أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
3394
التاريخ: 9-10-2014
2931
التاريخ: 9-2-2021
2793
التاريخ: 4-12-2015
2680
|
قال تعالى : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة : 249] .
روي ان طالوت قال لبني إسرائيل : لا يخرج معي إلى الجهاد شيخ ولا مريض ، ولا من بنى بناء لم يفرغ منه ، ولا صاحب تجارة مشتغل بها ، ولا رجل تزوج امرأة لم يبن بها ، فاجتمع جماعة ممن وصف ، وكان الوقت قيظا شديد الحر ، وسلكوا مفازة لا ماء فيها ، ولما شكوا قلة الماء قال طالوت لهم : اللَّه سيختبر حالكم في الطاعة والمعصية بنهر تمرون عليه ، فمن شرب منه فليس من أشياعي المؤمنين الا أن يتناول قليلا ، وهو غرفة تؤخذ باليد . { فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ } . قيل :
كان عدد هؤلاء المؤمنين 313 على عدد أهل بدر . . ولقد كان ، وما زال ، ولن يزال الطيبون المخلصون أندر من كل نادر . {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة : 249] .
سار طالوت هو والذين أطاعوه فيما ندبهم إليه بعد أن تخطوا النهر ، حتى التقوا بجالوت وجنوده ، ولما شاهدوا كثرة عدوهم انقسموا فريقين : فريق قال : لا طاقة لنا بمحاربتهم ، وفريق قال : {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 249] الذين ثبتوا وجاهدوا وضحوا من أجل حياة أفضل ، وهي أن يعيشوا أحرارا في وطن حر ، ومكتفين في مجتمع لا جائع فيه ، وعلماء في بلد العلم والحضارة ، أما الصبر على الذلة والمسكنة فإنه رجس من عمل الشيطان .
{ ولَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وثَبِّتْ أَقْدامَنا وانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ } . لما رأى المؤمنون القلة في جانبهم ، والكثرة في جانب عدوهم لجأوا إليه سبحانه داعين متضرعين بإخلاص ، فاستجاب لهم ( وقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ) ونصر اللَّه المؤمنين على الكافرين ، وحقق بفضله ورحمته ظن من قال : { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ } .
( وآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ والْحِكْمَةَ وعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ ) . أي ان اللَّه سبحانه منح داود الملك ، لأنه تولى منصب طالوت بعد وفاته ، والحكمة إشارة إلى الزبور ، قال تعالى : « وآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً - النساء 163 » . وعلمه صنع الدروع ، قال تعالى : {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} [الأنبياء : 80] .
{ ولَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ ولكِنَّ اللَّهً ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ } . تشير الآية الكريمة إلى ان أي مجتمع لا تقوم فيه هيئة قوية رادعة لا بد أن تسوده الفوضى والانحلال . . وان العقل والشرع من غير قوة تنفيذية لا يحققان الأمن والنظام ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : « السلطان وزعة اللَّه في أرضه . . » ولكن طالما أفسد السلطان الأرض وأهلها . . وعلى الرغم من ذلك لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم .
( تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) . لقد تلى اللَّه آياته على نبيه الكريم ، وتلاها النبي علينا ، لنتدبر حقيقتها ، ونتخذها دستورا في مقاصدنا ، وجميع أفعالنا ، لنحيا حياة طيبة هادئة . . {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ } [الأنبياء : 45]
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|