلام.

فيجيبني قائلاً: إذن أخرجي من بيتي، فأقول له: إلى أين أذهب، من سيهتم بأولادي ويرعاهم؟..

برأيك أيها القارئ الكريم من هو المذنب في هذه القضية؟ (إذا كان الأمر كما ذكرت هذه الأخت الكريمة) فقبل أن أبدي رأيي في الموضوع أشير إلى حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما مضمونه: [إذا كنتم ثلاثة فلا يتهامس الاثنان ويترك الثالث لوحده لأن هذا يؤذيه ويحزنه].

فعلاً إن زوجته وابنها وكنتها وبقية أولادها... قد اتفقوا فيما بينهم ليتركوه وحده ويبدو أن هذا الإحساس نشأ لديه من ذلك الهمس وتبادل الضحك فيما بينهم وعدم مشاركته في حديثهم وضحكهم الأمر الذي سبب له التألم وعدم الارتياح والحزن حيث انعكس ذلك سلباً على أخلاقه وتصرفاته. أنت تعلمين بأن الإنسان يحتاج إلى الأنس مع زوجته ومع الآخرين والتحدث معهم كما يحتاج إلى محبتهم وتقبلهم له. وإذا لاحظ فرد ما بأن الأشخاص الذين يجلسون معه حول مائدة واحدة لا يعيرونه الاهتمام ولا يدعونه لتناول الطعام معهم، حيث يأكلون ويتحدثون ويتمازحون ويضحكون فيما بينهم ويؤذونه برائحة الطعام الشهي والهمس في الكلام وضحكهم بأصوات عالية. عندما يشاهد الزوج كل هذه التصرفات تثور ثائرته ويغضب ويسعى للانتقام ويخطط لفضحهم جميعاً وبالتالي فهو يقدم على طرد الرأس المدبر لهذه التصرفات - وهي زوجته - من البيت، كما طردته هي بالفعل وعزلته عن أفراد الأسرة - من خلال تصرفاتها غير الصحيحة وغير المدروسة - وأساءت إلى شخصيته وكرامته وأراقت ماء وجهه.

هناك نقطتان لا بد أن نشير إليهما في هذا المجال وهما:

* أيتها الأخت الكريمة، لعل من المفيد بل ومن الضروري لك وأنت تعطين وقتك الثمين لقراءة ما كتبته في هذه السطور، نقول لعل من المفيد والضروري أن نقدم لك الملاحظة التالية، وهي أنك أيضاً قد تكون صدرت عنك مثل هذه التصرفات وجعلت زوجك يحزن ويتألم. لعلك تسألين متى وأين؟؟! أقول، في يوم الجمعة عندما جاءكم ضيوف فانشغلت باستقبالهم واستضافتهم والتحدث معهم ونسيت أن زوجك موجود في البيت حيث تركته وحده في الغرفة المجاورة وكأن زوجك لا وجود له أصلاً. فكنت تتحدثين وتتمازحين مع الضيوف بكل حرارة واشتياق وتلذذ ومتعة ونسيت أن تقدمي لزوجك مجرد فنجان من الشاي أو القهوة. إن مثل هذه التصرفات - قصداً أو عن غير قصد - تؤذي زوجك وتؤلمه وتجعله يشعر بالتحقير والإحباط، حيث إن مثل هذه التصرفات لا تليق بك.

* التحدث بالهاتف - ولا سيما الحديث المطول - يسبب لزوجك مثل هذا الشعور بالتحقير والإحباط والتألم والحزن، لأن زوجك أو هذا الشخص الآخر الموجود معك لا يسمع حديثك مع الطرف الآخر في الهاتف وبالتالي فإن تحدثك بالهاتف مع صديقاتك أو مع أي كان يزعج زوجك ويؤلمه ويغضبه. وهناك أمور أخرى شبيهة بكلام الهمس بإمكانك أن تكتشفيها وتحاولي تجنبها، لكي لا تقعي كهذه الأخت الكريمة في جحيم قد تكون أوجدته هي لنفسها، ولكي لا تحرقي بأفكارك الخاطئة وتصوراتك غير الصائبة دنياك وآخرتك:

الرسالة:... فكرت مرات عديدة بالانتحار ولكني لم أفعل ذلك بسبب أطفالي، وبعدها طلبت من الله العفو والمغفرة... بالله عليكم، انصحوا زوجي قليلاً وأنقذوا حياتي وحياة أولادي من هذا الوضع المادي المضطرب الذي أعيشه.

علينا جميعاً أن نطلب العفو والمغفرة من الله تبارك وتعالى. حسناً! إني وبالاستعانة بالله وبأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنصح زوجك. ولكن عليك أنت أولاً أن تغيري من تصرفاتك وتخففي من معاناته وحزنه عليك أن لا تتركيه وحده وتجنبي فرض العزلة عليه في البيت عليك أن تهتمي به لكي يعود إلى أخلاقه وطباعه السابقة. حاولي أن لا تتحدثي خفية وبهمس مع ابنك وكنتك لفتر من الوقت وحاولي أن لا تكون علاقتك بهم حميمة للغاية بحيث يشعر معها زوجك بالوحدة والتحقير... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.