المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4890 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تدوين السنه واثرها على التدوين التأريخي ايام ابو بكر وعمر
11-10-2018
Möbius Ladder
22-3-2022
المعرفة
16-10-2014
سوسة البطيخ Melon weevil
31-3-2018
تصنيع مركبات الفلور
11-10-2016
André Weil
15-10-2017


القول في معنى النبي والرسول‏‏ والمسائل التي يبحث عنها في النبوة  
  
1173   11:39 مساءاً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص371- 374
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / اثبات النبوة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015 1027
التاريخ: 2-08-2015 1106
التاريخ: 3-08-2015 1714
التاريخ: 11-4-2017 1056

اعلم أنّ قولنا «نبيّ» اسم لمن علت منزلته وارتفع قدره لقيامه بأعباء الرسالة والعزم على أدائها إذ كان من البشر، ولم يكن أداؤه بواسطة بشر. وإنما قلنا ذلك لأنّه مشتق من النباوة التي هي الارتفاع، بدلالة قول الشاعر:

                           لأصبح رثما دقاق الحصى        مكان النبيّ من الكاتب

تقدير البيت: لأصبح مكان النبيّ من الكاتب مدقوق الحصى، مرثومه أراد به المرتفع من الأرض، والكاثب. وإنّما قيّدنا بقولنا: «إذا كان من البشر»، لأنّ الملك لا يسمّى نبيّا وإن كان رسولا، والتقييد بقولنا «و لم يكن أداؤه بواسطة بشر»، هو لأنّه لو أدّى بواسطة بشر، كعمّال النبيّ وولاته، لم يسمّ نبيّا وهذا اللفظ يستعمل مشددا غير مهموز. ويستعمل مهموزا غير مشدّد.

فإذا استعمل مشدّدا غير مهموز فهو من النباوة التي هي الارتفاع... وإذا كان مهموزا فهو من النبأ الذي هو الخبر، ولا يجري هذا اللفظ على النبيّ، عليه السّلام، مهموزا وإن حصل فيه معناه الذي هو الإنباء والإخبار، لأنّه كان، عليه السلام، ينبئ ويخبر عن اللّه تعالى وعن الغيوب. لما روي عنه، عليه السلام، أنّه سمع رجلا يقول له يا نبي‏ء اللّه، فقال: لست نبي‏ء اللّه، إنّما أنا نبيّ اللّه، ولما روي عنه، عليه السلام، أيضا انّه قال: «لا تنبزوا باسمي»، أي لا تهمزوه.  

وأمّا الرسول فهو من حمّل رسالة ليؤدّيها إلى الغير بشرط أن يكون قد قبل الرسالة لأنّه لو لم يقبلها لم يسمّ رسولا، ولا بدّ من مرسل، ومرسل إليه، ومن رسالة تحمّلها. وهذا اللفظ إذا اطلق فانّه لا يفهم منه إلّا رسول اللّه في العرف، وإذا اريد به غيره فلا بدّ من أن يقيّد فيقول: رسول السلطان أو الخليفة أو غيرهما، هذا، كما أنّ الربّ إذا اطلق فانّه لا يفهم منه إلّا اللّه تعالى، وإذا اريد به غير اللّه تعالى، فلا بدّ من أن يقيّد، فيقال: ربّ الدار وربّ الضيعة.

والفرق بين النبيّ والرسول، هو: أنّ النبيّ لا يكون إلّا من البشر، والرسول يكون من البشر ومن غير البشر. قال اللّه تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ} [هود: 77] و{رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} [هود: 69] أراد به الملائكة. فافتراقهما هو افتراق العامّ والخاصّ، إذ لفظ الرسول أعمّ، ولفظ النبيّ أخصّ، فكلّ نبيّ رسول، وليس كلّ رسول نبيّا.

واعلم انّ الكلام في النبوّة يدخل تحته ثلاث مسائل:

إحداها: الكلام في حسن البعثة والردّ على البراهمة، ويدخل فيه الكلام في إمكان البعثة، والطريق إلى معرفة صدق النبيّ ونبوّته من المعجزات أو ما يقوم مقامه، والفصل بين المعجز والسحر والحيل، وجواز ظهور المعجز على غير النبيّ واختصاصه بالنبيّ. ويتبعه الكلام في صفات النبيّ.

والثانية. الكلام في جواز النسخ والردّ على من أنكره من اليهود.

والثالثة: الكلام في نبوّة نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه وعلى آله وإن كانت المسألة الثالثة تدخل تحتها المسألتان الأولى والثانية. لأنّا متى أثبتنا نبوّة نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه وآله ثبت بنبوّته حسن البعثة وجواز النسخ. وذلك لأنّه لو لم‏ تحسن بعثة الأنبياء لما بعثه اللّه تعالى، ولو لم يجز نسخ الشرائع لما نسخ اللّه تعالى بشريعته سائر الشرائع...

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.