المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



مكارم اخلاق الامام العسكري سبب بتوبة المذنبين  
  
5432   04:26 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص524- 527
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

روي في بحار الأنوار نقلا عن تاريخ قم انّه روى عن مشايخ قم انّ الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) كان بقم يشرب الخمر علانية فقصد يوما لحاجة باب احمد بن اسحاق الأشعري وكان وكيلا في الأوقاف بقم فلم يأذن له ورجع إلى بيته مهموما ؛ فتوجّه أحمد بن اسحاق إلى الحج فلمّا بلغ سرّ من رأى استأذن على أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) فلم يأذن له فبكى أحمد لذلك طويلا وتضرّع حتى أذن له ؛ فلمّا دخل قال: يا ابن رسول اللّه لم منعتني الدّخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك ؟

قال (عليه السلام) : لأنّك طردت ابن عمّنا عن بابك فبكى أحمد وحلف باللّه انّه لم يمنعه من الدخول عليه الّا لأن يتوب من شرب الخمر قال: صدقت ولكن لا بدّ عن إكرامهم واحترامهم على كلّ حال وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين .

فلمّا رجع احمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان الحسين معهم فلمّا رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس فاستغرب الحسين ذلك منه و استبدعه وسأله عن سببه فذكر له ما جرى بينه وبين العسكريّ (عليه السلام) في ذلك ؛ فلمّا سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منها ورجع إلى بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها وصار من الأتقياء المتورّعين والصّلحاء المتعبّدين وكان ملازما للمساجد معتكفا فيها حتى أدركه الموت ودفن قريبا من مزار فاطمة (رضي اللّه عنهما) .

يقول المؤلف: جاء في تاريخ قم انّ السيد أبا الحسن المذكور اوّل من جاء إلى قم من السادة الحسينية فلمّا مات دفن في مقبرة بابلان وتتصل قبته بقبة فاطمة بنت موسى (عليه السلام) من واجهة البلدة ؛ واعلم انّه حكي ما يشابه هذه الحكاية عن عليّ بن عيسى الوزير حيث قال: كنت أحسن إلى العلوية وأجري على كلّ منهم في السنة بمدينة السلام ما يكفيه لطعامه وكسوته وكفاية عياله وافعل ذلك عند استقبال شهر رمضان إلى انسلاخه وكان في جملتهم شيخ من أولاد موسى بن جعفر بن محمد الباقر (عليه السلام) وكنت أجرى عليه في كلّ سنة خمسة آلاف درهم .

قال: واتّفق انّي عبرت يوما في الشتاء فرأيته سكرانا طافحا  قد تقيأ وتلطخ بالطين وهو على أقبح حال في وسط الشارع فقلت في نفسي: أعطي مثل هذا الفاسق كلّ سنة خمسة آلاف درهم ينفقها في معصية اللّه تعالى لأمنعنّه رسمه الجاري من هذه السنة قال: فلمّا دخل شهر رمضان حضرني الشيخ المذكور ووقف بباب الدار فلمّا انتهيت إليه سلّم عليّ وطالبني بالرسم فقلت: لا ولا كرامة ولا أدفع إليك مالي حتى تنفقه في معصية اللّه تعالى أ ما رأيتك في الشتاء وأنت سكران؟ انصرف إلى منزلك ولا تعد الي بعد هذا ؛  قال: فلمّا نمت تلك الليلة رأيت النبي (صلى الله عليه واله) في المنام وقد اجتمع إليه الناس قال: فتقدمت إليه فأعرض عنّي فشق عليّ ذلك و ساءني فقلت: يا رسول اللّه هذه مع كثرة احساني مع أولادك وبرّي لهم وكثرة صلاتي عليك فكافيتني بان تعرض عنّي ؟

فقال (صلّى اللّه عليه وآله) : بلى لم رددت ولدي فلانا عن بابك أقبح رد وخيّبته وقطعت جائزته كلّ سنة؟

فقلت: لانّي رأيته على فاحشة ووصفت الحال وقلت: إنمّا امتنعت من جائزته لئلّا أعينه على معصية اللّه تعالى فقال: أ كنت تعطيه ذلك لأجله أو لأجلي؟ قال: فقلت: بلى لأجلك قال: فكنت سترت عليه ما وقع منه لأجلي ولكونه من جملة أحفادي فقال: حبا وكرامة وعزازة فانتبهت من المنام فلمّا اصبحت ارسلت في طلب ذلك الشيخ فلمّا انصرفت من الديوان ودخلت الدار أمرت بادخاله وتقدمت إلى الغلام بان يحمل إليه عشرة آلاف درهم في كيسين وقربته وأكرمته وقلت: إن أعوزك شي‏ء آخر فعرفنى وصرفته مسرورا .

 فلمّا وصل إلى الدار عاد إليّ وقال: أيّها الوزير ما سبب إبعادك لي بالأمس وتقريبك ايّاي اليوم واضعافك عطيتي؟ فقلت: ما كان الّا خيرا فانصرف راشدا فقال: واللّه لا انصرف حتى أقف على القصة قال: فأخبرته بها وبما رأيت في المنام قال: فدمعت عيناه وقال: نذرت للّه نذرا واجبا انّي لا أعود إلى مثل ما رأيتني عليه ولا أرتكب معصية أبدا وأحوج جدّي أن يحاجك من جهتي ثم تاب وحسنت توبته‏ .

 يقول المؤلف: إنّ شرب الخمر من المعاصي الكبيرة بل روي انّ اللّه جعل للشر أقفالا وجعل مفاتيح تلك‏ الأقفال الشراب‏ .

وفي رواية انّ أبا عبد اللّه (عليه السلام) قال في حرمة شرب الخمر: حرّمها لأنّها أمّ الخبائث ورأس كلّ شرّ يأتي على شاربها ساعة يسلب لبّه فلا يعرف ربّه ولا يترك معصية الّا ركبها ولا حرمة الّا انتهكها ولا رحما ماسة الّا قطعها ولا فاحشة الّا أتاها والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد وينقاد حيثما قاده‏ .

وفي رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال: شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التي حرّم اللّه الّا بالحق وفي الشرك أفاعيل الخمر تعلو على كلّ ذنب كما تعلو شجرتها على كلّ شجرة وفي روايات كثيرة انّ مدمن الخمر كعابد الوثن‏  وانّه لا يكون أمينا وانّه لا يجوز مصادقته‏  ومجالسته‏  ونهي عن تزويجه وعدم عيادته وعدم تشييع جنازته وعدم تصديق كلامه‏  وشارب الخمر لا تقبل صلاته إلى أربعين يوما  ولا تصل شفاعة النبي (صلى الله عليه واله) إليه ولا يرد على الحوض ويسقى من طينة الخبال وهي القيح الذي يخرج من فروج الزناة .

يقول المؤلف: والروايات في هذا الباب اكثر من أن تحصى والمفاسد والأضرار الحاصلة من شرب المسكرات لا تحتاج إلى بيان فلذا نقل انّ كثيرا من دول اوروبا حكمت بمنع استعمال‏

المسكرات ونقل انّ بعض جرائدهم وصحفهم كتبت فيها معايب ومضار المسكرات منها:

 إنّ أحسن الشراب هو الماء الخالص العذب وما يجوّزه الأطبّاء في بعض الدول من مزج قليل من المسكر مع الماء لرفع ثقله لعدم وجود الماء العذب والصافي أو مراعاة لمقتضيات الجو فنحن نعتقد بانّ هذا الماء غير العذب أحسن وأفضل ولا فائدة في شرب المسكر الّا لمرض يستلزم شربه وجميع المسكرات تضرّ الجسم ولقد أطنب العلماء في الكلام حول أضرار المسكر وكما انّه لا يتوقّع الدواء من لسع العقرب فكذلك لا تتصوّر الفائدة من المسكر فحيثما صار السمّ دواء صار شرب المسكر ذا نفع وإذا علم الانسان السليم بكنه مضرّته يمتنع من شربه بحكم فطرته وان كانت الحياة في كلّ قطرة منه شارب الخمر يؤخّر عمل اليوم الى الغد ويصرف نفقة الغد في اليوم مضافا إلى سائر المفاسد الحاصلة من شربه كاشتهار العائلة الكريمة بالسوء وتخريب الكثير من العوائل وما شاكل فلو نظرنا بعين التدبر والانصاف لرأينا انّ شيوع استعمال المسكر هو السبب لظهور بعض الأمراض المهلكة حيث أننا لا نشاهد بعض الامراض في الدول التي لا وجود للمسكرات فيها أو يمنع استعماله للدين الحاكم على تلك الدولة بل نرى القوّة والنشاط في أهاليها وعلى كل حال فان بالامكان التحدّث كثيرا حول هذا الموضوع لكن المقام لا يسعه التطويل .

روي عن أبي السهل البلخي انّه قال: كتب رجل إلى أبي محمد (عليه السلام) يسأله الدعاء لوالديه وكانت الأم غالية والأب مؤمنا فوقّع: رحم اللّه والدك  وكتب آخر يسأل الدعاء لوالديه وكانت الأم مؤمنة والأب ثنويا فوقّع: رحم اللّه والدتك والتاء منقوطة أي والدتك بالتاء كي لا يقرأ بالياء فيصير والديك‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.