المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



التهديد وقطع الرابطة  
  
2099   08:55 صباحاً   التاريخ: 9-6-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص371 ـ 376
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-11 1343
التاريخ: 11-6-2022 2455
التاريخ: 23/10/2022 1657
التاريخ: 30-1-2023 1100

ضمن التوعية التدريجية للطفل حول اسرار الحياة نسعى إلى استثمار عوامل الهداية وعوامل المنع في مجال التربية ونلزمه رعاية أصولها وضوابطها. حقاً هو أن الأفراد يحتاجون إلى معرفة الهدف لحركتهم في المسير ولهذا فان هذا العامل يلعب دور بادئ الحركة(1)، ولأجل الحيلولة دون عن عمل ما يحتاجون إلى موقف معين(2)، وهذا الأمر يقع في إطاري التشويق والعقوبة بمعناهما العام.

الطبع المتحرر والمتطفل للطفل لا يجعله يستسلم أمام المسائل والتيارات المخالفة والأوامر، وكذلك لا يمكننا أن نجعله بالخط الذي نبغيه في جميع الموارد عن طريق اللسان الطيب واللغة اللطيفة، وهنا يجب أن يلعب المربي دور الجراح، يجري العملية الجراحية من جانب ومن جانب آخر يضع المرهم.

مسألة قطع الرابطة

من العوامل المفيدة هنا استعمال أسلوب قطع الرابطة، وهو قطع العلاقة العاطفية وصلة الحنان لمدة قصيرة، الطفل يعيش عالمه في كنف أبيه وأمه ومع المحيطين به وهو مستأنس فرح بذلك.

يرغب أن يقبله أولياؤه دائماً وأن يشبعوه من حنانهم وعطفهم، ينتعش بخطابه في حضورهم ويتلذذ من سماع تأييدهم ورؤية حسن استماعهم.

الصد عنه يعني قطع العلاقة معه لفترة قصيرة لكي يشعر بأنه لا يمكنه أن يكون حر كما يشاء ويفهم بأن الأولياء لا يقبلانه مع أعماله الخاطئة ولهذا يجب عليه أن يعيش ساكتاً معزولاً، وهنا سيشعر الطفل لا محال بثقل ذلك عليه.

في النظام التربوي الاسلامي يستعمل هذا الأسلوب قبل مرحلة الضرب لأنها أكثر ملاءمة من هذا.

جاء رجل إلى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، يشكو أخلاق ابنه وقال أنا أضربه فقال له الإمام (عليه السلام): (لا تضربه واهجره ولا تطل)(3).

ومثال ذلك أيضاً في مسألة علاقة الزوجين في البيت: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء: 34].

موارد وشروط قطع الرابطة

أصل موضوع قطع العلاقة مقبول في الإسلام ولكن بشرط أن يكون لذلك تأثير، أي يستعمل لصرفه عن الخطأ وإلا فإن كان في ذلك تحقيق أمنيات الطفل وزيادة حدود حريته من خلال هذا القطع فانه يصبح من غير المناسب استعمال هذا الأسلوب. يجب أن لا يستمر القطع فترة طويلة، أي يجب أخذ بنظر الاعتبار الحجم النفسي له وقدرته على التحمل. أقصى فترة للطفل الصغير ساعة واحدة والكبار ثلاثة أيام حسب الأوامر والسنن الإسلامية والباقين تتراوح مدة قطع الرابطة بين هذين الفترتين.

عند لزوم ذلك يكون القطع مع الطفل من قبل نفر واحد وعلى الأكثر نفرين وأما الباقين يحافظون على علاقتهم به، الرؤية القرآنية تؤكد على الأولياء في المبادرة في فتح باب تلك العلاقة مع الطفل الأصغر، وكما نعلم أن الباري تعالى هو المبادر الأول في فتح باب العودة والرجوع إلى عبده: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[البقرة: 37]، وأن طلب العفو وأعلن ندمه فيجب علينا قبول ذلك: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، وكذلك الحال إن أناب عن خطأه وتاب لأن الله، تعالى تواب غفور: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا}[النساء: 16].

المؤاخذة

في بعض الحالات يمكننا عرض الطريق المناسب والحل للفرد وكذلك كيفية رعاية الضوابط ومن ثم نطلب منه تطبيق ذلك وبعدها نراقب الوضع ونرى هل يقدم على ذلك أم لا، وعند تخلفه نستفسر منه عن ذلك ونحاسبه، هذا الأسلوب مناسب بالنسبة للطفل المميز والبالغ إلى الحد الأدنى للسبعة الثانية من عمره وما بعده، ويفهم معنى الأمر والنهي ويشخص الحسن من القبيح ويمضي مرحلة العبودية والطاعة(4).

المؤاخذة أو الحساب له موقعية خاصة في النظام التربوي الإسلامي وهي من أساليبه المهمة وقد ورد في مواضع متعددة في القرآن. يؤاخذ الباري تعالى الناس بذنوبهم: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[آل عمران: 18]، وأحياناً يبتليهم بأنواع العذاب: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: 42]، ولا يستجيب دعاءهم: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 268].

التهديد

يمكن استعماله لتنظيم حرية الطفل وأساسه قائم على تخويف الطفل من وقوع أمر يخشاه، التهديد يعجل من الوصول إلى الهدف وكذلك من المنع عن الطريق الذي يسلكه وعدم السماح له بالتحلل والفوضى، ولكن لهذا الأسلوب عوارض جانبية تدعوا الأولياء من التقليل في استخدامه قبل هذا الأصل أيضاً في النظام التربوي الإسلامي، ولكن استعماله يقتصر على الأفراد الذين يميلون إلى الرذيلة ويرفضون الحق والقانون.

التهديد يؤدي بهم الى الوقوف عند مفترق الطرق، طريق يحقق رغباته وأمانيه ولكنه يؤدي به إلى العذاب الشديد والطريق الآخر هو تحقيق الأماني تحت شعار لا نبالي من وقوع اي شيء او حدوثه، عادة الأفراد الذين يتعرضون إلى تهديد شديد سوف ينتخبون الأول بلا شك.

بعض النكات في التهديد

ـ يجب السعي لاستعمال أسلوب آخر غير التهديد لإصلاح سبيل الطفل، وفي نفس الوقت لا ننكر آثاره المفيدة في ذلك.

- يجب الالتفات إلى عمر الطفل والقدرة الفكرية له وإلى ماضيه العاطفي والنفسي لأن الأطفال يختلفون في درجة تحملهم.

- يهدد الأبوان بشيء أحياناً غير قابل للوقوع مثل: قطع الإذن، ولهذا يجب الاجتناب عن تلك التهديدات التي لا اساس لها.

- بعض التهديدات قاسية جداً مثل حبس الطفل في غرفة مظلمة مع علمنا بأنه يستوحش من ذلك.

- يجب أن لا يؤثر على الرابطة الصميمية، وأن يعلم الطفل بأنه مستحق لهذه العقوبة.

آثار الخوف

إن التخويف غير المناسب يترك آثاراً رديئة على الطفل وفي بعض الأحيان يؤدي إلى ما لا يمكن إصلاحه أو جبره. كالتخويف من الأماكن المظلمة أو الحيوانات المؤذية ولكن بشرط وقوع ذلك حتماً.

يمكن أن يؤدي الحبس في الغرفة المظلمة إلى توقف قلبه أو أن إلقاء شيء يشبه الأفعى في عنق الطفل يسبب أضرار كثيرة منها تحطيم الوضع الروحي والنفسي للطفل.

تؤدي بعض أساليب التخويف إلى تحطيم شخصية الطفل وإلى الكآبة وإلى القضاء على جميع قواه الدفاعية وكذلك استعداداته وخصوصاً إن كانت ضعيفة بالأساس ولا تساعد على مقاومة المشاكل التي تواجهه.

قد ينتج من هذا الأسلوب التربية المنحرفة والطغيان والعصيان وفي بعض الأحيان يؤدي إلى القسوة والانتقام الذي يترك آثاراً وخيمة على مستقبل الطفل.

أغلب أنواع القساوة والخشونة نابع من التخويف المستعمل في فترة الطفولة وكذلك الحال بالنسبة للهروب من البيت أو التشاؤم واليأس..

ترك المحيط

من أجل سد الطريق أمام تحلل أو وقاحة واستهتار الطفل نلجأ إلى إفراغ المحيط في بعض الموارد، ويحصل ذلك عن طريق قطع روابط المحيطين واعتراضهم عليه وإشعاره بعدم رضاهم على أعماله وأنه ناقص الأدب والأخلاق.

ترك المحيط وإفراغه من قبل المحيطين به يمكن أحياناً اجراؤه بأسلوب ملائم وطيب بحيث لا يقترن مع السخط وقطع الرابطة من جهة ومن جهة أخرى يؤدي الغرض بوعيه وفهمه لأخطائه مثلاً نقول له: لكوننا لا نرغب سماع حديثك غير المؤدب لهذا نترك الغرفة ولا نعود لها حتى تصلح أفعالك الخاطئة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المفهوم الكلي للتشويق.

2ـ المفهوم الكلي للعقوبة.

3ـ المجلسي بحار الأنوار: ج104، ص99، نقل عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).

4ـ وعبد سبع سنين، الطبرسي، مكارم الأخلاق ص255. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.