المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الزواج ضرورة الحياة ويجب تحقيق هذه الضرورة  
  
1986   11:18 صباحاً   التاريخ: 13-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص9ـ12
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022 2724
التاريخ: 2024-02-04 1410
التاريخ: 27-6-2018 1980
التاريخ: 14-1-2016 2326

الشعور بالوحدة هو شعور أو إحساس مؤلم جداً وإن المرأة والرجل كليهما يعانيان قبل الزواج من هذا الإحساس المرهق لكن الله سبحانه وتعالى جعل في وجود كل منهما جاذبية بالنسبة للآخر لكي يكونا معاً ويتخلصا من هذه الوحدة القاتلة وهذا الألم المرير وهذا النكد المتزايد ويعيشا إلى جانب بعضهما لبعض باستقرار وصفاء وسلامة ويساعد أحدهما الآخر من الناحية النفسية والعاطفية والجسدية ويكملا بعضهما البعض وينجبا الأبناء وينشغلا في مشاهدة بكائهم وضحكهم وقعودهم ومشيهم وتكلمهم ويلمسا بالتالي عجيب قدرة الباري تعالى في خلق الطفل - الذي هو ثمرة وجودهما ويجدا المفهوم والمعنى الحقيقي للحب ويجسدا ما بينهما من شوق بمحبة لطفلهما فلذة كبدهما، فينهمكا في السعي والعمل ويتحركا بكل سرعة ونشاط نحو الهدف السامي في الحياة والذي يتمثل في الوصول إلى الكمال المطلق ولقاء الباري تعالى.

إذن فإن الزواج يعتبر ضرورة من ضروريات الحياة ويجب تلبية هذه الضرورة والاستجابة لها وتجب مساعدة الشبان على الزواج من الفتيات الكفوءات والقنوعات وإنقاذهم من الوحدة ويجب أن لا نتشدد في موضوع الزواج ولا نضع العراقيل أمام الشباب ونتأخر في تزويجهم دون ما داع أو مبرر لذلك، لاحظوا ما جاء في هذه الرسالة التي وصلتنا من إحدى الأخوات:

الرسالة:.. في هذا العالم المليء بالصخب والضجيج أعيش وحيدة لا مؤنس ولا ملجأ لي إلا الله، أعرف أن علي أن لا أضايقكم ولكن ماذا أفعل؟ إذ ليس أمامي طريق آخر... لقد أمضيت من عمري اثنين وعشرين ربيعا والدي رجل صالح، ومتدين وطيب القلب ولكن والدتي في المقابل نقيض والدي، فهي امرأة فظة عنيفة تكلمني بالكثير من الكلام الجارح والمؤلم واللاذع حيث تجرح بكلامها هذا أحاسيسي ومشاعري. فهي تنتقد وتستهين بكل من يأتي لخطبتي وتتكلم بكلام تمنع بواسطته إتمام عملة الزواج، كما أن إخوتي يتدخلون أيضا ويضعون العقبات في طريق الصهر ويتذرعون بمختلف الحجج والذرائع ليحولوا دون زواجي منه. في فهم يقولون على سبيل المثال: إن هذا الشاب الذي جاء يطلب يدك ليست لديه وظيفة حكومية وبالتالي فإن مستقبله ليس واضحاً ولا يستطيع إدارة شؤون حياته.

وقبل فترة من الوقت جاء لخطتي شاب لطيف ومؤمن ومن أسرة متدينة، والدي وافق عليه ولكن والدتي وأحد إخوتي لم يوافقا عليه قائلين: إنه لا يناسبنا، لا يمتلك منزلا سكنيا ولا دخلا محترما... إنه لا يصلح لك.

والآن أنا جليسة الدار وكلّي أمل في أن أحظى بزوج صالح من ذوي التقوى والإيمان وأرجو من الله أن يشركني ويدخلني في جهاد المرأة العظيم ألا وهو حسن التبعّل وتربية الأبناء لكي لا أبقى وحيدة في هذه الحياة ولكن والدتي لا تدرك مشاعري وأحاسيسي وهي تقول لي: لا تقلقي فإذا لم يكن هذا الشاب من نصيبك فقد يكون نصيبك من شاب آخر. . .

الأمر الآخر الذي يؤلمني ويحز في نفسي هو أن كل من يأتي إلى بيتنا يسمعني كلاماً مؤلماً فمثلاً يقولون لي: إن الفتاة الفلاية قد تزوجت فلماذا لا يأتي شاب يتزوجك؟ وبهذا الكلام يبدأون تحقيري أمام الجميع.

فبالله عليكم! سعدوني من أجل مرضاة الله، وانصحوا إخوتي ووالدتي بالطريقة التي ترونها مناسبة لكي يكفوا عن اختلاق الذرائع والحجج ويتخلوا عن التشدد والعناد ويوافقوا على زواجي، يعلم الله أني لا أهتم لا بمظهر الشاب ولا بثروته ولا بعمره وسنه، لا أهتم بأي من هذه الأمور إلا بتدين الشاب الذي يتقدم لطلب يدي وأخلاقه الحسنة. . . أربد أن تساعدوني كما تساعدون إبنتكم.

ابنتكم التي تعاني من الوحدة. . .

أيتها الأم العزيزة!

يتضح جلياً أن ابنتك قد بلغت مرحلة كافية من النضج وهي مؤهّلة للقيام بمسؤولية الحياة الزوجية كما أنها تشعر بالحاجة للزواج، لذلك عليكم أن تلبوا حاجتها الغريزية هذه وتمهدوا لها سبيل الزواج وأن تكفوا عن طرح الحجج والأعذار الواهية، لأن الفتاة إذا تقدمت في السن فإن الزواج بعد ذلك سيفقد طراوته ونضارته ويمر ربيعه وعندها ستستغرق عملية التفاهم والوئام الخلقي بين الزوج والزوجة فترة زمنية أطول وسيكون تحقيق التقارب الروحي والمحبة بينهما أكثر صعوبة وأكثر بطئاً. كتب عليّ بن أسباط إلى أبي جعفر عليه السلام في أمر بناته وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه أبو جعفر عليه السلام: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك لله فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: [إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير](1).

ليس صواباً أن تقولوا للفتاة: «لا تقلقي إذا لم تتزوجي هذا الشاب فسوف يتقدم لخطبتك شاب غيره» فقد لا يأتي شاب آخر لخطبتها. أو قد يأتي لخطبتها شاب لا تتوفر فيه المقومات الأخلاقية والإيمانية أو لا يكون صادقاً وملتزماً من الناحية الدينية ولا إنساناً متفكراً.

ماذا يعني قولكم، إن هذا الشاب لا يليق بنا؟

«إنه لا يليق بنا» لا يناسبنا وليس كفواً لنا وليس مثلنا وبالطبع فإن المقصود الأساسي في هذا التماثل، هو الكفاءة واللياقة من حيث الإيمان والاعتقاد الديني وأيضاً من حيث السلوك الخلقي. حيث يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: [الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار](2).

واستنادا إلى هذا التفسير لكلمة «كفء» فقد بعث النبي صلى الله عليه وآله -جويبر - الذي لم يكن يملك مالاً ولا يحظى بجمال الشكل ولكنه كان مسلماً جديرا وصالحاً بعثه ليطلب يد «الدلفاء» ابنة زياد بن الوليد الذي كان رجلاً من الأشراف، وعندما أراد «زياد» أن يرفض تزويج هذا الشاب قال له النبي صلى الله عليه وآله: [يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمنة، والمسلم كفو المسلمة فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه](3) (اقرأوا تفاصيل هذه القصة الطويلة والمعبرة في كتاب «قصص الأبرار» للمرحوم الشهيد مطهري لكي تفهموا بشكل أفضل، معنى كلمة «كفء» والمقصود بـ «التماثل»). وفي ختام هذا البحث اريد أن أنبهكم وأنبه أبناءكم الأعزاء إلى هذه النقطة وهي أن ما هو لازم وضروري من الناحية الحقوقية لصحة عقد الزواج، موافقة البنت وإذن الوالد(4). طبعاً من الأفضل أن يتم تزويج الفتاة بموافقة وقبول جميع أفراد العائلة، شريطة أن يدرك إخوة الفتاة المتزوجون الذين تخلصوا من الوحدة، مشاعر أختهم العفيفة ويقبلوا بالشاب العفيف والكفؤ ذي الخلق الحسن ليكون صهراً لهم وليعلموا أن الزواج يزيد من نشاط وإرادة وفعالية الرجل كما أن الله سبحانه وتعالى يؤمّن الرزق لهذين الزوجين ويبارك في حياتهما المشتركة.

____________________________

(1) الوسائل، ج١٤ ، ص ٥٢، باب ٢٨ ح2.

(2) الوسائل، ج١٤ ،ص 52، باب ٢8ح1 ، وعنده يسار أي يكون وضعه المادي بشكل يستطيع معه أن يدير شؤون حياة بسيطة.

(3) الوسائل، ج14، ص43، باب 25 ح1 وللحديث صدر.

(4) القانون المدني، المادة ١٠٤٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.