أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2018
2208
التاريخ: 2024-10-07
239
التاريخ: 2024-11-18
123
التاريخ: 5-1-2020
2015
|
الزوج السعيد هو الذي يسعى بكل اهتمام من أجل امتلاك قلب الزوجة حتى يتسنى له الديمومة معها بحضورها معه وبغيابها عنه.
إن الزوج ومهما جلس مع زوجته ومهما التصق بها فإنه إن لم يحز قلبها فكأنه يجلس مع صورة بلا روح.
ومن هنا فليعلم الزوج بأن اللغة مع الزوجة ليست لغة مال، ولا لغة سلطة، ولا شهرة وليست لغة مكوث ودوام بل اللغة كل اللغة لغة القلوب، والزوج الذي يتواصل مع زوجته عبر القلب يسهل له هذا التواصل عملية الوئام التام، كما أن لغة التواصل القلبي بين الزوجين تريحهما من المشاكل والعوائق كما لا يخفى.
وأنا بدوري لا أدعي بأن لغة التواصل القلبي تكفي لوحدها لنيل السعادة، بل لا بد من ضمائم أخرى بكل تأكيد، ولكني أزعم بأن لغة التواصل القلبي من دون شيء آخر تفعل فعلتها، وتؤثر أيما تأثير، ولكن كل شيء من دون التواصل القلبي لن يفي بالغرض لماذا؟؟ لأن قلب الزوجة سوف يبحث عن قلب آخر يتواصل معه وإن استوفت الزوجة كل ما ترغبه من زوجها بغير التواصل القلبي.
إن امتلاك الزوج لقلب الزوجة وعمارته بحبه وعشقه سوف يسد على قلبها كل منافذ المطالبة بالقلب البديل من جهة، وسوف تتحرك الزوجة بشكل تلقائي لإعطاء زوجها كل ما يرغبه ويرضيه بداعي الحب من جهة أخرى، ومن هنا لاحظنا وبشكل وجداني أن بعض الزوجات اللواتي امتلك أزواجهن قلوبهن حال حياتهم، ما زلن لا يطالبن بقلب بديل حتى بعد مماتهم والسر في ذلك واضح إنه ((عمارة قلب الزوجة بحب الزوج))، إذ كيف تُسكن الزوجة قلبها غير ساكنه الأول وهي لا تزال تتذكر في كل زاوية من زواياه ذاك المتدفق حباً وعشقاً، ولا يظنن الزوج بأن امتلاك قلب الزوجة هو أمر سهل وبسيط ويتحقق بيسير فعل وبقليل جهد، فهذا خطأ لماذا؟؟ لأن قلب الزوجة هو كل وجودها فكيف تعطي كل وجودها من دون تثبت وتمحيص ولو كان من كان؟؟.
إذن امتلاك قلب الزوجة من قبل الزوج يحتاج إلى جهد جهيد، نعم يمكن للحب الحاصل لأول وهلة بصورة إعجاب أن يكون لبنة مؤسسة لعملية الإمتلاك، ولكن لا بد لهذه اللبنة المؤسسة من متابعة لتكريسها والبناء عليها. وبتعبير آخر إن حب الزوجة للزوج وبالتالي امتلاك الزوج لقلب الزوجة يمر بمرحلتين:
المرحلة الأولى: الحب الظاهري والذي يأخذ بمجامع القلوب، وهذا الحب لم يترسخ بعد إلى درجة أنه يستطيع الصمود أمام الزلازل والهزات العاطفية المتقلبة.
المرحلة الثانية: الحب الواقعي والمضموني، والداخل إلى الأعماق، وهذا الحب يصمد بكل تأكيد أمام أي صدمة أو كدمة.
وكما هو معلوم فإن المرحلة الأولى تتحقق من دون عناء لدى كلا الطرفين سيما مع وجود الإنجذاب الفطري الطبيعي من قبل الذكر للأنثى وبالعكس.
أما المرحلة الثانية فلا تتحقق بكل سهولة لأنها مرحلة تمحيصية، إمتحانية وتجاربية يكون فيها الزوج قد مرّ بتجربة مختلطة الحلاوة والمرارة مع الزوجة وبالعكس، ومن هنا فإن هذه المرحلة تتحقق بعد تعب ومجهدة جهيدة، ويصل فيها الزوج إلى مرحلة إلغاء مفردة الحذر، وهكذا تلغي الزوجة مفردة الحذر، ويعيش الطرفان في ظل حب مكشوف تمام الإنكشاف.
وللأسف فإن بعض الأزواج لا ينتبهون لهذه الحقيقة ويتوهمون امتلاك قلب الزوجة لمجرد الإرتباط الزوجي، فبمجرد أن صارت هذه أو تلك زوجته صار مالكاً لقلبها، ويصبح الزوج هاهنا في غاية الاطمئنان النفسي بأنه متملك لقلب زوجته، ويتصرف وكأن قلب زوجته بيده يذهب معه إلى حيث يذهب، ولكنه في غاية الخطأ لأنه إذا اكتفى بحب زوجته له حباً ظاهرياً فإن عدم الإعتناء بالعمل على أساس جعل حبها له حباً عميقاً، يزيل هذا الحب الظاهري من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا الحب الظاهري الشكلي إذا لم يزل ولم يعمل الزوج على تثبيته وتعميقه بالممارسة الحياتية العملية فإن عطاء الزوجة وجوادها والحال هذه لن يكون كما لو كان الحب معمقاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|