المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

دور القاضي الإداري في توسيع وتطوير فكرة النظام العام
17-1-2019
استحباب كون المؤذن قائما وعلى مرتفع
1-12-2015
الاجارة من العقود اللازمة
2023-11-09
الأمير محمد تقي العلوي الرضوي
28-1-2018
بركات التقدم الاقتصادي
27-3-2018
Debye,s Asymptotic Representation
24-3-2019


المهدي في مصادر أهل السنّة  
  
10129   02:34 مساءً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص619-629
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

لا يختص الاعتقاد بالمهدي والمهدوية بالمذهب الشيعي بل ذكر عدد كبير من محدّثي أهل السنّة الروايات المتعلّقة بالإمام ورووها عن كثير من الصحابة والتابعين في كتبهم لدرجة انّ كتب المذاهب الإسلامية الأُخرى فضلاً عن الشيعة كالمذهب الحنفي الشافعي المالكي والحنبلي مفعمة بالروايات النبوية التي تتحدث حول المهدي وخروجه ووفقاً لما حقّقه بعض الباحثين الكبار وتوصل إليه انّ محدّثي أهل السنّة قد رووا أحاديث المهدي عن 33 شخصاً من الصحابة في كتبهم فقد ذكر مائة وستة أشخاص من كبار علماء أهل السنّة المشهورين أحاديث ظهور الإمام الغائب في كتبهم وألّف 32 منهم كتباً مستقلة حول المهدي (عليه السَّلام) , فإنّ مسند أحمد بن حنبل المتوفّى 241 هـ ;وصحيح البخاري المتوفّى 256 هـ من كتب أهل السنّة الشهيرة التي أُلّفت قبل ولادة الإمام القائم (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف)  وجاء فيها تلك الأحاديث المتعلقة به (عليه السَّلام) ومن الأحاديث التي يرويها أحمد بن حنبل هو: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لبعث اللّه عزّوجلّ رجلاً منّا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً .

وقد بلغت الأحاديث النبوية حول المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) وصفاته وعلاماته في كتب ومصادر أهل السنّة القديمة حداً جعل علماءهم وحفّاظهم الكبار يعدّون تلك الأحاديث متواترة وطبقاً لدراسة إجمالية صرح 17 عالماً من علماء أهل السنّة الكبار بتواتر أحاديث المهدي في كتبهم وقد ألّف الشوكاني حول إثبات تواترها كتاباً تحت عنوان : التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح .

ومن المناسب هنا أن نذكر على سبيل المثال كلمات بعض علماء أهل السنّة المعروفين حول هذا الموضوع:

1. فقد قال الشوكاني في كتابه المذكور وبعد أن أورد أحاديث المهدي: وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع فتقرر بجميع ما سقناه انّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة وهذا يكفي لمن كان عنده ذرة من إيمان وقليل من إنصاف .

2.قال الحافظ أبو عبد اللّه الكنجي الشافعي المتوفّى 658هـ في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان الباب 11 : تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (صلى الله عليه واله) في أمر المهدي .

3. قال الحافظ الشهير ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفّى 852هـ  في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري : تواترت الأخبار بأنّ المهدي من هذه الأُمّة وانّ عيسى (عليه السَّلام)  سينزل ويصلّي خلفه.

4. كتب المؤمن الشبلنجي: تواترت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه واله) انّه المهدي من أهل بيته وانّه يملأ الأرض عدلاً.

5. وكتب الشيخ محمد الصبان: تواترت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه واله) بخروجه وانّه من أهل بيته وانّه يملأ الأرض عدلاً.

6. وكتب الشيخ منصور علي ناصف من علماء الأزهر الكبار المعاصرين ومؤلف كتاب التاج الجامع للأُصول : واشتهر بين العلماء قديماً وحديثاً انّه سيظهر رجل من أهل البيت في آخر الزمان اسمه المهدي يملك جميع البلدان الإسلامية ويتبعه جميع المسلمين ويعدل بينهم ويؤيّد الدين ثمّ يظهر الدجال وينزل المسيح ويقتل الدجال أو يتعاون مع المهدي في قتله , وقد روى أحاديث المهدي النبوية جماعة من أصحابه (صلى الله عليه واله) الصالحين فقد رواها محدّثون كبار كأبي داود الترمذي ابن ماجة  الطبراني أبي يعلى البزار الإمام أحمد بن حنبل والحاكم النيشابوري في كتبهم وكتب ابن أبي الحديد أحد أكثر علماء أهل السنّة بحثاً وتتبعاً حول هذا الموضوع: وقد وقع اتّفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أنّ الدنيا والتكليف لا ينقضي إلاّ عليه المهدي , ونختم هذا الفصل بنقل البيان الرسمي لرابطة العالم الإسلامي التي هي من أكبر مراكز الوهابية ومقرّها في مكة بصفته وثيقة وشاهداً حياً على عقيدة وإيمان جميع المسلمين بالمهدي ومن جوانب أهمية هذا البيان هو انّه يبيّن انّ من أكثر الفرق تطرّفاً في عدائها للشيعة قد قبلت هذا الموضوع أيضاً ولم تقبله فقط بل راحت تدافع عنه بحماس وتعدّه من العقائد الإسلامية البديهية المسلّمة وذلك لكثرة الأدلّة والوثائق في هذا المجال مضافاً إلى أنّ هذه الرابطة تمارس نشاطها كمركز إسلامي عالمي , وعلى أي حال كان قد سأل شخص يدعى أبا محمد من كينيا حول ظهور المهدي المنتظر الرابطة عام 1976م و رداً على سؤاله وضمن تأكيده على أنّ ابن تيمية مؤسس المذهب الوهابي قد قبل أحاديث المهدي أرسل الأمين العام للرابطة رسالة قصيرة إليه كتبها خمسة من علماء الحجاز المعروفين حالياً حول موضوع المهدي وقد جاء فيها بعد ان ذكر اسم الإمام المهدي ومكان ظهوره: ويظهر عند فساد الزمان وانتشار الكفر وظلم الناس يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً يحكم العالم كلّه وتخضع له الرقاب هو آخر الخلفاء الراشدين الاثني عشر الذين أخبر عنهم النبي صلوات اللّه وسلامه عليه في الصحاح. وأحاديث المهدي واردة عن الكثير من الصحابة يرفعونها إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله); ومنهم: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد اللّه وعبد الرحمن بن عوف و عبد اللّه بن عباس وعمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود و أبو سعيد الخدري وثوبان وقرّة بن أياس المزني وعبد اللّه بن الحارث بن جز و أبو هريرة وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبد اللّه وأبو أُمامة و جابر بن ماجد الصدفي وعبد اللّه بن عمر وأنس بن مالك وعمران بن الحصين وأُمّ سلمة. هؤلاء عشرون منهم ممّن وقفت عليهم وغيرهم كثير وهناك آثار عن الصحابة مصرّحة بالمهدي من أقوالهم كثيرة جداً لهم حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد فيها أحاديث هؤلاء الصحابة التي رفعوها إلى النبي (صلى الله عليه واله) والتي قالوها من أقوالهم اعتماداً على ما قاله رسول اللّه (صلى الله عليه واله)  ورواها الكثير من دواوين الإسلام وأُمّهات الحديث النبوي من السنن والمعاجم والمسانيد; منها: سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة وابن عمرو الداني ومسانيد أحمد وأبي يعلى والبزاز وصحيح الحاكم ومعاجم الطبراني الكبير والألوسي والروياني والدار قطني في الأفراد وأبو نعيم في أخبار المهدي والخطيب في تاريخ بغداد و ابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرها ؛ وقد خصّ المهدي بالتأليف أبو نعيم في أخبار المهدي وابن حجر الهيثمي في القول المختصر في علامات المهدي المنتظر والشوكاني في التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح وإدريس العراقي المغربي في تأليفه المهدي وأبو العباس بن عبد المؤمن المغربي في كتابه الوهم المكنون في الرد على ابن خلدون , وآخر من قرأت له عن المهدي بحثاً مستفيضاً مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في مجلة الجامعة أكثر من عدد وقد نصّ على أنّ أحاديث المهدي انّها متواترة جمع من الأعلام قديماً وحديثاً منهم: السخاوي في فتح المغيث ومحمد بن أحمد السفاويني في شرح العقيدة وأبو الحسن الابري في مناقب الشافعي وابن تيمية في فتاواه والسيوطي في الحاوي وإدريس العراقي المغربي في تأليف له عن المهدي والشوكاني في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح ومحمد بن جعفر الكناني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر وأبو العباس بن عبد المؤمن المغربي في الوهم المكنون من كلام ابن خلدون  ؛ وحاول ابن خلدون في مقدّمته أن يطعن في أحاديث المهدي محتجاً بحديث موضوع لا أصل له عند ابن ماجة: لا مهدي إلاّ عيسى ولكن ردّ عليه الأئمّة و العلماء وخصّه بالرد شيخنا ابن عبد المؤمن بكتاب مطبوع متناول في المشرق والمغرب منذ أكثر من ثلاثين سنة ونصّ الحفّاظ والمحدّثون على أنّ أحاديث المهدي فيها الصحيح والحسن ومجموعها متواتر مقطوع بتواتره وصحته وانّ الاعتقاد بخروج المهدي واجب وانّه من عقائد أهل السنّة والجماعة ولا ينكر إلاّ جاهل بالسنّة ومبتدع في العقيدة واللّه يهدي إلى الحقّ ويهدي السبيل والجدير ذكره هنا هو انّه قد ذكرت بعض مصادر أهل السنّة انّ اسم أبي الإمام المهدي هو عبد اللّه في حين توجد أحاديث كثيرة في المصادر الشيعية والسنّية تقول إنّ اسمه هو الحسن (عليه السَّلام) والسبب في هذا الاختلاف هو انّه قد ذكرت في بعض روايات أهل السنّة حول صفات المهدي هذه العبارة عن نبي الإسلام وهي: يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي .

وهناك قرائن وأدلّة تدلّ على أنّ العبارة الأخيرة أي اسم أبيه اسم أبي قد أُضيفت من قبل الرواة عن عمد أو خطأ إلى الحديث حيث لم يكن فيه غير عبارة يواطئ اسمه اسمي .

وقال الحافظ الكنجي الشافعي حول هذا الموضوع: إنّ الترمذي ذكر هذا الحديث ولم يذكر قوله:

اسم أبيه اسم أبي, وانّ الإمام أحمد بن حنبل مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده عدّة مواضع:  واسمه اسمي وليس فيه القول الأخير , ويضيف الكنجي قائلاً: وفي معظم روايات الحفّاظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه اسمي فقط والذي رواه واسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث.

وقد جمع الحافظ أبو نعيم طرق هذا الحديث عن الجم الغفير ـ و هم واحد وثلاثون إماماً من أئمّة الحديث ـ في كتاب مناقب المهدي كلّهم عن عاصم بن أبي النجود وكلّهم رووا: اسمه اسمي إلاّ ما كان من عبيد اللّه بن موسى عن زائدة عن عاصم فانّه قال فيه: واسم أبيه اسم أبي ولا يرتاب اللبيب انّ هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الأئمّة على خلافها وكما لاحظنا فانّ أغلبية علماء أهل السنّة قد اتّفقوا اتفاقاً متاخماً للإجماع على أنّ أحاديث المهدي صحيحة ومقبولة غير انّ البعض رفضها أو شكّك فيها ومنهم ابن خلدون فقد قال: اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنّه لا بدّى في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين  ويظهر العدل ويسمّى بالمهدي ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره وانّ عيسى ينزل من بعده أو ينزل معه فيساعده على قتله و يأتم بالمهدي في صلاته ؛ إنّ جماعة من الأئمة خرّجوا أحاديث المهدي منهم: الترمذي وأبو داود وابن ماجة والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل: علي و ابن عباس وابن عمر وطلحة وابن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأُمّ حبيبة وأُمّ سلمة وثوبان وقرة بن أياس وعلي الهلالي وعبد اللّه بن الحارث بأسانيد ربما يعرض لها المنكرون كما نذكره إلاّ أنّ المعروف عند أهل الحديث انّ الجرح مقدّم على التعديل فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إلى صحّة الحديث وأوهن منها ثمّ ينقل عدداً من تلك الأحاديث ويدرس حال رواتها ويعد بعضاً منهم غير موثوق به ويضيف: فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمّة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلاّ القليل أو الأقلّ منه .

كان ذلك خلاصة نظرية ابن خلدون حول أحاديث المهدي المنتظر (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف)  .

وقد انتقد العلماء وأئمّة الحديث سنّيهم وشيعيّهم نظريته ببراهين دامغة واعتقدوا انّها نظرية واهية  ونحن هنا سنورد كلاماً ملخّصاً للشيخ عبد المحسن العباد أُستاذ جامعة المدينة على سبيل المثال: فقد ألقى كلمة في مؤتمر وتحت عنوان عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر رداً على نظرية ابن خلدون: ألف: انّه لو حصل التردّد في أمر المهدي من رجل له خبرة في الحديث لاعتبر ذلك زللاً منه فكيف إذا كان من الأخباريين الذين هم ليسوا من أهل الاختصاص وقد أحسن الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند حيث قال: أمّا ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم واقتحم قحماً لم يكن من رجاله وانّه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي تهافتاً عجيباً وغلط أغلاطاً واضحة وانّه لم يحسن قول المحدّثين الجرح مقدّم على التعديل ولو اطّلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئاً مما قال .

ب: صدّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي بقوله: اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار انّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت أقول: هذه الشهادة التي شهدها ابن خلدون وهي انّ اعتقاد خروج المهدي هو المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار ألا يسعه في ذلك ما وسع الناس على ممر الأعصار كما ذكره هو نفسه؟! وهل ذلك إلاّ شذوذ بعد معرفة انّ الكافة على خلافه؟! وهل هؤلاء الكافة اتّفقوا على الخطأ؟! والأمر ليس اجتهادياً وإنّما هو غيبي لا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنة نبيّه (صلى الله عليه واله) والدليل معهم وهم أهل الاختصاص .

ج: انّه قال قبل إيراد الأحاديث: ونحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن وقال في نهايتها: فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمّة في شأن المهدي وخروجه في آخر الزمان. وقال في موضع آخر بعد ذلك: وما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا .

وأقول: إنّه قد فاته الشيء الكثير كما يتضح ذلك بالرجوع إلى ما أثبته السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي عن الأئمّة بل انّ مما فاته الحديث الذي ذكره ابن القيم في المنار المنيف عن الحارث ابن أبي أُسامة.

د: انّ ابن خلدون أورد بعض الأحاديث وقدح فيها برجال في أسانيدها هم من رجال الصحيحين أو أحدهما .

هـ: انّ ابن خلدون نفسه قد اعترف بسلامة بعض أحاديث المهدي من النقد .

وعليه انّ القليل الذي يسلم من النقد يكفي للاحتجاج به ويكون الكثير الذي لم يسلم عاضداً له ومقوياً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.