أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
3875
التاريخ: 31-07-2015
3599
التاريخ: 31-07-2015
4289
التاريخ: 31-07-2015
5433
|
قال أبو هاشم الجعفري كنت عند أبي محمد (عليه السلام) فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فدخل رجل جميل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبومحمد هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة في جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه وطبعها فانطبع وكأني أقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني ما رأيته قط قبل هذا فقال لا والله وإني منذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال قم فادخل فدخلت ثم نهض وهو يقول رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده (صلوات الله عليهم أجمعين) وإليك انتهت الحكمة والإمامة وأنك والله لا عذر لأحد في الجهل به فسألت عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم بها أمير المؤمنين وقال أبو هاشم الجعفري في ذلك :
بدرب الحصى مولى لنا يختم الحصى له الله أصفى بالدليل وأخلصا
وأعطاه آيات الإمامة كلها كموسى وفلق البحر واليد والعصا
وما قمص الله النبيين حجة ومعجزة إلا الوصيين قمصا
فمن كان مرتابا بذاك فقصره من الأمر أن يتلو الدليل ويفحصا
قال أبوعبد الله بن عياش هذه أم غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة وهي أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية والثالثة التي طبع فيها رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فهي أم سليم وكانت وارثة الكتب ولكل واحدة منهم خبر .
وحدث أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت في الحبس المعروف بحبس حسيس في الجوسق الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان و فلان إذ دخل علينا أبومحمد الحسن وأخوه جعفر فخففنا له وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنه علوي قال فالتفت أبومحمد فقال لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال أبومحمد هذا ليس منكم فاحذروه فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة وكان الحسن (عليه السلام) يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة وكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر والله به أحد ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر فتبسمت فقال ما يضحك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه فقلت صدق الله ورسوله وأنتم فقال لي أفطر ثلاثا فإن المنة لا ترجع إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال يا سيدي أحمل فطورك فقال احمل وما أحسب أنا نأكل منه فحمل الغلام الطعام للظهر وأطلق عنه عند العصر وهو صائم وقال كلوا هنأكم الله قال وكان مرضه الذي توفي فيه في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وتوفي (عليه السلام) يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر وخلف ولده الحجة القائم المنتظر لدولة الحق وكان قد أخفى مولده لشدة طلب السلطان له واجتهاده في البحث عنه وعن أمره فلم يره إلا الخواص من شيعته على ما نذكره بعد وتولى أخوه جعفر أخذ تركته وسعى إلى السلطان بمخلفيه كما تقدم فيما أورده الشيخ المفيد رحمه الله تعالى.
قلت مناقب سيدنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري دالة على أنه السري بن السري فلا يشك في إمامته أحد ولا تمتري واعلم أنه متى بيعت مكرمة أو اشتريت فسواه بايعها وهو المشتري يضرب في السورة والفخار بالقداح الفائزة وإذا أجيز كريم للشرف والمجد فاز بالجائزة واحد زمانه غير مدافع ونسيج وحده غير منازع وسيد أهل عصره وإمام أهل دهره فالسعيد من وقف عند نهيه وأمره فله العلاء الذي علا على النجوم الزاهرة والمحتد الذي قرع العظماء عند المنافرة والمفاخرة والمنصب الذي ملك به معادتي الدنيا والآخرة فمن الذي يرجو اللحاق بهذه الخلال الفاخرة والمزايا الظاهرة والأخلاق الشريفة الطاهرة أقواله سديدة وأفعاله رشيدة وسيرته حميدة وعهوده في ذات الله وكيدة فالخيرات منه قريبة والشرور عنه بعيدة إذا كان أفاضل زمنه قصيدة كان بيت القصيدة وإن انتظموا عقدا كان مكان الواسعة والفريدة وهذه عادة قد سلكها الأوائل وجرى على منهاجها الأفاضل وإلا كيف تقاس النجوم بالجنادل وأين فصاحة قس من فهاهة باقل فارس العلوم الذي لا يجارى ومبين غامضها فلا يجادل ولا يماري كاشف الحقائق بنظره الصائب مطهر الدقائق بفكره الثاقب المطلع بتوقيف الله على أسرار الكائنات المخبر بتوفيق الله عن الغائبات المحدث في سره بما مضى وبما هو آت الملهم في خاطره بالأمور الخفيات الكريم الأصل والنفس والذات صاحب الدلائل والآيات والمعجزات مالك أزمة الكشف والنظر مفسر الآيات مقرر الخبر وارث السادة الخير ابن الأئمة أبو المنتظر فانظر إلى الفرع والأصل وجدد النظر واقطع بأنهما (عليهما السلام) أضوأ من الشمس وأبهى من القمر وإذا تبين زكاء الأغصان تبين طيب الثمر فأخبارهم ونعوتهم (عليه السلام) عيون التواريخ وعنوان السير
شرف تقادم كابر عن كابر كالرمح أنبوبا على أنبوب
ووالله أقسم قسما برا أن من عد محمدا جدا وعليا أبا وفاطمة أما والأئمة آباء والمهدي ولدا لجدير أن يطول السماء علاء وشرفا والأملاك سلفا وذاتا وخلفا والذي ذكرته من صفاته دون مقداره فكيف لي باستقصاء نعوته وأخباره ولساني قصير وطرف بلاغتي حسير فلهذا يرجع عن شأن وصفاته كليلا ويتضاءل لعجزه وقصوره وما كان عاجزا ولا ضئيلا وذنبه أنه وجد مكان القول ذا سعة فما كان قئولا ورأى سبيل الشرف واضحا وما وجد إلى حقيقة مدحه سبيلا فقهقر وكان من شأنه الإقدام وأحجم مقرا بالقصور وما عرف منه الإحجام ولكن قوي الإنسان لها مقادير تنتهي إليها وحدود تقف عندها وغايات لا تتعداها يفنى الزمان ولا يحيط بوصفهم أ يحيط ما يفنى بما لا ينفد .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|