أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-07-2015
3455
التاريخ: 2023-04-25
1426
التاريخ: 29-07-2015
3648
التاريخ: 2023-04-18
1224
|
الظروف المتأزّمة التي كان يعاني منها أئمّة الشيعة في عصر العباسيين دفعتهم إلى إيجاد آلية جديدة لإقامة الاتصال بأتباعهم ولم تكن هذه الآلية الجديدة إلاّ شبكة الاتصالات النيابية ونصب الوكلاء في البلدان المختلفة من قبل الإمام والهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو جمع الخمس والزكاة والنذور والهدايا من المناطق المختلفة من خلال الوكلاء ثمّ تحويلها إلى الإمام مضافاً إلى نقل أجوبة الإمام على الاستفسارات الفقهية والعقائدية للشيعة وتوجيههم سياسياً ؛ وقد كان لهذه الشبكة أو المنظمة تأثير كثير في تحقيق أهداف الإمام الذي كان خاضعاً لمراقبة شديدة في سامراء و قد سار في أمر نصب الوكلاء والنوّاب على خطا أبيه الإمام الجواد (عليه السلام) فنصب الوكلاء والنوّاب في مختلف المدن والمناطق وهكذا يكون قد أحدث شبكة ومنظمة اتصالات موجهة ومتناسقة تحقّق تلك الأهداف المذكورة آنفاً .
وصعّد عدم الاتصال المباشر بين الإمام وشيعته من دور الوكلاء الديني والسياسي لدرجة انّهم تحملوا مسؤولية أكبر في إدارة الأُمور وقد حصل الوكلاء على تجارب قيّمة في تنظيم وتعبئة الشيعة في المجالات المستقلة وتدلّ الوثائق التاريخية على أنّ الوكلاء كانوا يقسمون الشيعة حسب المناطق المختلفة إلى أربع مجموعات من النواحي الناحية الأُولى تشمل بغداد المدائن والكوفة والناحية الثانية تشمل البصرة والأهواز والناحية الثالثة قم وهمدان وأخيراً تشمل الناحية الرابعة الحجاز واليمن ومصر وكانت كلّ ناحية تمنح لوكيل مستقل يوظّف هو بدوره كوادر محليّين تحت إشرافه ويمكن ملاحظة أعمال المنظمة النيايية هذه في توجيهات الإمام الهادي لمدراء هذه المنظمة فقد روي أنّ الإمام قد كتب عام 232هـ رسالة إلى علي بن بلال وكيله المحليّ في بغداد: إنّي أقمت أبا علي مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد وقد اعلم أنّك شيخ ناحيتك فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحق قبلك وأن تخص مواليّ على ذلك وتعرّفهم من ذلك ما يصير سبباً إلى عونه وكفايته ؛ وكتب الإمام في رسالة أُخرى إلى أحد وكلائه باسم أيّوب بن نوح : وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الإكثار بينك و بين أبي علي وأن يلزم كلّ واحد منكما ما وكّل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته فإنّكم إذا انتهيتم إلى كلّ ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي وأن لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئاً يحملونه ولا تلي لهم استيذاناً عليّ ومر من أتاك بشيء من غير أهل ناحيتك أن يصيّره إلى الموكل بناحيته وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به وليقبل كلّواحد منكما قبل ما أمرته به .
وكذلك حمّل الإمام أبا علي بن راشد رسالة إلى شيعته في بغداد والمدائن والعراق الكوفة وأطرافها كتب فيها: إنّي أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه و من كان قبله من وكلائي وصار في منزلته عندي وولّيته ما كان يتولاّه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي وارتضيته لكم وقدمته على غيره في ذلك وهو أهله وموضعه فصيروا رحمكم اللّه إلى الدفع إليه ذلك وإليّ وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرّع إلى طاعة وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا اللّه لعلكم ترحمون واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه الخروج إلى عصياني فالزموا الطريق يأجركم اللّه ويزيدكم من فضله فإنّ اللّه بما عنده واسع كريم متطوّل على عباده رحيم نحن وأنتم في وديعة اللّه وحفظه وكتبته بخطي والحمد للّه كثيراً ؛ وكان علي بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن الهادي (عليه السلام) وكان رجلاً من أهل همينيا قرية من قرى سواد بغداد فسُعي به إلى المتوكل فحبسه وبعد قضاء فترة طويلة في السجن أفرج عنه وانطلق إلى مكة بأمر الإمام وأقام بها ويجب عد إبراهيم بن محمد الهمداني من وكلاء الإمام أيضاً فقد كتب إليه الإمام: قد وصل الحساب تقبل اللّه منك ورضى عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ؛ وتدلّ هذه الرسالة بوضوح على أنّ إبراهيم قد كلّف مضافاً إلى القيام بمهام أُخرى القيام بجمع الأموال من الشيعة وإرسالها إلى الإمام و في تكملة هذه الرسالة كتب الإمام حول تقديره وتأييده: وقد كتبت إلى النضر امرته أن ينتهي عنك وعن التعرض لك وبخلافك وأعلمته موضعك عندي وكتبت إلى أيّوب أمرته بذلك أيضاً وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك وأن لا وكيل سواك ؛ وعلى أية حال كان دور منظمة الوكالة بارزاً لا سيما في عهد المتوكل وقد حاول المتوكل ومن خلال تجنيد الذين يحملون فكر العداء للعلويّين أن يقضي على مخالفيه ويمحو النشاطات المنظمة والسرية للعلويين والإمامية خاصة وبدأ بسلسلة من عمليات اعتقال الشيعة وقمعهم واستمر في سياسته هذه بكل قساوة وبدون رحمة حتى نكّل ببعض وكلاء الإمام في بغداد المدائن والكوفة ومختلف مدن العراق ومات منهم تحت عمليات التعذيب ومنهم ظل مسجوناً وقد أنزلت هذه الأعمال ضربة كبيرة على منظمة الوكالة غير انّ الإمام الهادي وبمساعيه الناضجة حافظ على حيويتها ونتاجاتها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|