أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
964
التاريخ: 11-12-2018
832
التاريخ: 14-4-2018
690
التاريخ: 11-08-2015
957
|
في بيان أحوال النار وأهلها وفيه أمور :
منها : أحوال الناس عند العبور على الصراط. فقد ورد أنّه جسر جهنّم أدقّ
من الشعر ، وأحدّ من السيف ، وأنّ الناس يمرّون عليه ، فمنهم من يمرّ مثل البرق ،
ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس ، ومنهم من يمرّ حبوا ، ومنهم من يمرّ مشيا ، ومنهم
من يمرّ متعلّقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا (1).
وأنّ من لم يعرف صراط الدنيا ـ وهو الإمام المفترض الطاعة ـ زلّت قدمه في
الآخرة فتردّى في نار جهنّم (2) ، وأنّه لم يجز عليه إلاّ من كان له ولاية أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (3).
وأنّه لا يجوزه عبد بمظلمة (4) : وأنّ عليه سبع محابس ، يسأل فيها عن
شهادة أن لا إله إلاّ الله، والولاية ، وعن الصلاة والزكاة والحجّ والعمرة
والمظالم (5) إلى غير ذلك من الأحوال.
ومنها : شهادة الجوارح لقوله تعالى : {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ
أَلْسِنَتُهُمْ} [النور: 24]الآية.
ومنها : تحقّق العقبات التي يكون لكلّ عقبة اسم خاصّ. فمتى انتهى الإنسان
إلى عقبة اسمها فرض وكان قد قصّر في ذلك الفرض حبس عندها وطولب بحقّ الله فيها ،
فإن خرج منه بعمل صالح قدّمه أو برحمة تناله نجا منها إلى عقبة أخرى ، فلا يزال
يدفع من عقبة إلى عقبة ويحبس عند كلّ عقبة فيسأل عمّا قصّر فيه من معنى اسمها ،
فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء ، فيحيا حياة لا موت فيها أبدا ، وسعد
سعادة لا شقاوة فيها أبدا ، وسكن جوار الله مع أنبياء الله وحججه والصدّيقين
والشهداء والصالحين من عباده.
وإن حبس على عقبة فطولب بحقّ قصّر فيه فلم ينجه عمل صالح قدّمه ولا
أدركته من الله عزّ وجلّ رحمة زلّت به قدمه عن العقبة ، فهوى في جهنّم ـ نعوذ
بالله منها ـ وهذه العقبات كلّها على الصراط.
اسم عقبة منها الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير
المؤمنين والأئمّة من بعده : فمن أتى بها نجا وجاز ، ومن لم يأت بها بقي فهوى ،
وذلك قول الله عزّ وجلّ : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات: 24] واسم
عقبةٍ منها المرصاد ، ولا يجوزه ظلم ظالم. واسم عقبة منها الرحم. واسم عقبة منها
الأمانة. واسم عقبة منها الصلاة. باسم كلّ فرض أو أمر أو نهي عقبة يجلس عندها
العبد فيسأل نجّانا (6) ، الله منها.
ومنها : أحوال النار وأهلها كما قال الله تعالى : {إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا
يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29]
وقال الله تعالى : {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ
نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي
بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ } [الحج: 19 - 22].
وقال تعالى : {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ }
[المؤمنون: 104].
وقال تعالى : {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة:
49]. {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [العنكبوت: 55].
وقال تعالى : {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ
الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21].
وقال تعالى : {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا
جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ
الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } [الصافات: 62 - 65].
وقال تعالى : ({وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ
ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ
تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} [غافر:49-50].
وقال تعالى : {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ *
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ *خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ
إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ
الْحَمِيمِ } [الدخان: 43 - 48].
وقال تعالى : {كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا
فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15].
وقال تعالى : {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي
سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ}
[الواقعة: 41 - 44] ـ إلى أن قال : ـ {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ
الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
* فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا
نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } [الواقعة: 51 - 56].
وقال تعالى : {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا
تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }
[المدثر: 26 - 30].
وقال تعالى : {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى
الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}
[الهمزة: 4 - 9].
وقال تعالى : {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } [المسد: 3].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ جهنّم لها سبعة أبواب أطبق بعضها
فوق بعض » (7).
وعن ابن عبّاس : « إنّ الباب الأوّل جهنّم ، والثاني سعير ، والثالث سقر
، والرابع حميم (8) ، والخامس لظى ، والسادس الحطمة ، والسابع الهاوية » (9).
وعن الضحّاك : أعلاها فيه أهل التوحيد يعذّبون على قدر أعمالهم في الدنيا
ثمّ يخرجون ، والثاني فيه اليهود ، والثالث فيه النصارى ، والرابع فيه الصابئون ،
والخامس فيه المجوس ، والسادس فيه مشركو العرب ، والسابع فيه المنافقون ؛ وذلك أنّ
المنافقين في الدرك الأسفل من النار (10).
وعن الهروي قال : قلت للرضا عليه السلام : أخبرني عن الجنّة والنار أهما
اليوم مخلوقتان؟ فقال : « نعم ، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل الجنّة
ورأى النار لمّا عرج به إلى السماء ».
قال : فقلت له : فإنّ قوما يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين
فقال عليه السلام : « ما أولئك منّا ولا نحن منهم. من أنكر خلق الجنّة والنار فقد
كذّب النبيّ صلى الله عليه وآله وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء ، وخلّد في نار
جهنّم. قال تعالى : {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ}
[الرحمن: 43](11).
وعن أحدهما : « إنّ أهل النار يموتون عطاشى ويدخلون جهنّم عطاشى ، فيرفع
لهم قراباتهم من الجنّة فيقولون : أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله تعالى
» (12).
وفي السورة التوراتيّة : أنّ جهنّم سبع طبقات فيها نيران يأكل بعضها بعضا
وفي كلّ منها سبعون ألف واد من النار ، وفي كلّ واد سبعون ألف شعب من النار. وفي
كلّ شعب سبعون ألف مدينة من النار ، وفي كلّ مدينة سبعون ألف قصر ، وفي كلّ قصر
سبعون ألف واد من النار ، وفي كلّ واد سبعون ألف بيت من النار ، وفي كلّ بيت سبعون
ألف بئر من النار ، وفي كلّ بئر سبعون ألف تابوت من النار ، وفي كلّ تابوت سبعون
ألف عقرب من النار ، وفي كلّ تابوت سبعون ألف شجرة من الزقّوم ، تحت كلّ شجرة
سبعون ألف قدر من النار ، مع كلّ قدر سبعون ألف وتد من النار ، ومع كلّ وتد سبعون
ألف سلسلة من النار ، وفي كلّ سلسلة سبعون ألف ثعبان من النار طول كلّ ثعبان سبعون
ألف ذراع ، وفي جوف كلّ ثعبان بحر من السمّ الأسود ، لكلّ عقرب سبعون ألف ذنب من
النار ، طول كلّ ذنب سبعون ألف ذراع ، في كلّ ذنب سبعون ألف فقار ، وفي كلّ فقار
سبعون ألف رطل من السمّ الأحمر (13).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على شدّة تأثير النار وحرّها. نجّانا
الله منها بفضله ونواله ، بحقّ خير خلقه محمّد وآله.
__________________
(1) « تفسير القمّي » 1 : 42 ؛ « بحار الأنوار » 8 : 64 ، ح 1.
(2) « معاني الأخبار » : 32 ، باب معنى الصراط ، ح 1 ؛ « بحار الأنوار »
24 : 11 ، ح 3.
(3) « معاني الأخبار » : 35 ـ 36 ، باب معنى الصراط ، ح 6 ؛ « بحار
الأنوار » 8 : 66 ، ح 4.
(4) « عقاب الأعمال » : 321 ، باب عقاب من ظلم ، ح 2.
(5) « مجمع البيان » 10 : 487 ، ذيل الآية 14 من سورة الفجر (89) ؛ وعنه
في « بحار الأنوار » 8 : 64.
(6) « بحار الأنوار » 7
: 128 ، ح 11.
(7) « مجمع البيان » 6 :
338 ، ذيل الآية 44 من سورة الحجر (15).
(8) في المصدر « جحيم »
بدل « حميم ».
(9) « مجمع البيان » 6 :
338 ، ذيل الآية 44 من سورة الحجر (15).
(10) المصدر السابق.
(11) « بحار الأنوار » 8
: 119 ، ح 6.
(12) « تفسير العيّاشي »
2 : 19 ، ذيل الآية 46 من سورة الأعراف (7) ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 8 : 338 ـ
339 ، ح 17.
(13) لم نعثر على مأخذه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|