المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

قصة يوسف (عليه السلام)
19-11-2014
تعيين الوصي
7-4-2022
نشأت {علم الحديث } وتطوره.
15-8-2016
أيسر التفاسير لأبي بكر جابر الجزائري
3-3-2016
تحرير القرآن للإنسان من الوثنيّة
23-10-2014
Kaplan-Yorke Conjecture
31-8-2021


امتلاك قلب الزوجة  
  
257   12:54 صباحاً   التاريخ: 2024-09-17
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص120ــ122
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يسعى بكل اهتمام من أجل امتلاك قلب الزوجة حتى يتسنى له الديمومة معها بحضورها معه وبغيابها عنه.

إن الزوج ومهما جلس مع زوجته ومهما التصق بها فإنه إن لم يحز قلبها فكأنه يجلس مع صورة بلا روح.

ومن هنا فليعلم الزوج بأن اللغة مع الزوجة ليست لغة مال، ولا لغة سلطة، ولا شهرة وليست لغة مكوث ودوام بل اللغة كل اللغة لغة القلوب، والزوج الذي يتواصل مع زوجته عبر القلب يسهل له هذا التواصل عملية الوئام التام، كما أن لغة التواصل القلبي بين الزوجين تريحهما من المشاكل والعوائق كما لا يخفى.

وأنا بدوري لا أدعي بأن لغة التواصل القلبي تكفي لوحدها لنيل السعادة، بل لا بد من ضمائم أخرى بكل تأكيد، ولكني أزعم بأن لغة التواصل القلبي من دون شيء آخر تفعل فعلتها، وتؤثر أيما تأثير، ولكن كل شيء من دون التواصل القلبي لن يفي بالغرض لماذا؟؟ لأن قلب الزوجة سوف يبحث عن قلب آخر يتواصل معه وإن استوفت الزوجة كل ما ترغبه من زوجها بغير التواصل القلبي.

إن امتلاك الزوج لقلب الزوجة وعمارته بحبه وعشقه سوف يسد على قلبها كل منافذ المطالبة بالقلب البديل من جهة، وسوف تتحرك الزوجة بشكل تلقائي لإعطاء زوجها كل ما يرغبه ويرضيه بداعي الحب من جهة أخرى، ومن هنا لاحظنا وبشكل وجداني أن بعض الزوجات اللواتي امتلك أزواجهن قلوبهن حال حياتهم، ما زلن لا يطالبن بقلب بديل حتى بعد مماتهم والسر في ذلك واضح إنه ((عمارة قلب الزوجة بحب الزوج))، إذ كيف تُسكن الزوجة قلبها غير ساكنه الأول وهي لا تزال تتذكر في كل زاوية من زواياه ذاك المتدفق حباً وعشقاً، ولا يظنن الزوج بأن امتلاك قلب الزوجة هو أمر سهل وبسيط ويتحقق بيسير فعل وبقليل جهد، فهذا خطأ لماذا؟؟ لأن قلب الزوجة هو كل وجودها فكيف تعطي كل وجودها من دون تثبت وتمحيص ولو كان من كان؟؟.

إذن امتلاك قلب الزوجة من قبل الزوج يحتاج إلى جهد جهيد، نعم يمكن للحب الحاصل لأول وهلة بصورة إعجاب أن يكون لبنة مؤسسة لعملية الإمتلاك، ولكن لا بد لهذه اللبنة المؤسسة من متابعة لتكريسها والبناء عليها. وبتعبير آخر إن حب الزوجة للزوج وبالتالي امتلاك الزوج لقلب الزوجة يمر بمرحلتين:

المرحلة الأولى: الحب الظاهري والذي يأخذ بمجامع القلوب، وهذا الحب لم يترسخ بعد إلى درجة أنه يستطيع الصمود أمام الزلازل والهزات العاطفية المتقلبة.

المرحلة الثانية: الحب الواقعي والمضموني، والداخل إلى الأعماق، وهذا الحب يصمد بكل تأكيد أمام أي صدمة أو كدمة.

وكما هو معلوم فإن المرحلة الأولى تتحقق من دون عناء لدى كلا الطرفين سيما مع وجود الإنجذاب الفطري الطبيعي من قبل الذكر للأنثى وبالعكس.

أما المرحلة الثانية فلا تتحقق بكل سهولة لأنها مرحلة تمحيصية، إمتحانية وتجاربية يكون فيها الزوج قد مرّ بتجربة مختلطة الحلاوة والمرارة مع الزوجة وبالعكس، ومن هنا فإن هذه المرحلة تتحقق بعد تعب ومجهدة جهيدة، ويصل فيها الزوج إلى مرحلة إلغاء مفردة الحذر، وهكذا تلغي الزوجة مفردة الحذر، ويعيش الطرفان في ظل حب مكشوف تمام الإنكشاف.

وللأسف فإن بعض الأزواج لا ينتبهون لهذه الحقيقة ويتوهمون امتلاك قلب الزوجة لمجرد الإرتباط الزوجي، فبمجرد أن صارت هذه أو تلك زوجته صار مالكاً لقلبها، ويصبح الزوج هاهنا في غاية الاطمئنان النفسي بأنه متملك لقلب زوجته، ويتصرف وكأن قلب زوجته بيده يذهب معه إلى حيث يذهب، ولكنه في غاية الخطأ لأنه إذا اكتفى بحب زوجته له حباً ظاهرياً فإن عدم الإعتناء بالعمل على أساس جعل حبها له حباً عميقاً، يزيل هذا الحب الظاهري من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا الحب الظاهري الشكلي إذا لم يزل ولم يعمل الزوج على تثبيته وتعميقه بالممارسة الحياتية العملية فإن عطاء الزوجة وجوادها والحال هذه لن يكون كما لو كان الحب معمقاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.