المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Wives pay the price
21/9/2022
معيار اهمية الالتزام لتحديد الالتزام الثانوي
2024-09-02
المغترون من المتصوفة
30-9-2016
مشروع دعم تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في الدول العربية
19/12/2022
Generalized Hypergeometric Function
22-11-2018
معاني صيغة تفاعل
17-02-2015


قبس من حياة الإمام زين العابدين ( ع )  
  
1734   05:08 مساءً   التاريخ: 26-5-2022
المؤلف :  جعفر الهادي
الكتاب أو المصدر : قبسات من حياة الائمة الهداة ( ع )
الجزء والصفحة : ص 23-25
القسم :

وُلد عليّ بن الحسين ( ع ) في اليوم الخامس من شهر شعبان ، عام ثمان وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة الشريفة في المدينة المنورة .

والده : الإمام الحسين بن علي ( ع ) 

وامّه : شهربانو بنت يزدجرد 

وكنيته : أبو الحسن وأبو القاسم وأبو محمد .

وأشهر ألقابه : زين العابدين ، وسيد العابدين ، وزين‌الصالحين ، والسجاد .

استشهد الإمام زين العابدين ( ع ) في المدينة ( مسموماً ) في اليوم‌الثاني عشر من شهر محرم الحرام عام أربعة وتسعين من الهجرة ودفن في البقيع .

عاش ( ع ) في هذه الحياة سبعة وخمسين عاماً وكان عمره سنتين عندما استشهد جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) وأدر ك عشر سنوات من فترة إمامة عمّه الإمام الحسن بن علي وعشر سنوات من فترة إمامة والده الإمام الحسين ( ع ) وكان عمره يوم عاشوراء عام واحد وستين من الهجرة اثنتين وعشرين سنة حيث رافق والده الشهيد في حركته الإصلاحية وشهد من كثب ما جرى في ذلك اليوم الرهيب ، وعاش بعد والده خمسا وثلاثين سنة هي كل فترة إمامته .

ولقد نص والده الإمام الحسين بن علي ( ع ) على إمامته في روايات كثيرة منها ما عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إِن الحسين ( ع ) لما صار إلى العراق استودع أم ‌ّسلمة رضي الله عنها الكتب والوصية فلما رجع عليُّ بن الحسين ( ع ) دفعتها إليه »[1].

وقد نقل الإمام السجاد جانباً كبيراً من حادثة عاشوراء الأليمة وحافظ عليها من الضياع لما فيها من الدروس والعبر والمناهج كما خلف ثروة علمية كبيرة مما ورثه من آبائه وأجداده الطاهرين وأبرز ما تركه من تركة علمية رسالة في الحقوق وكتاب مفصل في الدعاء اسمه ( الصحيفة السجادية ) .

من أدعيته :

« اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَسَدِّدْنِي لأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ ، وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ ، وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ ، وَأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ ، وَأُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ ، وَأَنْ أَشْكُرَ الْحَسَنَةَ ، وَأُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ »[2]

 


[1] اثبات الهداة ، ج 5 ، ص 134 - 171 .

[2] الدعاء رقم 20 من الصحيفة السجادية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.