أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-07-2015
3157
التاريخ: 2023-04-16
1552
التاريخ: 18-10-2015
4402
التاريخ: 2023-04-25
1481
|
يبيّن الجدول الزمني لحكم العباسيين فانّ المتوكل قد عاصر الإمام الهادي أكثر من غيره من الخلفاء، وفيما يلي نستعرض موقفه تجاه الإمام : كان المتوكل يسيء معاملة بني هاشم و يضطهدهم كثيرا وكان يسيء الظن بهم ويتّهمهم دائماً، وكان وزيره عبد اللّه بن يحيى بن خاقان يسعى بهم لديه ويشجعه على الاساءة إليهم، وقد حاز المتوكل على قصب السبق في ظلم أهل البيت واضطهادهم من بين الخلفاء العباسيين فقد كان يكن لعلي وآله حقداً وعداء عجيبين، وإذا عرف أنّ هناك من يحب الإمام عليّاً فانّه يصادر أمواله ويقضي عليه ولأجل ذلك كان الإمام الهادي يمارس خاصة في عصر المتوكل نشاطاته بشكل سري، ويراعي السرية التامة في مختلف أحواله مع الشيعة، والذي يؤيد ذلك هو الحدث الذي ينقله المؤرخون: يقول محمد بن شرف: كنت أمشي مع الإمام الهادي بالمدينة، فقال: ألست ابن شرف؟ قلت: بلى، فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة ؛ تبيّن هذه الواقعة شدة أجواء الرعب السائدة ومدى سرية الإمام الإجبارية بشكل جيد وقد كان الإمام يتبع اضطراراً نفس هذه الطريقة في الاتصال بالشيعة القاطنين في المدن والمناطق المختلفة ويستلم الحقوق الشرعية والأموال المرسلة من قبلهم بسرية تامة ؛ وقد قدمت لنا كتب التاريخ والرجال نموذجاً ممّا أشرنا إليه: فقد روى محمد بن داود القمي ومحمد الطلحي: حملنا مالاً من خمس ونذر وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها، و خرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادي، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول، فرجعنا إلى قم وأحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا إليكم إبلاً عيراً فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها، فحملناها وأودعناها اللّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه فقال (عليه السلام): انظروا إلى ما حمّلتم إلينا فنظرنا فإذا المنايح كما هي ؛ ومع أنّه لا يعلم أين حدث ذلك أفي فترة إقامة الإمام في المدينة أو في سامراء إذ كانت تخضع لمراقبة وسيطرة أكثر شدة ـ غير انّ هذه القضية تمثل على أية حال حالة بارزة للاتصالات السرية البعيدة عن أعين جواسيس جهاز الخلافة وفرضت على الإمام (عليه السلام) حين إقامته بسامراء رقابة شديدة وضيق الخناق عليه من قبل الجهاز العباسي الحاكم حتّى أنّه أرسلت إليه مرّة أموال من قم و على الرغم من أوامر المتوكل التي صدرت للفتح بن خاقان بضبطها والجهود التي بذلها الأخير في هذا الصعيد إلاّ انّ الإمام (عليه السلام) استلمها ليلاً وبذلك باءت جهود الجهاز الأمني للبلاط العباسي بالفشل .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|