المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ماذا تعرف عن عبيد النمل Ant Slaves؟
3-3-2021
Differential-Algebraic Equation
26-12-2018
الجهاز التنفسي في الحلم الاحمر Respiratory System
13-7-2021
Fast Fission Factor, (ε)
17-4-2017
Vowels FLEECE
2024-03-21
سقوط فوقاس وقيام هرقل.
2023-10-16


اهتمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بزواج الزهراء ( عليها السّلام )  
  
1479   05:18 مساءً   التاريخ: 30-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص136-138
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017 3872
التاريخ: 17-5-2017 3388
التاريخ: 16-12-2014 3222
التاريخ: 16-12-2014 3036

حلّت الزهراء من قلب النبي المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) المنزلة الرفيعة إذ كان يجد فيها السلوة والعزاء ، والصورة الطيبة التي تركتها خديجة ( عليها السّلام ) ، والذرية الطاهرة .

وشاركت الزهراء ( عليها السّلام ) النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) هموم الرسالة وعملت كثيرا للتخفيف عنه حتى قال عنها : « إنها أم أبيها » .

وحين بلغت الزهراء ( عليها السّلام ) في بيت النبوة مبلغ النساء وقد نهلت من معين النبوة وسلسبيل الرسالة خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يردّهم بحكمة ردّا جميلا بقوله : إني انتظر فيها القضاء أو يقول : أنتظر أمر السماء[1].

وفرح النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بتقدم عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) لخطبة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) وقال له : أبشرك يا عليّ فإن اللّه عزّ وجلّ قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الأرض ، وقد هبط عليّ من قبل أن تأتيني ملك من السماء فقال : يا محمد إن اللّه - عزّ وجلّ - اطّلع إلى الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه فبعثك برسالته ، ثم اطّلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا وصاحبا وختنا فزوّجه ابنتك فاطمة ( عليها السّلام ) ، وقد احتفلت بذلك ملائكة السماء . يا محمد إن اللّه - عزّ وجلّ - أمرني أن آمرك أن تزوّج عليا في الأرض فاطمة ، وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين خيّرين فاضلين في الدنيا والآخرة[2].

وأمام جمع من المهاجرين والأنصار أجرى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عقد الزواج لقاء مهر يسير ليجعله سنّة تقتدي به الأمة . وحين وضع أثاث بيت الزهراء ( عليها السّلام ) بين يدي الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وكان أكثر أوعيته من الخزف دمعت عيناه وهو يقول :

اللهم بارك لأهل بيت جلّ آنيتهم من الخزف[3] وأبدى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اهتماما بالغا في زواج ابنته الزهراء ( عليها السّلام ) في كل تفاصيله ، وقد تجلت ناحية من نواحي اهتمامه ( صلّى اللّه عليه واله ) بذلك في دعائه للزوجين يوم الزفاف إذ قال : « اللهم اجمع شملهما وألّف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنّة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيّبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما رضيت » .

وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) أيضا : « يا ربّ إنك لم تبعث نبيا إلّا وقد جعلت له عترة اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة » ثم قال : « طهّركما اللّه وطهّر نسلكما ، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما »[4].

 


[1] حياة النبي وسيرته : 1 / 309 ، نقلا عن المنتقى للكازروني اليماني .

[2] كشف الغمة : 1 / 356 - 358 .

[3] كشف الغمة : 1 / 359 .

[4] كشف الغمة : 1 / 362 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 355 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.