المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Moritz Abraham Stern
3-11-2016
بور يحل المشكلة باستخدام دستور بلانك – اينشتاين
2023-10-15
شعر لاسحاق بن المنادي
2024-05-02
قاتلات الأحياء Biocides
19-7-2017
الكانستل Pouteria campechiana
9-11-2017
التربية لكسب الرزق
21-1-2016


المطلوب: أبناء صالحين  
  
2073   01:06 صباحاً   التاريخ: 29-4-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص205 ـ 224
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2021 1976
التاريخ: 12-1-2016 2027
التاريخ: 2023-04-19 1277
التاريخ: 24-1-2023 1408

كان لا بد للإنسان أن يكون صالحاً، وإلا فليس أمامه من خيار غيـر أن يكون مثل الحيوان أو أضل منه.

كيف يكون ذلك؟

تعالوا نرى ما هو الحيوان؟ وهل يختلف عن الإنسان؟

الجواب:

إن الحيوان قد يكون أقوى من الإنسان جسدياً. فليس الإنسان أقـوى من الفيل والأسد والحيوانات الكاسرة ذات القوة الحديدية. كما أنه ليس أجمل من الطاووس، ولا أطول من الزرافة!

وإذا كان للإنسان عينان فقط، فإن للذبابة بين 600 إلى 1000عين.

وإذا كانت قدرة الرؤية في الإنسان، هي قدرة محدودة باتجاه واحد، فإن قدرة الرؤية في الذبابة تشمل كل الاتجاهات.

وتستطيع الذبابة أن تطير بسرعة ثمانين كيلو متراً في الساعة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار طولهـا الذي لا يتعدى السنتيمتر الواحد، فهذا يعني أن للذبابة القدرة على السرعة 7 ملايين مرة أكثر من حجمها، أي أنها السرعة أقوى من الصاروخ.

وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن ينجب أكثر من 4 أولاد أو 7 على الأكثر في كل عام، فإن ذبابتين - انثى وذكـر ـ تستطيعان أن تنجبا الملايين فيما إذا كانت الظروف ملائمة، ويقدر العلماء: أن ذبابتين، يمكنها أن تنجبا خلال عام واحد ـ عن طريق التكاثر ـ بمقدار ما تغطى به الكرة الأرضية كلها بارتفاع 15 متراً مع العلم أن أقصى عمر للذبابة هو أربعون يوماً فقط.

والخفاش الليلي حينما يحلق في الفضاء، فأنه يستخدم حاسته كما يستخدم الإنسان اليوم جهاز الرادار.

وهناك بعض الحـيـوانـات تسمع الأصـوات ذات الذبذبات العـالـيـة والمنخفضة دون أن يستطيع الإنسان سماعها.

وهناك الكثير من الحيوانات التي تستطيع أن تتنبأ بحدوث الزلازل قبل وقوعها، حتى ان الإنسان اليوم لجأ الى الإستفادة منها لمعرفة مواقيت الزلازل وأماكنها.

والكتكوت الصغير يخـرج رأسه من البيضـة وهـو يفتش عن (الحب) ويعرف أي (حب) ينفعه وأي (حب) يضره، ويعرف الجـوع والعطش، ويفهم كيف يمشي، وكيف يأكل وكيف يلعب.

بينما طفل الإنسان يولد وهو يجهل كل شيء وتمر شهور قبل أن يعرف موقع فمه من موقع أنفه وإذا تركته قبل أن تعلمه قضية طعامه وشرابه، فهو قد يأكل الجيفة ويشرب الماء الآسن.

إذن.. فما هو الفرق بين الإنسان والحيوان؟

لا فرق بين الإنسان والحيوان إذا ما كان الإنسان كالحيـوان.. يمشي ليجد طعاماً يأكله.. ويأكـل ليمشي، ويمشي ويمشي، ثم ينام ويجلس وهكذا دواليك.

بل ـ وأحياناً ـ يكون الحيوان أفضل من الإنسان الذي اتخذ إلهه هواه، يقول الله عز وجل في القرآن الحكيم: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}[الفرقان: 43ـ44].

إن الإنسان الذي يأتي الى الحياة الدنيا، ولا يكون شغله فيها إلا تحويل الطيبات الى خبائث، فقط وفقط، إن هذا الإنسان لن يكون بأفضل من تلك البقرة التي تدر الحليب واللبن، ثم ـ بعد ذلك ـ تقدم جسدها لحماً - طرياً ليأكله الناس.

نعم.. الإنسان أفضل من الحيوان ـ وبدرجة لا تقاس - إذا مـا كـان الإنسان صالحاً في هذه الحياة الدنيا.

والإنسان الصالح - يختلف عن الإنسان السيء باختلاف أهدافه ووظيفته في الحياة، فهو جاء للحياة من أجل الصلاح والعمل الصالح.

ولذلك قال الله (عز وجل) مخاطباً أصحاب الرسالات: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون: 51].

فلا إشكال من أكل الطيبات، لكسب القوة والنشاط.. ليس للخلود الى مزيد من النوم والراحة ـ كما تفعله الحيوانات ـ وإنما من أجل مزيد من التحرك والعمل الصالح.

ومن هنا فليس من الصحيح أن ننجب ابناءً لكي يأكلوا جيداً ويمشوا جيداً ويناموا جيداً ثم يموتوا كما تموت الثعالب والديدان.

وإنما المطلوب - منا أن ننشئ ابناءً صالحين رساليين يعملون على تحقيق أهداف الله (عز وجل) ورسله في الحياة.

وما أعظم من أن يكون إبنك صالحاً!

إنها درجة عالية، وعالية جداً أن يكون الإنسان كذلك.

حتى الأنبياء كانوا يطلبون من الله (تعالى) أن يلحقهم بالصالحين.

يقول النبي إبراهيم (عليه السلام) في دعائه: (ربي هب لي حكماً والحقني بالصالحين).

ويقول النبي سليمان ـ كما جاء في القرآن الكريم: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[النمل: 19].

وكما يقول الله (عز وجل) فإن أفضل الناس جميعاً هم أولئك المؤمنون العاملون بالصالحات: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}[البينة: 7].

ويقول (عز وجل): {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}[لقمان: 8].

ونحن نقرأ الدعاء ـ المروي عن الإمام السجاد (عليه السلام) ـ ونقول:

(اللهم حبب إلي لقاءك، واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبركة).

(والحقني بالصالحين، ولا تخزني مع الأشرار).

(والحقني بصالح من مضى).

(واجعلني مع صالح من بقي).

(وخذ بي سبيل الصالحين).

(وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم).

ولذلك يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة)

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (ميزان الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له).

والسؤال الآن: كيف ننشئ الأبناء الصالحين؟

ومن هو الإنسان الصالح قبل ذلك؟

الجواب:

الإنسان الصالح - حسب التعريف القرآني ـ هو الإنسان الذي يحقق في نفسه الشرطين التاليين:

الأول: (الإيمان).

الثاني: (العمل الصالح):

يقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ}[العنكبوت: 9].

ويقول (تعالى):

{والعصر.. إن الإنسان لفي خسر}!

{إلا الذين آمنوا}.

{وعملوا الصالحات}.

{وتواصوا بالحق}.

{وتواصوا بالصبر}.

فكل إنسان خاسـر في صفقة الحياة، لو لم يكن مؤمناً ويعمـل الصالحات.

والإيمان - في نظر الإسلام - التزام فكري بين الإنسان وبين الله، وهو وسيلة من أجل بناء المجتمع الصالح السعيد الذي تنبع مقاييسه جميعاً من مثله العليا.

والالتزام الفكري هذا يسمى بالعقيدة، والتي تعني:

أ ـ (الاعتقاد بصانع حكيم مدبر، خلق الكون وجعل له هذا النظام الدقيق).

ب ـ (الاعتقاد بعدالة هذا الصانع الحكيم، وعدالة الكون).

ج ـ (الاعتقاد بنزول الوحي من قبل الصانع على بعض الأفراد).

د ـ (الاعتقاد برسالة نبي الإسلام).

ولكن هذه العقيدة ليست سوى (أرضية) الإسلام أما البناء على هذه الأرضية فهو (العمل الصالح).

من هنا فأنا نجد إن مادة (آمن) لا ترد في القرآن ألا وهي مقرونة غالبـاً بـ (وعملوا الصالحات)، مثل الآيات التاليات:

{مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا}[البقرة: 62].

{وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى}[الكهف: 88].

وتكن.. كيف يصنع الإيمان الإنسان الصالح؟ أليس العلم والتطور كافياً عن ذلك؟

يقول أحد المؤلفين الكبار: (إن الآبـاء الذين يهتمون اهتماماً جنونيـاً بتربية أطفالهم العلمية، ولا يهتمون بأي شكل من الأشكال بتربيتهم الدينيـة إنما يهدمون كيانهم أولا، ويهدمون كيان المجتمع ثانيا).

إن العلم عند الإنسان إنما هو (آلة) قد يستعمل في خير أبويه وخير أمته وقد يستعملها في نسف أبويه ونسف أمته.

الشيء الـوحيد الـذي يمنع صاحب (الآلة) ـ أي آلة كانت ـ من استعمالها في الشر هو الوجدان الديني الذي يتحول ـ إذا استمرت الحياة عليه ـ إلى (بليس داخلي) يقف في وجه صاحبه بمجرد التفكير بالشر.

وعلى الآباء الذين يريدون السعادة لحياة أولادهم أن يهدفوا الى إعطاء الأولاد قسطاً من العلم وقسطاً من الدين حتى لا يتحول هؤلاء أعـداء للآباء والأمهات. كما تحول شباب أميركا وأوروبا.

ففي أوربا كثيراً ما يشاهد الإنسان أن الابن يحاول أن يضر الأب لماذا؟ لأنه يشعر بالاستقلال الكامل عنه، ولا يجد أي دافع الى احترامه أو تقديـر خدماته السابقة.

إن الفرد العالم المتدين يمكن أن يكون ترسانة للمجتمع لأنه يعرف ما يريد من الحياة، ويعرف ما تريده منه، أما العالم بلا دين فهو يعرف الحياة ولكنه لا يعرف ما تريده منه.

والذي يريد لطفله السعادة فعليه أن يعـوده على فهم الدين والعلم معاً).

والمثال التالي يبين لنا - بوضوح - الأضرار الناجمة من جراء الابتعاد عن الدين: لقد حدث أن أحد الأطفال اتفق مع رفاقه في باريس على تنظيم عملية يجري فيها اختطافه ليكره أباه بعد ذلك على دفع مبالغ طائلة إزاء الإفراج عنه.

وهكذا احتجزه رفاقه، واتصلوا بوالده عن طريق الهاتف وأعلنوا أنهم المسؤولون عن اختطاف ابنه البالغ من العمر 12 عاماً، وأنهم لن يفرجوا عنه ما لم يدفع مبلغ مائة ألف فرنك فرنسي.

واضطر الأب الى دفع المبلغ، فذهب الطفـل - بعد الإفراج عنه ـ مع بقية رفاق القضيـة يبددون الأموال في الملاهي والبارات. ومثال آخـر كتبته إحدى الصحف العربية تقول:

اطلق على أبيه أربع رصاصات..  ثم هشم رأسه بمؤخرة البندقية.

حدث هذا أمام شقيقة المتهم الكبرى، ولكن سبب الجريمة حديقة موالح مملوكة للأب القتيل.. أراد الابن القاتل أن يستأثر بها ويحرم أخوته.

قضت محكمة الجنايات بالإعدام شنقاً على الابن القاتل.

وترجع ظروف الحادث الى يوم كان الأب ـ البالغ من العمر ستين عاماً - يجلس في حديقة الموالح التي يمتلكهـا وبجواره ابنتـه ـ البالغة من العمر 30 عاماً ـ يتحدثان في شؤون زراعتهم عنـدما فوجئا بالابن - يخرج عليهما من حقل مجاور ومعه بندقية سريعة الطلقات. ووجه فوهة البندقية الى صـدر أبيه.. ذهلت شقيقته في الوقت الذي حاول الأب الهرب من الموت ولكن الابن تعقب أباه وأطلق عليه أربع رصاصات أصابته في صدره وبطنه فسقط على الأرض. ولم يكتف المتهم بهذا، بل إنهال على رأس والده بمؤخرة البندقية حتى هشمها.. وأمام هذا المنظر المخيف هربت الأخت وأسرعت الى مركز الشرطة تبلغه بخبر مصرع والدها.

وهذا ما يفعله كل إنسان غير مؤمن بالله واليوم الآخر.

ويومياً نقرأ عشرات الحوادث التي يرتكبها الذين لا إيمان لهم، من أجـل المادة، ولذاتها، وكل ذلك نابع من الفراغ من الإيمان..

فالذي لا إيمان له لا وجدان له.

والذي لا إيمان له، لا عهد له.

والذي لا إيمان له، لا وفاء له.

فلو افترضنا أن رجلاً لا يؤمن بالله، واليوم الآخر، وبدل ذلك يؤمن بالدنيا ـ خلقاً وخالقاً ـ ويؤمن بلذاتها حسب ما يقول المثل المادي: (هنا كل لذة. أما بعد ذلك فلن تجد سوى الموت)!!

إن هذا بالطبع لن يتردد عن ارتكاب أكبر جريمة من أجل مغنم مـادي، مهما كانت الجريمة كبيرة، ومهما كان المغنم بسيطاً.

ولا غرابة في ذلك.. ترى ما هو الرادع الذي يردع الذين لا إيمان لهم؟!

هل لديهم رادع الخوف من الله؟

وهل يؤمنون بيوم الحساب؟

لا.. ليس لديهم أي رادع لولا وجـود الشرطة، وفي المكان الـذي يخلوا من (البوليس) تجدهم لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة.

بينما الذين يؤمنون بالله ـ الإيمان المقرون بالعمل الصالح ـ هؤلاء يمتلكون (الوازع الداخلي) ويسمى بـ (التقوى) أي الخوف من الله ـ عز وجل ـ الذي يراهم في السر والعلن، وحين يصبحون ويمسون.

أتريد شاهداً على ذلك؟

هناك قصة ذلك الفتى الذي دفعه الإيمان للوفاء بعهده، في وقت كان ذلك بكلفه حياته.. وإليك تفصيلها:

حدث مرة أن النعمان بن منذر أحد ملوك العرب، قام برحلة صيد الى الصحراء ومن بعيد تراءى له صيد سمين، فاستهواه وتعقبه وفيما انشغل بتعقيبه ضيع الطريق وتاه في الصحراء وحاول ـ عبثاً ـ الحصول على علامة توصله الى المدينة، أو على الأقل الى جماعته، ولكنه أخفق وبمرور الوقت هبط الليل، ففقد الأمل بالعثور على الطريق فعاد يسوق الفرس بلا هدف، ومن دون اتجاه ...

ومن بعيد تراءت له خيمة متواضعة كأنهـا رملة سـوداء تغطي وجه الصحراء فأسرع إليها بعد أن مزقه العطش والجوع، لعله يجد فيها ما يروي عليله، أو يسعفه من الجوع.

ولدى الاقتراب إليها، رأى إمرأة عجوزاً، تخرج اليه مرحبة، فبادرها قائلا:

ـ أماه، أنا جائع هل لديك طعاماً؟

فأجابته:

ـ على الرحب والسعة. أنزل بارك الله فيك. إن الضيف ينزل بـرزقه ويذهب بذنوب أهل الدار.

وقبـل أن يدخل الخيمة طالبها بالماء فسقتـه من كوز بـارد ثم أدخلتـه الخيمة وبدا النعمان يعرفها بنفسه قائلا:

- أنا صياد من أهل المدينة انقطع بي الطريق وضيعت، والآن أطلب منك طعاماً.

فرحبت به، وأخبرته أن ابنها الأكبر سيأتي بعد حين وأنه سيتولى ذبح التيس الوحيد الذي تمتلكه لتقدمه عشاء له..

وبينما كان النعمان والعجوز ينتظران عودة ابنهما الأكبر وإذا بفارس معه جمـل بلا راكب طرق باب الخيمة، وصاح بمن فيها: إلا وإن ولدكم قد مات وهذا جمله أخذته إليكم.

وظهر أن ابنها الأكبر قد سقط في البئر ومات، ولكن العجوز لم تقل شيئاً، إنما فقط طلبت من الراكب أن يتعاون معها في ذبح التيس لتصنع منه طعاماً لضيفها.

وبعد لحظات كان كل شيء مهيئاً: الطعام، والماء والفراش.

ولما أصبح الصباح، وعزم النعمان على المسير دلته العجوز الطريق، أعطته زاداً للطريق، وودعته خير وداع.

وفي اللحظة الأخيرة أخبرها النعمان أنه سلطان البلاد وأن باستطاعتها أن تزوره في بلاطه ليرد عليها جميلها..

فمضت الأيام، وشب إبن العجوزة الأصغر، ومرت المنطقة بفترة قحط وجدب، وأشرفت العجوزة على الهلاك، فطلبت ابنها وذكرت له قصـة تلك الليلة التي أنقذت فيها السلطان من الجوع والعطش والموت، وطلبت، أن يذهب الى بلاطه، ويطالبه برد الجميل لعلهما ينقذان نفسيهما من الهلاك.

فشد الولد الرحال، وقصد بلاط النعمان، والأمـل الحريري يمشي قدامه، وينسج له ألف صورة، وصورة.

أليس يذهب الى السلطان؟ وأليس هذا السلطان قد قضى ليلة ممتعة في خيمة أمه؟ إذن فلا بد أن يكون في جميله ما يكفيهم لعام كامل..

هكذا فكر الفتى وهو يقترب الى المدينة.

ولدى بوابة المدينة رأى جمهرة من الناس ينتظرون السلطان فازداد فرحاً، إذ أصبح باستطاعته أن يلتقي بالسلطان بلا انتظار لدى البلاط.

ومن بعيد تراءى موكبه. فلم يستطع الشاب أن يملك نفسه فانطلق نحوه وهو يصبح:

(أيها السلطان أنا إبن العجوزة التي آوتـك في خيمتـهـا جئتك لتنقذنا..).

ولدى الاقتراب من فرس السلطان إنهال عليه الجلاوزة وأمسكوه وحملوه الى النعمان.. فتأوه النعمان وتأسف، لأن الشاب دخل عليه في وقت غير مناسب جداً.. ذلك أن النعمان كانت له حبيبتـان جميلتان، ماتتا في ليلة واحـدة، فحلف أن يعتبر يـوم موتهما يوم الحزن الأكبر ـ وأن يخرج الى قبرهما ـ، ويقتل في الطريق أول من يلقاه..

ومن سوء حظ الشاب، أنه التقى بالسلطان في ذات الوقت الذي كان يذهب الى قبر حبيبته وكان أول من التقى به..

وهكذا حلت عليه اللعنة!

فقد قال له النعمان:

- يا ولدي.. بئس الوقت الذي أتيت فيه.. إنني لا أنسى جميل أمك، فقد آوتني وأنا ضائع. وأطعمتني وأنا جائع. وأروتني وأنـا عطشـان، ودلتني على الطريق ولكن لا أستطيع أن أتركك الآن، ولا بد أن أقتلك.

غير إني مستعد لتقديم ما تريد.. كل شيء أضعه تحت تصرفك، ولكن لا بد من قتلك.. هذا ما لا يمكن التنازل عنه. هذا من حظك الأسود.

فارتبك الشاب وقال:

- وماذا تنفعني كل عطاياك إذا كان لا بد من قتلي؟

ثم قال الشاب أيضاً: أيها السلطان لقد جئناك لترد علينا جميلنا.

والآن فاجعل جميلك علي أن تتركني لشأني.

فقال النعمان: لا يمكن لا بد من قتلك!

فعرف الشاب أن السلطان مصمم على قتله فقال له:

ـ إذا كان ولا بد، فاسمح لي أن أرجع الى أمي فقد تركتها منذ خمسة عشر يوماً في الصحراء لا ماء عندهـا ولا طعام ودعني أستخبـر عنها، وأودعها، ولك عندي عهد بالعودة على رأس الشهر.

فقال النعمان:

- هل لديك ضامن؟

قال الشاب: لا أعرف هنا أحد ولكنني صادق في وعدي.

قال النعمان: هذا لا يكفي..

فبدا الشاب ينظر الى الجمع المحتشـد، فرأى رجلاً، تبدوا عليه آثار الصلاح، ينظر إليه بعطف، فتقدم إليه قائلاً:

- هل يمكنك أن تضمنني، حتى أذهب الى أمي، وأعود.

فرق له قلب الرجل وضمنه.

وقبل أن يبدأ الشاب رحلة العودة الى أمه أعلن السلطان أنه سيقتـل الضامن إذا لم يعد الشاب في رأس الشهر..

وترقبوا..

ومرت الأيام.. ولم يظهر أي أثر للشاب.. كان اليأس يمزق الضامن.. وكانت الساعات تمر عليه وكأنها القرون.

وفي اليوم المحدد، جمع النعمان حاشيته، وذهب بهم الى قبر حبيبتيه، وأمر بإحضار الضامن. وانتظروا حتى الظهر فلم يظهر أي أثر للشاب.. اراد النعمان أن يقتل الضامن بدلاً عنه فاستمهله الوزراء، على أساس أن التحديد يعني الانتظار الى المغرب..

انتهى العصر.. كانت الشمس تميل الى الغروب.. وكانت شحنات الأمل تتبدد أمام عيني الضامن الذي كان يتطلع الى الصحراء في يأس.

وفيما كان السلطان يأمر الجلاوزة أن يفرشوا النطع ويقيدوا الضامن ظهر من بعيد شبح إنسان قادم من الصحراء على عجل..

فأمر النعمان، أن ينتظر السياف..

ومع اقتراب الشبح تبين انه هو الشاب.. كان يلهث من الركض، وعليه آثار الإرهاق الشديد..

وعندما وقف أمام النعمان قال له:

- .. الآن نفذ في حلفك، فقد ودعت أمي!

فاندهش النعمان من وفاء الشاب، فقال له:

ـ عجيب أمرك. فقد جئتنا تطلب الدنيا، فأردناك للموت وفـررت بنفسك فلماذا أتيت إليه برجليك؟

فضحك الشاب وقال:

ـ ان إيماني هو الذي دفعني إلى ذلك. وأضاف:

ـ إن إيماني يخبرني (ان من لا وفاء له لا دين له).

فاطرق النعمان برأسه، وخاطب ضميره: إذا كان إيمان هذا الشاب يدفعه للمثول أمام الموت، فلماذا أكون عاجزاً عن رفعه عنه؟

وهكذا قرر أن يكون يوم حزنه الأكبر الى يوم عيد.. ودقت الأجراس. وأكرم الشاب إكراماً عجيباً.

ترى: في غياب الإيمـان هـل يمكن أن نتصـور نفسيـة كنفسيـة هـذا الشاب؟

وهكذا هم الذين يحملون بين ضلوعهم الإيمان، فإن كل تصرفاتهم تصبح إيمانية جميلة ومهذبة وإنسانية.

ذلك لأن الإيمان هو الخضوع لله، والهدف من الخضوع لله هو العمل والسلوك الصالح.

ولهذا فإن القرآن يعتبر الذي لا يتقيد سلوكياً بإرشادات السماء، فيدع اليتيم، ولا يحصي على طعام المسكين، يعتبره مكذباً بالدين فيقول:

{أرأيت الذي يكذب بالدين}؟

{فذلك الذي يدع اليتيم}!

{ولا يحض على طعام المسكين}!

ويقول القرآن: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُو}[لقمان: 18].

ويقول: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}[الفرقان: 63].

{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان: 72 - 74].

ويقول: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[القصص: 83، 84].

إن النتيجة العملية هي المهدوفة من الإيمان، ولذلك أصبحت علامة الإيمان مواقف الإنسان العملية وسلوكه الأخلاقي.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (علامة الإيمان: أن تؤثـر الصـدق حيث يضـرك على الكذب حيث ينفعـك، وأن لا يكون في حـديثـك فصـل عن عملك، وأن تتقي الله في حديث غيرك).

وسئل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): بم يعرف المؤمن؟

فأجاب ـ : بوقاره، ولين كلامه، وصدق حديثه.

وسئل: أي المؤمنين أفضلهم إيماناً؟

فأجاب أفضلهم خلقاً.

المؤمن الحقيقي هو الذي تعرفه بأعماله ومواقفه، كما قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (إن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب.

ولا يضيع ما استودع.

ولا يحسد. ولا يطعن. ولا يلعن.

ويعرف بالحق وإن لم يشهد عليه.

ولا يتنابز بالألقاب.

في الصلاة متخشع الى الزكاة مسرع.

في الزلازل وقور.

في الرخاء شكور. قانع بالذي له.

لا يدعي ما ليس له. ولا يغلبه الشح عن معروف يريده.

يخالط الناس كي يعلم.

ويناطق الناس كي يفهم.

إن المؤمن يأخذ بأدب الله).

إن المطلوب: أبناء يلتزمون بروابط الإسلام في علاقاتهم مع أنفسهم ومع الناس ومع الأحياء.

المطلوب: أبناء مناقبيون ينبذون القيم الجاهلية التي تحكم دنيا اليوم ينبذون التعالي وسوء الظن وباختيار أجمل الألفاظ وأحسن التعامل.

المطلوب: أبناء لا يسمحون لأنفسهم الهبوط الى مستوى عبادة الراحة والتعالي واللمز والغمز بالآخرين.

المطلوب: أبناء صالحين ينبع قولهم من عملهم ويكونون رمزاً لجمال الدين في كل شيء.

أو ليس الدين تربية قبل أن يكون تعليماً!

الدين يزكي النفس أولاً، ويصفيها من أقذار الشهوة والطمع والحسد، وكل المساوئ.

والإنسان لن يكون (مؤمناً) حتى يتكون في داخله (الوازع النفسي) الذي لا يفتأ عن مراقبته ومحاسبته في كل صغيرة وكبيرة.

وكل ذلك من أجل ردع الإنسان عن الإفساد ودفعه نحو العمل الصالح.

فالصلاة ـ مثلاً ـ عملية تطهير وإعداد.

يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: 45].

والفحشاء كل خرق للنظام الإنساني.. كما أن المنكر هو كل ما يضر بالفرد والمجتمع.

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً).

من هنا فالصلاة التي لا تنتهي الى إعداد الإنسان الصالح فهي عملية استعراضية لا معنى لها.

وكذلك الصوم الذي لا ينتهي بزرع التقوى (الوازع النفسي) في داخل الإنسان، فهو تجويع سخيف للنفس.

يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش وكم من قائم ليس من قيامه إلا السهر والتعب).

ونجد في التأريخ أن النبي إبراهيم (عليه السلام) وبعد أن بنى الكعبة اتكأ على جدرانها، وقال: الحمد لله. فأوحى الله (عز وجل) إليه:

ـ وماذا صنعت؟

قال إبراهيم: بنيت بيتك.

قال الله: وهل أطعمت جائعاً؟ وهل كسوت عرياناً؟.

ونجد في التأريخ الإسلامي أنه حدث مرة أن سافر النبي (صلى الله عليه وآله) مع مجموعة من أصحابه الى صحراء، نصفهم كان صائماً والنصف الثاني كان مفطراً..

وعند الفطور تولى المفطرون إعداد الـطعام للجميع، باعتبار أن الصائمين يعانون عادة من الضعف..

ولما أكل الجميع الفطور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشيراً الى عملية إمداد الطعام: (لقد ذهب المفطرون بأجر الصائمين جميعاً).

لماذا؟

لأن المفطرون أتوا بالنتائج، والصائمون كانوا يأتون بالأسباب، باعتبـار أن الصوم طريق لخدمة الناس.

بناءً على ذلك يتضح لنا ـ جيداً ـ أن الدين يدعو الى العمل الصالح، وبالتالي فإن الذي يؤمن.. ويعمل صالحاً هو الذي يكون من الصالحين.

وهذا ما يجب أن يفكر فيه الآباء بالنسبة الى أبنائهم.

فلا يركن الوالدان الى الراحة والاطمئنان قبل أن يخلقا من ابنهما إنساناً مؤمناً، ملتزماً بدين الإسلام، يكون همه (العمل الصالح) وهدفه تحقيق الخير والصلاح للبشرية جمعاء.

ولهذا.. كانت التربية الدينية للأبناء أساساً لكل القضية التربوية، ومن دونها لا يمكن أن نبني الإنسان الصالح ومن ثم المجتمع السليم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.