المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



إدارة الزهراء ( عليها السّلام ) لشؤون البيت والحياة الشاقة  
  
2597   04:49 مساءً   التاريخ: 12-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص93-97
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

البيت الوحيد الذي كان يضمّ بين جدرانه زوجين معصومين مطهّرين منزّهين عن ارتكاب الذنوب واكتساب المآثم ، يتصفان بالفضائل الأخلاقية والكمال الإنساني هو بيت علي وفاطمة ( عليهما السّلام ) .

فعليّ ( عليه السّلام ) نموذج الرجل الكامل في الإسلام ، وفاطمة نموذج المرأة الكاملة في الإسلام ، ترعرعا في ظلّ النبي الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) وغذّاهما بالعلم وسائر الفضائل ، واستأنست آذانهما الواعية منذ الصغر بالقرآن الكريم وهما يسمعان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يرتّله ليلا ونهارا وفي كلّ آن ، وأطلّا على الغيب وارتشفا العلوم والمعارف الإسلامية من معينها الأصيل ومنبعها العذب ، ورأيا الإسلام يتحرّك في شخص رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فكيف إذن لا تكون اسرتهما النموذج الأمثل للأسرة المسلمة ؟ .

كان بيت عليّ وفاطمة ( عليهما السّلام ) أروع نموذج في الصفاء والإخلاص والمودّة والرحمة ، تعاونا فيه بوئام وحنان على إدارة شؤون البيت وإنجاز أعماله ، وقضى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بخدمة فاطمة دون الباب وقضى على عليّ ( عليه السّلام ) بما خلفه .

قالت فاطمة ( عليها السّلام ) : « فلا يعلم ما داخلني من السرور إلّا اللّه ، بكفايتي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تحمّل رقاب الرجال »[1].

إنّ الزهراء خرّيجة مدرسة الوحي ، وهي تعلم أنّ معقل المرأة من المواقع المهمّة في الإسلام ، وإذا ما تخلّت عنه وسرحت في الميادين الأخرى عجزت عن القيام بوظائف تربية الأبناء كما ينبغي ، ومن هنا تهلّل وجهها بالبشر وداخلها السرور بما قضى به الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .

لقد كانت بنت النبيّ الأكرم تبذل قصارى جهدها لإسعاد أسرتها ، ولم تستثقل أداء مهام البيت رغم كلّ الصعوبات والمشاق ، حتى أنّ عليّا أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) رقّ لحالها وامتدح صنعها ، وقال لرجل من بني سعد : « ألا احدّثك عنّي وعن فاطمة ؟ إنّها كانت عندي وكانت من أحبّ أهله ( صلّى اللّه عليه واله ) إليه ، وإنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) فوجدت عنده حدّاثا[2] فاستحت فانصرفت » .

قال علي ( عليه السّلام ) : « فعلم النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّها جاءت لحاجة ، قال ( عليه السّلام ) : فغدا علينا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ونحن في لفاعنا ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : السلام عليكم ، فقلت : وعليك السلام يا رسول اللّه ادخل ، فلم يعد أن يجلس عندنا ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا فاطمة ، ما كانت حاجتك أمس عند محمّد ؟ قال ( عليه السّلام ) : فخشيت إن لم تجبه أن يقوم ، فأخبره عليّ بحاجتها ، فقلت : أنا واللّه أخبرك يا رسول اللّه إنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أفلا اعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبّرا أربعا وثلاثين » .

وفي رواية : أنّها لمّا ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال : « يا فاطمة والذي بعثني بالحقّ ، إنّ في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام وثياب ولولا خشيتي لأعطيتك ما سألت ، يا فاطمة وإنّي لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وإنّي أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) يوم القيامة بين يدي اللّه - عز وجل - إذا طلب حقّه منك ، ثم علّمها صلاة التسبيح » .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « مضيت تريدين من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الدنيا فأعطانا اللّه ثواب الآخرة »[3].

وفي ذات يوم دخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) على عليّ ( عليه السّلام ) فوجده هو وفاطمة ( عليها السّلام ) يطحنان في الجاروش ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أيّكما أعيى ؟ » فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « فاطمة يا رسول اللّه » فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « قومي يا بنية » ، فقامت وجلس النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) موضعها مع علي ( عليه السّلام ) فواساه في طحن الحبّ[4].

وروي عن جابر الأنصاري أنّه رأى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فقال : « يا بنتاه ، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة » فقالت : « يا رسول اللّه ، الحمد للّه على نعمائه ، والشكر للّه على آلائه » ، فأنزل اللّه وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى[5].

وعن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) قال : « كان أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) يحتطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة ( عليها السّلام ) تطحن وتعجن وتخبز »[6].

وعن أنس : أنّ بلالا أبطأ عن صلاة الصبح ، فقال له النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ما حبسك ؟ » قال : مررت بفاطمة تطحن والصبي يبكي ، فقلت لها : إن شئت كفيتك الرحى وكفيتني الصبي ، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحى فقالت : « أنا أرفق بابني منك » .

فذاك الذي حبسني ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « فرحمتها ، رحمك اللّه »[7] .

وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أتى يوما فقال : أين ابناي ؟ » يعني حسنا وحسينا ، قالت : « أصبحنا وليس عندنا في بيتنا شيء يذوقه ذائق » . فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « اذهب بهما إلى فلان » ؟ ، فتوجّه إليهما رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا عليّ ، ألا تقلب إبنيّ قبل أن يشتدّ الحرّ عليهما ؟ » فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « أصبحنا وليس في بيتنا شيء ، فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات » ، فلمّا اجتمع له شيء من التمر جعله في حجره ثم عاد إلى البيت[8].

وعن عمران بن حصين قال : كنت مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) جالسا إذ أقبلت فاطمة فوقفت بين يديه فنظر إليها وقد غلبت الصفرة على وجهها ، وذهب الدم من شدّة الجوع ، فقال : « ادني يا فاطمة » فدنت ثم قال : « ادني يا فاطمة » فدنت حتى وقفت بين يديه ، فوضع يده على صدرها في موضع القلادة وفرج بين أصابعه وقال : « اللهمّ مشبع الجاعة ورافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمّد »[9].

هذه هي الدنيا في عين فاطمة بنت الرسول مواجهة للمعاناة وتألّم من الجوع وانهيار من التعب ، ولكن كلّ ذلك يبدو ممزوجا بحلاوة الصبر وندى الايثار ، لأنّ وراءه نعيما لا انتهاء له ، حصة يوم يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب .

إنّ إلقاء نظرة فاحصة على حياة الزهراء ( عليها السّلام ) توضّح لنا أنّ حياتها الشاقة لم تتغيّر حتى بعد أن أصبحت موفورة المال ، في سعة من العيش - خصوصا بعد فتح بني النضير وخيبر وتمليكها فدكا وغيرها - عمّا كانت عليه قبل ذلك رغم غلّتها الوافرة ، إذ روي أنّ فدكا كان دخلها أربعة وعشرين ألف دينار ، وفي رواية سبعين ألف دينار سنويا[10].

فالزهراء لم تعمر الدور ولم تبن القصور ولم تلبس الحرير والديباج ولم تقتن النفائس ، بل كانت تنفق كلّ ذلك على الفقراء والمساكين وفي سبيل الدعوة إلى اللّه ونشر الإسلام . . وهكذا كان حال زوجها عليّ ( عليه السّلام ) الذي أوقف على الحجاج مائة عين استنبطها في ينبع[11] وقد بلغت صدقات أمواله في السنة أربعين ألف دينار[12] وكانت صدقاته هذه كافية لبني هاشم جميعا إن لم نقل إنّها تكفي أمة كبيرة من الناس من غيرهم ، إذا لاحظنا أنّ ثلاثين درهما كانت كافية لشراء جارية للخدمة ، وكان الدرهم يكفي لشراء حاجات كثيرة حينذاك .

 

 

[1] بحار الأنوار : 43 / 81 .

[2] أي : جماعة يتحدّثون معه .

[3] بحار الأنوار : 43 / 85 .

[4] المصدر السابق : 43 / 50 .

[5] المصدر السابق : 3 / 86 .

[6] المصدر السابق : 151 .

[7] ذخائر العقبى : 61 .

[8] المصدر السابق : 59 .

[9] نظم درر السمطين : 191 .

[10] سفينة البحار : 7 / 45 .

[11] المناقب : 2 / 123 ، وبحار الأنوار : 41 / 32 .

[12] كشف المحجة : ص 133 ، وأنساب الأشراف : 2 / 117 ، ومجمع الزوائد : 9 / 123 ، وبحار الأنوار : 41 / 43 ، وأسد الغابة : 4 / 23 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.