المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حق التمتع بالأمن
18-7-2017
الصفات الريولوجية Rheological Characters
5-12-2019
فساد صوم المرأة ووجوب الكّفارة عليها بالجماع مع المطاوعة
15-12-2015
احتجاج المامون
3-1-2020
خطوات البحث العلمي - جمع المواد والمعلومات
23-4-2018
اوصاف المنافقين
2023-09-18


نماذج من تراث سيّد المرسلين "ص" : مصادر التشريع  
  
1911   05:53 مساءً   التاريخ: 9-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص225-227
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

لقد رسم خاتم الرسل ( صلّى اللّه عليه واله ) للناس جميعا طريق السعادة الحقيقية وضمن لهم الوصول إليها فيما إذا التزموا بالتعليمات التي بيّنها لهم . ويتلخّص طريق السعادة عند الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالتمسك بأصلين أساسيين لا غنى بأحدهما عن الآخر وهما الثقلان ، حيث قال :

« أيّها النّاس ! إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا : كيف تخلّفوني فيهما ؟ فإن اللّطيف الخبير نبّأني : أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لا تسبقوهم فتفرّقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم ، فإنهم أعلم منكم .

أيّها الناس ! لا ألفينّكم بعدي كفّارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار .

ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله »[1].

القرآن ودوره المتميّز :

وأفصح النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) تبليغ بيانه عن عظمة القرآن الكريم مبيّنا دوره في الحياة وقيمة التمسك التامّ به حيث خاطب عامّة البشرية قائلا :

« أيّها الناس ! إنكم في دار هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار ، والشمس والقمر ، يبليان كل جديد ، ويقرّبان كلّ بعيد ، ويأتيان بكل وعد أعلام الهداية، ووعيد ، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز . إنّها دار بلاء وابتلاء ، وانقطاع وفناء ، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق . من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار ، ومن جعله الدليل يدلّه على السبيل . وهو كتاب فيه تفصيل ، وبيان وتحصيل . هو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم اللّه ، وباطنه علم اللّه تعالى ، فظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له تخوم ، وعلى تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويتخلّص من نشب ؛ فإن التفكّر حياة قلب البصر ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور ، فعليكم بحسن التخلّص ، وقلة التربص »[2].

أهل البيت ( عليهم السّلام ) أركان الدين

وعرّف الرسول الخاتم ( صلّى اللّه عليه واله ) الثقل الكبير - أي أهل بيت الرسالة :

علي وبنوه الأحد عشر - بأنواع التعريف ، وكان مما قاله في آخر خطبة خطبها :

« يا معشر المهاجرين والأنصار ! ومن حضرني في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه ، من الجنّ والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب : ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه . فيه النّور ، والهدى ، والبيان ، ما فرّط اللّه فيه من شيء ، حجة اللّه لي عليكم . وخلّفت فيكم العلم الأكبر ، علم الدين ، ونور الهدى ، وصيّي : علي بن أبي طالب ، ألا وهو حبل اللّه ، فاعتصموا به جميعا ، ولا تفرقوا عنه ، {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].

أيّها الناس ! هذا عليّ بن أبي طالب ، كنز اللّه ، اليوم وما بعد اليوم ، من أحبّه وتولّاه اليوم وما بعد اليوم ، فقد أوفى بما عاهد عليه ، وأدّى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم ، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ ، لا حجّة له عند اللّه .

أيّها الناس ! لا تأتوني غدا بالدنيا ، تزفّونها زفّا ، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء ، مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم ، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في رقابكم .

ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات ، قد سمّاهم اللّه في كتابه ، وعرّفتكم ، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم ، ولكنّي أراكم قوما تجهلون . لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين ، متأوّلين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السّنّة بالهوى ؛ لأنّ كل سنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل .

القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة . وهو وليّ الأمر بعدي ، ووارث علمي وحكمتي ، وسرّي وعلانيتي ، وما ورّثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورث ، فلا يكذبنّكم أنفسكم .

أيّها الناس ! اللّه اللّه في أهل بيتي ؛ فإنّهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ؛ عليّ أخي ، ووارثي ، ووزيري ، وأميني ، والقائم بأمري ، والموفي بعهدي على سنّتي . أوّل النّاس بي إيمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم لي لقاءا يوم القيامة ، فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوما إمامة عمياء ، وفي الأمة من هو أعلم ، فقد كفر .

أيّها النّاس ! ومن كانت له قبلي تبعة فيما أنا ، ومن كانت له عدة ، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب ، فإنّه ضامن لذلك كلّه ، حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة »[3]  .

 


[1] أعيان الشيعة : 2 / 226 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 101 - 102 .

[2] تفسير العياشي : 1 / 2 - 3 ، كنز العمّال : 2 / 288 ، الحديث 4027 .

[3] آخر خطبة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . راجع بحار الأنوار : 22 / 484 - 487 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.