أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2022
1851
التاريخ: 2-4-2017
3555
التاريخ: 13-5-2016
3477
التاريخ: 2-4-2017
2946
|
لقد رسم خاتم الرسل ( صلّى اللّه عليه واله ) للناس جميعا طريق السعادة الحقيقية وضمن لهم الوصول إليها فيما إذا التزموا بالتعليمات التي بيّنها لهم . ويتلخّص طريق السعادة عند الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالتمسك بأصلين أساسيين لا غنى بأحدهما عن الآخر وهما الثقلان ، حيث قال :
« أيّها النّاس ! إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا : كيف تخلّفوني فيهما ؟ فإن اللّطيف الخبير نبّأني : أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لا تسبقوهم فتفرّقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم ، فإنهم أعلم منكم .
أيّها الناس ! لا ألفينّكم بعدي كفّارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار .
ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله »[1].
القرآن ودوره المتميّز :
وأفصح النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) تبليغ بيانه عن عظمة القرآن الكريم مبيّنا دوره في الحياة وقيمة التمسك التامّ به حيث خاطب عامّة البشرية قائلا :
« أيّها الناس ! إنكم في دار هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار ، والشمس والقمر ، يبليان كل جديد ، ويقرّبان كلّ بعيد ، ويأتيان بكل وعد أعلام الهداية، ووعيد ، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز . إنّها دار بلاء وابتلاء ، وانقطاع وفناء ، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق . من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار ، ومن جعله الدليل يدلّه على السبيل . وهو كتاب فيه تفصيل ، وبيان وتحصيل . هو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم اللّه ، وباطنه علم اللّه تعالى ، فظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له تخوم ، وعلى تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويتخلّص من نشب ؛ فإن التفكّر حياة قلب البصر ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور ، فعليكم بحسن التخلّص ، وقلة التربص »[2].
أهل البيت ( عليهم السّلام ) أركان الدين
وعرّف الرسول الخاتم ( صلّى اللّه عليه واله ) الثقل الكبير - أي أهل بيت الرسالة :
علي وبنوه الأحد عشر - بأنواع التعريف ، وكان مما قاله في آخر خطبة خطبها :
« يا معشر المهاجرين والأنصار ! ومن حضرني في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه ، من الجنّ والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب : ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه . فيه النّور ، والهدى ، والبيان ، ما فرّط اللّه فيه من شيء ، حجة اللّه لي عليكم . وخلّفت فيكم العلم الأكبر ، علم الدين ، ونور الهدى ، وصيّي : علي بن أبي طالب ، ألا وهو حبل اللّه ، فاعتصموا به جميعا ، ولا تفرقوا عنه ، {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
أيّها الناس ! هذا عليّ بن أبي طالب ، كنز اللّه ، اليوم وما بعد اليوم ، من أحبّه وتولّاه اليوم وما بعد اليوم ، فقد أوفى بما عاهد عليه ، وأدّى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم ، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ ، لا حجّة له عند اللّه .
أيّها الناس ! لا تأتوني غدا بالدنيا ، تزفّونها زفّا ، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء ، مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم ، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في رقابكم .
ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات ، قد سمّاهم اللّه في كتابه ، وعرّفتكم ، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم ، ولكنّي أراكم قوما تجهلون . لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين ، متأوّلين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السّنّة بالهوى ؛ لأنّ كل سنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل .
القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة . وهو وليّ الأمر بعدي ، ووارث علمي وحكمتي ، وسرّي وعلانيتي ، وما ورّثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورث ، فلا يكذبنّكم أنفسكم .
أيّها الناس ! اللّه اللّه في أهل بيتي ؛ فإنّهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ؛ عليّ أخي ، ووارثي ، ووزيري ، وأميني ، والقائم بأمري ، والموفي بعهدي على سنّتي . أوّل النّاس بي إيمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم لي لقاءا يوم القيامة ، فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوما إمامة عمياء ، وفي الأمة من هو أعلم ، فقد كفر .
أيّها النّاس ! ومن كانت له قبلي تبعة فيما أنا ، ومن كانت له عدة ، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب ، فإنّه ضامن لذلك كلّه ، حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة »[3] .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|