المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



نستجير بالله من جار السوء  
  
2566   01:55 صباحاً   التاريخ: 16-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص292ـ296
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كيف هي علاقاتكم مع الجيران؟ وكيف يتعامل جارك معك؟ أعرف أحد الإخوة يقوم بنفسه بتفقد جيرانه وزيارتهم حيث يقول لهم: إني في خدمتكم في كل الأوقات في الليل والنهار. أنا وسيارتي في خدمتكم. اطرقوا باب بيتي بدون خجل ونادوني وأيقظوني من نومي فإني أسرع لمساعدتكم بكل رغبة وحماس. من المؤكد أن جيران هذا الشخص ينامون ليلهم وهم في مزيد من الاستقرار والراحة والثقة والاطمئنان لأنهم يعرفون بأنه إذا ما حدث لهم أي طارئ أو وقع لهم أي حادث فإن هناك شخصاً يمكن الوثوق به والاعتماد عليه يقف مع سيارته في خدمتهم رغم أنه قد يمر عام كامل ولا يحدث لهم أي طارئ أو حادث يجعلهم يطلبون المساعدة من هذا الجار الطيب. فهل تعرف عزيزي القارئ من بين جيرانك شخصاً كهذا تثق به وتعتمد عليه في الملمات ويكون مستعدا لمساعدتك في أية لحظة وفي كل الظروف والأحوال؟ وهل حاولت أنت أن تقيم مثل هذه العلاقة الطيبة والوثيقة مع جيرانك؟ العلاقة مع الجيران الذين نعيش نحن وأسرنا بينهم وفي ظلهم. هذه العلاقة قد تكون بإحدى الصور التالية:

أ - علاقة لفظية كلامية: أي أن تكون علاقتنا مع الجيران مقتصرة على تبادل السلام والتحية وفي إطار العلاقات الروتينية دون أن يكون هناك تعاون على الصعيد العلمي معهم.

ب - علاقة تعاون ومساعدة: الجيران بإمكانهم ويستطيعون ذلك بل ومن الواجب عليهم مساعدة بعضهم البعض في مختلف أعمالهم وتقديم العون لهم لحل مشاكلهم وإقامة علاقات جوار تقوم على أساس التعاون والتكاتف. كما أن عليهم أن يجدوا ويجهدوا لمساعدة وخدمة بعضهم البعض حيث إن إقامة مثل هذه العلاقات هو واجب إلهي يقع على عاتق كل إنسان مدرك وواع. الإمام أمير المؤمنين قال في وصية أوصى بها أبناءه - وعي وصيته لنا جميعاً في كل زمان ومكان - [الله الله في جيرانكم فإنه وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورّثهم](1).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: [عليكم بحسن الجوار فإن الله عز وجل أمر بذلك](٢).

وقال الصادق عليه السلام أيضاً: [حسن الجوار يزيد في الرزق ويعمر الديار ويزيد في الأعمار](3).

وبالطبع فإن علاقات التعاون والمساعدة مع الجيران هي من أفضل العلاقات التي يمكن أن يقيمها جار مع جاره ولا سيما عندما يكون الجار يعاني من الفقر والحاجة أو المرض.

ج - العلاقة التي تقوم على أساس إيذاء الجار ومضايقته: ويحدث أحياناً أن تؤدتي علاقة الجار بجيرانه الاخرين إلى التسبب في إيذائهم ومضايقتهم وخلق المشاكل والصعوبات لهم، فبدل أن يكون الجار عوناً لجيرانه الذين يعيشون حوله ويرفع عن كاهلهم الأعباء والمشاكل ويخفف من آلامهم ومعاناتهم نراه يتهكم عليهم ويصرخ في وجوههم ويسلبهم الراحة والاستقرار أو يؤذي أطفال جيرانه الفقراء بروائح الأطعمة الشهية المتنوعة التي يطبخها في بيته حيث يجعلهم يتحسرون ويتلهفون على هذا الطعام أو يتابع بنظراته الحريصة والحاسدة تحركات جيرانه ويبحث عن عيوبهم وأخطائهم وهفواتهم ويسبب لهم الأذى والإزعاج والعناء والتعب لكثرة طلباته وتوقعاته منهم وهي توقعات ليست في محلها ولا هي مناسبة في توقيتها... وبطبيعة الحال فإن هذا التعامل هو من أقبح أنواع التعامل مع الجيران فالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول: [لا إيمان لِمَن لم يأمن جاره بوائقه](4).

وقال الإمام الرضا عليه السلام: [ليس منا من لم يأمن جاره بوائقه](5).

لعلكم تتساءلون في أنفسكم هل من الممكن أن يؤذي إنسان ولا سيما إذ كان إنساناً مسلماً - جاره؟ الجواب على هذا التساؤل تجده عزيزي القارئ في الرسالة التالية:

الرسالة:.. السلام عليكم... لقد اجريتم في إحدى حلقات برنامج «اسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الأسرة» مقابلة مع أسرة شريفة ونبيلة ذات أخلاق سامية. أسرة طيبة يتحلى أفرادها بالكثير من التضحية والإيثار على العكر تماما من أخلاق الشخص الذي اريد ان أحدثكم عنه في رسالتي هذه. أتذكر أنكم قلتم في احدى حلقات برنامجكم المذكور (لا تمدوا يد الحاجة إلى الاخرين ولا تكونوا عالة وعبئا عليهم ولا تطبوا منهم شيئاً الا عند الضرورة القصوى). وأتذكر أنكم قلتم (لا تضحوا بعزتكم وكرامتكم) وضربتم مثالاً على ذلك الشخص الذي يطلب من جاره كمية الأرز او السمن او ما شبه ذلك لقد سررت كثيراً لأنكم تطرقتم إلى هذا الموضوع وقلت في نفسي: (الحمد لله لقد حلت مشكلتي ولا بد أن صاحب البيت الذى أستأجره منه سوف يقلل غداً من طلباته مني ولا يأتي إلينا ويطرق بابنا بين دقيقة وأخرى يطلب منا شيئاً ما). ولكن خلافا لما كنت أتوقعه وأنتظره سمعت صاحب بيتنا في مساء اليوم التالي يناديني بصوت مرتفع ويطلب مني أن أعطيه بعض الأشياء.. عندها شعرت وكأن أحداً يضربني بالمطرقة على رأسي. يشهد الله لو كنتم مكاني لتعبتم ومللتم من هذا الوضع الذي أعيشه حيث يطرق بابنا في كل لحظة أو أسمع صوت جارنا وهو بنادي عليّ من شرفة الطبق العلوي في جميع الأوقات سواء في الليل أو في النهار أو وقت النوم والاستراحة حتى في منتصف الليل وعندما تتساقط الثلوج وفي الشتاء القارس، ليطلب منا بعض الأشياء، إن جارنا يطرق علينا الباب أحياناً وأنا أرضع طفلي او عندما يكون طفلي قد نام بعد طول عناء ومشقة أو عندما أكون منهمكة في غسل الملابس بل وحتى عندما أطفئ المصابيح استعدادا للنوم وأحياناً أكون نائمة وإذا بجارتي تناديني فتوقظ طفلي من النوم لتأمرني ان أعطيها كذا وكذا وكأنها الآمر الناهي... طبعا المضايقات التي يسببها لنا هذا الجار عديم الإحساس والشعور بل وعديم الفهم وكثير المطالب هي أكثر بكثير مما ذكرته ولا تستوعبها رسالتي هذه.

بالله عليكم أعذروني لأني أطلت عليكم الكلام. ولكن لشدة تعبي ومللي فإني اضطررت أن ألجا إليكم لكي تنصحوا قليلاً مثل هؤلاء الجيران وهؤلاء الأفراد، رغم أني واثقة من أنكم إذا ذهبتم مباشرة إلى بيت جارنا المذكور وقرعتم جرس بيته وطلبتم منه أن يكف عن مضايقة جاره وإزعاجه بكثرة الطلبات منه فإنه سينكر ذلك حيث يواصل بعدها تصرفاته القبيحة السابقة.

أيتها الأخت الكريمة! لا بأس أن تعرفي قبل كل شيء بأن كل جار عليه أن يتحمل إلى حد ما أذى وإزعاج جيرانه الآخرين. ولكن إذا أردت أن تقللي من أذاه ومضايقاته لك وتحدي من طلباته وتوقعاته منك فعليك اتباع الأساليب التالية:

١- حاولي في أقرب فرصة مناسبة أن تتحدثي مع جارتك وتطرحي معها الموضوع بكل محبة وهدوء وقولي لها: إني مستعدة لمساعدتك ولكن أنت أيضا عليك أن تراعي ظروفي ولا تطلبي مني إلا في حدود قدراتي وإمكانياتي...

٢- إذا تكلمت معها بهذه الطريقة عدة مرات ولم يؤثر معها حاولي تكليمها بلهجة أكثر حزماً وجدية ولا تلبي طلباتها بسرعة استخدمي أسلوب التسويف والمماطلة وإذا ما طرقت باب بيتك لتطلب منك شيئاً تأخري في فتح الباب له.

٣- عندما تزورك بصورة مفاجئة وغير متوقعة حافظي على هدوئك ولا تجيبي طلبها أو قولي لها: (سأعطيك ما طلبته يوم غد في الساعة الثامنة صباحا). واطلبي منها شيئاً ما لعلها تنتبه إلى خطئها وقبح عملها.

٤- وإذا لم ينفع معها كل هذا الصبر والحلم والصفح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليك أن تختاري الحل الأخير وهو أن تغادري هذا البيت وتنتقلي إلى مكان آخر واتركيها تعيش لوحدها مع شياطينها الذين يوسوسون لها ويجرونها نحو طريق الضلال. نعوذ بالله جميعاً من شر جار السوء.

فالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وآله يقول: [جارح السوء أعظم الضراء وأشذ البلاء](6).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره](7).

وقال صلى الله عليه وآله: [أعوذ بالله من جار سوءٍ في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخيرٍ ساءه وإن رآك بشرٍّ سرّه](8).

_________________________________________

(1) بحار الأنوار ج٧٤ ص ١٥٣ ، شرح نهج البلاغة ج١٧ ص ٥.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه.

(4) ميزان الحكمة ج٢ باب إيذاء الجار ص ١٩٣.

(5) المصدر السابق.

(6) غرر الحكم ودرر الكلم ، ميزان الحكمة ج٢ ص ١٩٣.

(7) المصدر السابق.

(8) ميزان الحكمة ،ج٢ ص١٩٢. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.