القول في معنى النبي والرسول والمسائل التي يبحث عنها في النبوة |
1173
11:39 مساءاً
التاريخ: 2-08-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015
1027
التاريخ: 2-08-2015
1106
التاريخ: 3-08-2015
1714
التاريخ: 11-4-2017
1056
|
اعلم أنّ قولنا «نبيّ» اسم لمن علت منزلته وارتفع قدره لقيامه بأعباء الرسالة والعزم على أدائها إذ كان من البشر، ولم يكن أداؤه بواسطة بشر. وإنما قلنا ذلك لأنّه مشتق من النباوة التي هي الارتفاع، بدلالة قول الشاعر:
لأصبح رثما دقاق
الحصى
مكان النبيّ من الكاتب
تقدير البيت: لأصبح مكان النبيّ من الكاتب مدقوق الحصى،
مرثومه أراد به المرتفع من الأرض، والكاثب. وإنّما قيّدنا بقولنا: «إذا كان من
البشر»، لأنّ الملك لا يسمّى نبيّا وإن كان رسولا، والتقييد بقولنا «و لم يكن
أداؤه بواسطة بشر»، هو لأنّه لو أدّى بواسطة بشر، كعمّال النبيّ وولاته، لم يسمّ
نبيّا وهذا اللفظ يستعمل مشددا غير مهموز. ويستعمل مهموزا غير مشدّد.
فإذا استعمل مشدّدا غير مهموز فهو من النباوة التي هي
الارتفاع... وإذا كان مهموزا فهو من النبأ الذي هو الخبر، ولا يجري هذا اللفظ على
النبيّ، عليه السّلام، مهموزا وإن حصل فيه معناه الذي هو الإنباء والإخبار، لأنّه
كان، عليه السلام، ينبئ ويخبر عن اللّه تعالى وعن الغيوب. لما روي عنه، عليه
السلام، أنّه سمع رجلا يقول له يا نبيء اللّه، فقال: لست نبيء اللّه، إنّما أنا
نبيّ اللّه، ولما روي عنه، عليه السلام، أيضا انّه قال: «لا تنبزوا باسمي»، أي لا
تهمزوه.
وأمّا الرسول فهو
من حمّل رسالة ليؤدّيها إلى الغير بشرط أن يكون قد قبل الرسالة لأنّه لو لم يقبلها
لم يسمّ رسولا، ولا بدّ من مرسل، ومرسل إليه، ومن رسالة تحمّلها. وهذا اللفظ إذا
اطلق فانّه لا يفهم منه إلّا رسول اللّه في العرف، وإذا اريد به غيره فلا بدّ من
أن يقيّد فيقول: رسول السلطان أو الخليفة أو غيرهما، هذا، كما أنّ الربّ إذا اطلق
فانّه لا يفهم منه إلّا اللّه تعالى، وإذا اريد به غير اللّه تعالى، فلا بدّ من أن
يقيّد، فيقال: ربّ الدار وربّ الضيعة.
والفرق بين النبيّ والرسول، هو: أنّ النبيّ لا يكون إلّا
من البشر، والرسول يكون من البشر ومن غير البشر. قال اللّه تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ
رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ} [هود: 77] و{رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى}
[هود: 69] أراد به الملائكة. فافتراقهما هو افتراق
العامّ والخاصّ، إذ لفظ الرسول أعمّ، ولفظ النبيّ أخصّ، فكلّ نبيّ رسول، وليس كلّ
رسول نبيّا.
واعلم انّ الكلام في النبوّة يدخل تحته ثلاث مسائل:
إحداها: الكلام في حسن البعثة والردّ على البراهمة، ويدخل
فيه الكلام في إمكان البعثة، والطريق إلى معرفة صدق النبيّ ونبوّته من المعجزات أو
ما يقوم مقامه، والفصل بين المعجز والسحر والحيل، وجواز ظهور المعجز على غير
النبيّ واختصاصه بالنبيّ. ويتبعه الكلام في صفات النبيّ.
والثانية. الكلام في جواز النسخ والردّ على من أنكره من
اليهود.
والثالثة: الكلام في نبوّة نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه
وعلى آله وإن كانت المسألة الثالثة تدخل تحتها المسألتان الأولى والثانية. لأنّا
متى أثبتنا نبوّة نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه وآله ثبت بنبوّته حسن البعثة وجواز
النسخ. وذلك لأنّه لو لم تحسن بعثة
الأنبياء لما بعثه اللّه تعالى، ولو لم يجز نسخ الشرائع لما نسخ اللّه تعالى
بشريعته سائر الشرائع...
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|