أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
![]()
التاريخ: 18-4-2018
![]()
التاريخ: 22-03-2015
![]()
التاريخ: 18-4-2018
![]() |
إن أساس الإيمان باليوم الآخر يقوم على ثوابت الوحي الإلهي الصادر عن الذات الإلهية المقدسة ، ولقد حظيت عقيدة المعاد بنصيب وافر من الآيات القرآنية ، فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من بضع آيات تتكلّم عن عالم الآخرة ، حتى أنه قيل : إن عدد الآيات التي أخبرت عن المعاد على نحو التصريح أو التلويح ، قد بلغ أكثر من ألف آية.
وكان
الإخبار القرآني عن اليوم الآخر وما يتّصل به قد جاء على مستويات مختلفة ، فقد ساق
الأدلة والبراهين المختلفة على إمكان المعاد وضرورته ووجوبه كأصل من أصول الاعتقاد
الثابتة في جميع الشرائع السماوية ، وردّ على شبهات المنكرين ، وأخبر عن أشراط
الساعة والبعث بعد الموت والمحشر والحساب والصراط ، ووصف حال المؤمنين في الجنة
وما اُعدّ لهم من النعيم الدائم ، وحال المجرمين في جهنم وما اُعدّ لهم من العذاب
الأبدي.
وفي ما
يلي نقدّم صورةً موجزةً عن أهم المضامين القرآنية الواردة في النشأة الاُخرى ، وما
يتعلّق بها :
1 ـ إعطاء
اليوم الآخر موقعه في البنية العقائدية ، والتأكيد على أنه من اُصول الاعتقاد
الواجبة ، قال تعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177] وقال
تعالى : {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 69].
2 ـ
التأكيد على وجود اليوم الآخر ، وكونه أمراً محتوماً لا ريب فيه ، ووعداً حقّاً لا
يقبل التخلّف ، قال تعالى : {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا
رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 9] وقال تعالى
: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87] وقال تعالى
: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ
يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] . وقال تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا
تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} [سبأ: 3].
3 ـ إثبات
إمكان المعاد والنشور بطريق ملموس لا يقبل الحمل والتأويل ، وذلك بذكر أمثلة من
إعادة بعض الأشخاص والأقوام والحيوانات من الاُمم السابقة إلى الحياة الدنيا ، بعد
أن ثبت موتهم وخروجهم إلى عالم الموتى ، فعاشوا بعد حياتهم الثانية مدةً إلى أن
توفّاهم الله سبحانه بآجالهم ، وقد وقع ذلك في أدوار وأمكنة مختلفة ، لدفع استبعاد
الناس للنشأة الآخرة ، وإثبات قدرة الله تعالى على المعاد ، وفي ما يلي بعض
الأمثلة على ذلك (1) :
أ ـ إحياء
قوم من بني إسرائيل ، قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا
ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [البقرة: 243].
ب ـ إحياء
أحد أنبياء بني إسرائيل ، قال تعالى : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ
وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ
مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ
قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ
فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى
حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ
نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ
أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 259].
جـ ـ
إحياء سبعين رجلاً من قوم موسى عليه السلام ، قال تعالى : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا
مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ
الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ
مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 55، 56].
د ـ إحياء
قتيل بني إسرائيل ، قال تعالى : {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ
فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا
كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
} [البقرة: 72، 73].
هـ ـ
إحياء الطيور لإبراهيم عليه السلام بإذن الله سبحانه ، قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ
قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ
الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ
جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ} [البقرة: 260].
4 ـ بيّن
الكتاب الكريم أنّ من أهمّ وظائف الأنبياء عليهم السلام هو إنذار الناس بالبعث
والحساب في اليوم الآخر ، فقال تعالى : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ
لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا
كَافِرِينَ} [الأنعام: 130] وقال تعالى : {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى
جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ
رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ
حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر: 71] والانذار هنا عام
لا يقتصر على اُمّة دون اُخرى.
5 ـ اكّد
الكتاب الكريم على وجود عقيدة المعاد في الشرائع السماوية السابقة للإسلام ، فقال
سبحانه في ذكر خطاب نوح عليه السلام لقومه وكان فيه : {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ
مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}
[نوح: 17، 18].
وقال
تعالى في شأن موسى عليه السلام : {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا
عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 154].
وقال
تعالى حكاية عن تنديد موسى عليه السلام بفرعون وملئه : {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي
وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ } [غافر:
27].
وقال
سبحانه مذكّراً عيسى عليه السلام بيوم القيامة : {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ
فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران: 55].
6 ـ أكّد
الكتاب الكريم في آيات كثيرة على أن الله تعالى قد وكّل رسلاً من الملائكة برصد
أعمال العباد وأقوالهم بشكل دقيق ، وضبطها في صحف لا تغادر صغيرة ولا كبيرة ، فقال
تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] ، وقال تعالى : {أَمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] ، وقال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ
عَتِيدٌ} [ق: 16 - 18].
وبيّنت
الآيات القرآنية أن صحائف الأعمال تعرض على الناس يوم يجيئون للحساب ، فيقال لهم: {الْيَوْمَ
تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ
بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الجاثية: 28،
29] فينتاب المجرمون الدهشة والخوف والرهبة ممّا في تلك الصحائف من الأمانة والدقة
، قال تعالى : {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا
فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا
وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } [الكهف: 49].
ولا يخفى
أن في هذه الآيات ما يتعدّى الدلالة على الرصد والتسجيل ، إلى الدلالة على يوم
الجزاء ، الذي يعرض فيه على كل امرئ ما كان قد تم رصده وتسجيله عليه في حياته
الدنيا ، والذي استوعب كل صغيرة وكبيرة.
7 ـ تبنّت
الكثير من الآيات القرآنية الردّ على شبهات منكري المعاد ، مؤكدة أنهم لا يمتلكون
أدنى برهان أو دليل على إنكارهم ، وليس لديهم إلاّ الظن الذي لا يُغني من الحق
شيئاً ، قال تعالى : {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ
وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] وقال في موضع آخر : {وَمَا لَهُمْ
بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي
مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28].
وطالبهم
بإقامة البرهان على إنكارهم {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ} [البقرة: 111] فما كان منهم إلاّ شبهات ضعيفة وتخرّصات واهية ، أجاب
عنها الكتاب الكريم بأجوبة شافية ، يستند بعضها إلى البرهان العقلي الذي يؤكد
ضرورة المعاد وحتمية الوعد الإلهي ، كما في قوله تعالى حاكياً شبهتهم وراداً عليهم
: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ
رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ
خَلْقٍ عَلِيمٌ } [يس: 78، 79].
__________________
(1) سنقتصر هنا على ذكر الآيات الواردة في
هذا المجال ، ونحيل القارئ إلى كتاب (الرجعة) الاصدار (12) من إصدارات مركز
الرسالة ص18 ـ 26 لمراجعة الأحاديث الواردة في تفسير الآيات.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|