لا يمكن ان تمضي الحياة بجدية كاملة حتى في أشد الظروف قسوة، أوفي المجتمعات المغلقة أو التي يحكمها الإرهاب، أو التزمت، وحيث تتسلل خفة الظل والدعابة إليها بشكل أو بآخر، وحيث يكون للترويح قدره وللتسلية دورها وللنكتة وظيفتها، كذلك فإن الأحاديث الصحفية بدورها لا يمكن أن تكون جداً كاملا.

ويمكن للحديث الصحفي أن يؤدي جميع وظائف الصحافة مجتمعة، ومنها وظيفة التسلية والإمتاع، ويقوم بأدائها عن طريق هذه المجموعة من الأسئلة، حتى وإن كان المتحدث من طبقة الزعماء أو القادة، فمن الحاجة تكون ماسة إلى لحظة ترويحية قصيرة، كما أن بعض هؤلاء يمكن أن يكون مرحاً بطبيعته، فيكون لذلك مكانه ضمن الأحاديث التي تجرى معه.

إن الأسئلة التي تكون من هذا النوع، لا تقتصر استخداماتها عند حد أحاديث التسلية والإمتاع، أو الأحاديث الترويحية على أي شكل من أشكالها، وإنما يمتد ذلك إلى أنواع الأحاديث الصحفية الأخرى، لاسيما أحاديث الشخصية، والجانب الآخر، وحتى أحاديث الرأي بأنواعها، وكذا أحاديث الجماعات والمؤتمرات والمناسبات والأحاديث الشاملة والرد جميعها يمكن أن تتسلل إليها الفكاهة والمرح، بشكل أو بآخر.