المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



نشاطات الإمام السرية  
  
3490   04:43 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص509-510
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

يبيّن الجدول الزمني لحكم العباسيين فانّ المتوكل قد عاصر الإمام الهادي أكثر من غيره من الخلفاء، وفيما يلي نستعرض موقفه تجاه الإمام : كان المتوكل يسيء معاملة بني هاشم و يضطهدهم كثيرا وكان يسيء الظن بهم ويتّهمهم دائماً، وكان وزيره عبد اللّه بن يحيى بن خاقان يسعى بهم لديه ويشجعه على الاساءة إليهم، وقد حاز المتوكل على قصب السبق في ظلم أهل البيت واضطهادهم من بين الخلفاء العباسيين فقد كان يكن لعلي وآله حقداً وعداء عجيبين، وإذا عرف أنّ هناك من يحب الإمام عليّاً فانّه يصادر أمواله ويقضي عليه ولأجل ذلك كان الإمام الهادي يمارس خاصة في عصر المتوكل نشاطاته بشكل سري، ويراعي السرية التامة في مختلف أحواله مع الشيعة، والذي يؤيد ذلك هو الحدث الذي ينقله المؤرخون: يقول محمد بن شرف: كنت أمشي مع الإمام الهادي بالمدينة، فقال: ألست ابن شرف؟ قلت: بلى، فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة ؛ تبيّن هذه الواقعة شدة أجواء الرعب السائدة ومدى سرية الإمام الإجبارية بشكل جيد وقد كان الإمام يتبع اضطراراً نفس هذه الطريقة في الاتصال بالشيعة القاطنين في المدن والمناطق المختلفة ويستلم الحقوق الشرعية والأموال المرسلة من قبلهم بسرية تامة ؛ وقد قدمت لنا كتب التاريخ والرجال نموذجاً ممّا أشرنا إليه: فقد روى محمد بن داود القمي ومحمد الطلحي: حملنا مالاً من خمس ونذر وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها، و خرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادي، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول، فرجعنا إلى قم وأحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا إليكم إبلاً عيراً فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها، فحملناها وأودعناها اللّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه فقال (عليه السلام): انظروا إلى ما حمّلتم إلينا فنظرنا فإذا المنايح كما هي ؛ ومع أنّه لا يعلم أين حدث ذلك أفي فترة إقامة الإمام في المدينة أو في سامراء إذ كانت تخضع لمراقبة وسيطرة أكثر شدة ـ غير انّ هذه القضية تمثل على أية حال حالة بارزة للاتصالات السرية البعيدة عن أعين جواسيس جهاز الخلافة وفرضت على الإمام (عليه السلام) حين إقامته بسامراء رقابة شديدة وضيق الخناق عليه من قبل الجهاز العباسي الحاكم حتّى أنّه أرسلت إليه مرّة أموال من قم و على الرغم من أوامر المتوكل التي صدرت للفتح بن خاقان بضبطها والجهود التي بذلها الأخير في هذا الصعيد إلاّ انّ الإمام (عليه السلام) استلمها ليلاً وبذلك باءت جهود الجهاز الأمني للبلاط العباسي بالفشل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.