المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

نور المحبة في آفاق الحياة
22/9/2022
تايت بيتر جوتيري
16-8-2016
Jurjen Ferdinand Koksma
21-9-2017
الانتحاء الحراري Thermotropism
13-7-2020
Gaussian Prime
24-10-2018
Théodore Olivier
17-7-2016


الفكرة المهـدوية‏  
  
2436   10:13 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : محمد حسن آل ياسين
الكتاب أو المصدر : أصول الدين
الجزء والصفحة : ص367-380
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

 لو ألقينا نظرة خاطفة على مصادر التاريخ- وبخاصة تاريخ الاديان- لأدركنا بجلاء ان الايمان بـ«المهـدوية» لم يكن أبدا من مختصات عقائد الشيعة الامامية وليس من بدعهـم التي ابتدعوهـا- على حد تعبير بعض الكتّاب-، بل ليس ذلك من مختصات المسلمين دون غيرهـم من أبناء الديانات السماوية الاخرى.

وان اليهـود والنصارى يعتقدون بمصلح منتظر في آخرالزمان هـو«ايليا» عند اليهـود و«عيسى بن مريم» عند المسيحيين.

كما ان المسلمين على اختلاف مذاهـبهـم وطوائفهـم وفئاتهـم كذلك: حيث ذهـب الشيعة الامامية الاثني عشرية والكيسانية والاسماعيلية الى الايمان بـ(المهـدي) والتصريح بكونه من ضروريات المذهـب، وذهـب السنيون الى مثل ذلك على لسان أئمة مذاهـبهـم ورجال حديثهـم وادعى عدد منهـم المهـدوية في المغرب و ليبيا و السودان.

وهـكذا تلتقي الديانات السماوية الثلاث في الايمان بالفكرة.

ثم هـكذا يلتقي الشيعة مع سائر اخوانهـم المسلمين في هـذا الأمر، ويعتقدون في المهـدي ما يرويه الدكتور أحمد أمين من رأي السنيين به من «أنه من أشراط الساعة وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهـور رجل من أهـل البيت يؤيد الدين ويظهـر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الاسلامية، ويسمى- المهـدي-»(1).

و انهـم ليرون في ذلك ما يراه الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة إذ يقول: ان «أمر المهـدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة.... فهـي بحق تدل على أن هـذا الشخص الموعود به ؛ أمره ثابت وخروجه حق»(2).

ومن هـنا يظهـر ان «الفكرة (فكرة المهـدي) في ذاتهـا صحيحة» كما يقول الكاتب المصري المعاصر عبد الحسيب طه حميدة(3).

ولكن المعجب المضحك في الأمر أن عبد الحسيب هـذا لم يلتفت عند ما صحح الفكرة كما سلف؛ أنه قد تناقض مع نفسه ، ونسي انه قد سبق منه القول بكون «فكرة المهـدوية احدى ثمرات العقائد السبئية»(4)، وهـو يعني بذلك ان هـذه الفكرة قد أخذت من العقائد اليهـودية ولا علاقة لهـا بالاسلام، وعلى الرغم من كونه لا يقصد من هـذه العبارة الا اتهـام الشيعة بأخذ عقائدهـم من يهـودي لا يمت للدين الاسلامي بصلة فقد اتهـم المسلمين أجمعين- من حيث لا يشعر- بمثل ذلك و اعتبر ما سماه بالفكرة الصحيحة سابقا «احدى ثمرات العقائد السبئية» لاحقا، وهـذا التناقض والاضطراب ان دل على شي‏ء فإنما يدل على سوء النية ومرض النفس، وخصوصا وقد أثبتت الدراسات التاريخية الحديثة أن لا وجود لمن يسمى بعبد اللّه ابن سبا وأنه شخص موهـوم مختلق كوّنت منه الحزازات انسانا ذا أهـمية وأفكار وواضع عقائد وآراء، ولعل اولئك الذين كانوا يكررون اسم عبد اللّه بن سبأ في صدر الاسلام كانوا يعنون به الصحابي الجليل عمار بن ياسر، كما يرجح بعض الباحثين(5).

ومهـما يكن من أمر فان الشي‏ء المستخلص من الدراسة الفاحصة النزيهـة أن الشيعة لم يبتدعوا فكرة المهـدوية، ولم يتبعوا فيهـا عقائد سبئية وغير سبئية؛ وان المهـدوية فكرة بشّرت بهـا الديانات السماوية الثلاث (اليهـودية والنصرانية والاسلام)، وان الاسلام عند ما أكد الواقع العملي لفكرة المهـدوية سارع المسلمون الى قبول ذلك ونقله والتسليم به بإذعان تام.

ولا يمكن أن يكون ذلك كله رضوخا الى ما يسمى‏ بـ«ضلالات الشيعة وبدعهـم»، وانما هـو الرضوخ الصحيح للحقيقة المستمدة من عقائد الاسلام وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ولقد لخص هـذه الحقيقة فضيلة العالم العراقي السني الشيخ صفاء الدين آل شيخ الحلقة فقال:

«وأما المهـدي المنتظر فقد بلغت الاحاديث الواردة فيه حدا من الكثرة يورث الطمأنينة بأن هـذا كائن في آخر الزمان، فيعيد للإسلام سلامته ، وللإيمان قوته، وللدين نضارته .. وهـي متواترة بلا شك ولا شبهـة، بل يصدق وصف التواتر على ما دونهـا، على جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول».

«أما الآثار عن الصحابة، المصرحة بالمهـدي، فهـي كثيرة لهـا حكم الرفع. فان ما أورده البرزنجي في الاشاعة لأشراط الساعة، والآلوسي في تفسيره، والترمذي، وابو داود، وابن ماجه، والحاكم، وابو يعلى، والطبراني، وعبد الرزاق، وابن حنبل، ومسلم، وابو نعيم، وابن عساكر، والبيهـقي، والخطيب في تاريخه، والدارقطني، والردياني، ونعيم بن حماد في الفتن، وكذا ابن ابي شيبة، وابو نعيم الكوفي، والبزار، والديلمي، وعبد الجبار الخولاني في تاريخه، والجويني، وابن حبان، وابو عمرو الداني في سننه ففي ذلك كله كفاية .... فالإيمان بخروجه واجب، واعتقاد ظهـوره تصديق لأحاديث الرسول صلى اللّه تعالى عليه وسلم»(6).

وسارع كثير من علماء المسلمين اقرارا بالمهـدوية وتصحيحا لأخبارهـا الى تأليف الكتب والرسائل في هـذا الموضوع لتعرف الاجيال من بعدهـم جلية الامر وواقعه كما ورد في التشريع على لسان النبي الاعظم صلى اللّه عليه و آله وسلم، وكان من جملة اولئك المؤلفين في هـذا الموضوع على سبيل التمثيل لا الحصر:

1- عباد بن يعقوب الرواجني المتوفى سنة 250 هـ: له كتاب «أخبار المهـدي».

2- أبو نعيم الأصبهـاني المتوفى سنة 430 هـ: له كتاب‏ «أربعين حديثا في أمر المهـدي»(7)، وكتاب «مناقب المهـدي»(8)، وكتاب «نعت المهـدي».

3- محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 هـ: له كتاب «البيان في أخبار صاحب الزمان» مطبوع.

4- يوسف بن يحيى السلمي الشافعي المتوفى سنة 685 هـ: له كتاب «عقد الدرر في أخبار المهـدي المنتظر» (9).

5- ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 هـ: له كتاب «المهـدي».

6- ابن حجر الهـيتمي الشافعي المتوفى سنة 852 هـ: له كتاب «القول المختصر في علامات المهـدي المنتظر»(10).

7- جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هــ: له كتاب «العرف الوردي في أخبار المهـدي» مطبوع، و كتاب «علامات المهـدي».

8- ابن كمال باشا الحنفي المتوفى سنة 940 هــ: له كتاب «تلخيص البيان في علامات مهـدي آخر الزمان»(11)

9- محمد بن طولون الدمشقي المتوفى سنة 953 هــ: له كتاب «المهـدي الى ما ورد في المهـدى»(12).

10- علي بن حسام الدين المتقي الهـندي المتوفى سنة 975 هــ: له كتاب «البرهـان في علامات مهـدي آخر الزمان» و كتاب «تلخيص البيان في أخبار مهـدي آخر الزمان»(13).

11- علي القاري الحنفي المتوفى سنة 1014 هـ: له كتاب «الرد على من حكم و قضى ان المهـدي جاء و مضى» وكتاب «المشرب الوردي في أخبار المهـدي»(14).

12- مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المتوفى سنة 1031 هـ: له كتاب «فرائد فوائد الفكر في الامام المهـدي المنتظر»(15).

13- القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ: لهـ كتاب «التوضيح في تواتر ما جاء في المهـدي المنتظر والدجال و المسيح»(16).

14- رشيد الراشد التاذفي الحلبي المعاصر: له «تنوير الرجال في ظهـور المهـدي والدجال» مطبوع.

كذلك كان شأن الشعراء مع «المهـدوية» و مهـديّهـا؛ حيث تضمنت قصائد عدد غير قليل منهـم كل معاني التطلع إليهـا، و الترقب ليومهـا؛ والاقرار بحتميتهـا، وكان من أولئك الشعراء على سبيل الاستشهـاد لا الاستيعاب:

1- الكميت بن زيد الأسدي المتوفى سنة 126 هـ، و في ذلك يقول:

متى يقوم الحق فيكم متى‏        يقوم مهـديكم الثاني (17) .

 

2- اسماعيل بن محمد الحميري المتوفى سنة 173 هـ، و في ذلك يقول:

بأن وليّ الأمر و القائم الذي       تطلّع نفسي نحوه بتطرّب

له غيبة لا بد من أن يغيبهـا       فصلى عليه اللّه من متغيب

فيمكث حينا ثم يظهـر حينه    فيملأ عدلا كل شرق ومغرب (18) .

 

3- دعبل الخزاعي المتوفى سنة 246 هـ، و في ذلك يقول:

خروج إمام لا محالة خارج       يقوم على اسم اللّه والبركات

يميز فينا كل حق وباطل           ويجزي على النعماء والنقمات (19) .

 

4- مهـيار الديلمي المتوفى سنة 428 هـ، و في ذلك يقول:

عسى الدهـر يشفي غدا من عداك        قلب مغيظ بهـم مكمد

عسى سطوة الحق تعلو المحال          عسى يغلب النقص بالسودد

 بسمعي لقائمكم دعوة                     يلبي لهـا كل مستنجد (20) .

 

5- ابن منير الطرابلسي المتوفى سنة 548 هـ، و في ذلك يقول على سبيل الدعابة:

واليت آل امية                  الطهـر الميامين الغرر .

وكذّب الراوي و أطعن        في ظهـور المنتظر (21) .

 

6- محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 هـ، و في ذلك يقول:

وقد قال رسول الله       قولا قد رويناه

الى أن يقول:

و قد أبداه بالنسبة       و الوصف و سمّاه

و يكفي قوله ((مني))     لإشراق محياه

و من بضعته الزهـراء    مرساه و مسراه

فمن قالوا هـو المهـدي   ما مانوا بما فاهـوا(22) .

 

7- ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة 656 هـ، وفي ذلك يقول:


و لقد علمت بأنه لا بد من‏            مهـديكم و ليومه أتوقع

يحميه من جند الاله كتائب           كاليم أقبل زاخرا يتدفع

فيهـا لآل أبي الحديد صوارم        مشهـورة و رماح خط شرّع (23) .

 

8- شمس الدين محمد بن طولون الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 953 هـ، وفي ذلك يقول في ضمن أرجوزة يسمي فيهـا الأئمة الاثني عشر:

و العسكري الحسن المطهـر      محمد المهـدي سوف يظهـر(24) .

 

9- عبد اللّه بن علوي الحداد التريمي الشافعي المتوفى سنة 1132 هـ، وفي ذلك يقول:

محمد المهـدي خليفة ربنا            امام الهـدى بالقسط قامت ممالكه

كأني به بين المقام و ركنهـا          يبايعه من كل حزب مباركه

و يقول في أخرى:

ومنّا امام حان حين خروجه                 يقوم بأمر اللّه خير قيام

فيملؤهـا بالحق و العدل و الهـدى‏           كما ملئت جورا بظلم طغام (25) .

___________________

(1) المهدي و المهدوية للدكتور أحمد أمين صفحة 110.

(2) مجلة الجامعة الإسلامية/ العدد: 3/ ص 161- 162.

(3) أدب الشيعة صفحة 101. و يؤكد الدكتور عبد الحليم النجار في مقدمته لكتاب المهدية في الاسلام: ان علماء الحديث يرون ان فكرة المهدي بلغت مبلغ التواتر المعنوي.

(4) أدب الشيعة: 16.

(5) ) وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي.

(6) مجلة التربية الاسلامية/ السنة 14/ العدد 7/ ص 30

(7) روى عنه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 275.

(8) روى عنه الحافظ الكنجي الشافعي كثيرا في كتابه« البيان».

(9) توجد منه نسخة مصورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة

(10) وردت نصوص منه في اسعاف الراغبين: 139، و توجد نسخ مخطوطة منه في حلب و استانبول. و لديّ نسخة مصورة عن الأصل المقروء على المؤلف و المحفوظ في حلب.

(11) توجد منه نسخة خطية في استانبول.

(12) ذكره مؤلفه في كتابه« الأئمة الاثني عشر»: 118

(13) من الكتابين نسخ مخطوطة في استانبول، و لدي نسخة مصورة من« البرهان» عن الاصل المحفوظ بمكتبة الحرم المكي.

(14) من الأول نسخة مخطوطة في الهند، و من الثاني باستانبول.

(15) توجد منه نسخة خطية باستانبول.

(16) مجلة الجامعة الاسلامية:/ العدد 3/ ص 131.

(17) الغدير: 2/ 184- ط النجف 1365 ه-.

(18)الغدير: 2/ 223.

(19) ديوان دعبل: 42

(20) ديوان مهيار: 1/ 300

(21) الغدير: 4/ 279.

(22) مطالب السئول: 2/ 79.

(23) شرح القصائد السبع العلويات: 70

(24) الأئمة الاثني عشر: 118.

(25) ديوان عبد اللّه بن علوي المسمى« الدر المنظوم»: 18 و 146.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.