المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



ما جرى على الهادي في سامراء  
  
3696   04:45 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص237-241
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

اشخص ابا الحسن (عليه السلام) المتوكل من المدينة الى سر من رأى وكان السبب في ذلك ان عبد اللّه بن محمد وكان والي المدينة سعى به (عليه السلام) اليه فكتب المتوكل اليه كتاباً يدعو به فيه الى حضور العسكر على جميل من القول وبعث يحيى بن هرثمة ثلاثمئة رجل لأشخاصه من طريق البادية وقد رأى يحيى منه (عليه السلام) في ايام المصاحبة معه من الدلائل والآيات ما لا يتحملها المقام.

روى المسعودي عن يحيى بن هرثمة قال وجهني المتوكل الى المدينة لأشخاص علي بن محمد (عليه السلام) لشيء بلغه عنه فلما صرت اليها ضج اهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله فجعلت أسكنهم وأحلف اني لم أؤمر فيه بمكروه وفتشت بيته فلم اصب فيه الا مصحفاً ودعاءً وما اشبه ذلك فأشخصته وتوليت خدمته واحسنت عشرته فبينا انا في يوم من الايام والسماء صاحية والشمس طالعة اذ ركب وعليه ممطر وقد عقد ذنب دابته فعجبت من فعله فلم يكن بعد ذلك الا هنيهة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها ونالنا من المطر امر عظيم جداً فالتفت اليَّ وقال: انا اعلم انك انكرت ما رأيت وتوهمت اني علمت من الامر ما لا تعلمه وليس ذلك كما ظننت ولكني نشأت بالبادية فانا اعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر فلما اصبحت هبت ريح لا تخلف وشممت منها رائحة المطر فتأهبت لذلك فلما قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن ابراهيم الطاطري وكان على بغداد فقال يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول اللّه (صلى الله عليه واله)والمتوكل من تعلم وان حرضته على قتله كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله)خصمك فقلت واللّه ما وقفت منه الا على كل امر جميل فصرت الى سامراء فبدأت بوصيف التركي وكنت من اصحابه فقال: واللّه لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري فعجبت من قولهما وعرَّفت المتوكل ما وقفت عليه وما سمعته من الثناء عليه فاحسن جائزته واظهر بره وتكرمته .

وقال في اثبات الوصية حدَّث ابو عبد اللّه محمد بن احمد الحلبي القاضي قال: حدثني الخضر بن محمد البزاز وكان شيخاً مستوراً ثقة يقبله القضاة والناس: قال: رأيت في المنام كأني على شاطئ دجلة بمدينة السلام في رحبة الجسر والناس مجتمعون خلقاً كثيراً يزحم بعضهم بعضاً وهم يقولون قد اقبل بيت اللّه الحرام فبينا نحن كذلك اذ رأيت البيت بما عليه من الستائر الديباج والقباطي قد اقبل ماداً على الأرض يسير حتى عبر الجسر من الجانب الغربي الى الجانب الشرقي والناس يطوفون به وبين يديه حتى دخل دار خزيمة الى ان قال: فلما كان بعد أيام خرجت في حاجة حتى انتهيت الى الجسر فرأيت الناس مجتمعين وهم يقولون قد قدم ابن الرضا (عليه السلام) من المدينة فرأيته قد عبر من الجسر على شهري تحته كبير يسير عليه سيراً رفيقاً والناس بين يديه وخلفه وجاء حتى دخل دار خزيمة بن حازم فعلمت انه تأويل الرؤيا التي رأيتها ثم خرج الى سر من رأى ؛ وقال الشيخ الطبرسي (رضي اللّه عنه) فلما وصل إلى سرَّ من رأى تقدم المتوكل ان يحتجب عنه في منزله فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك فقام فيه يومه ثم تقدم المتوكل بإفراد دار له فانتقل اليها ؛ ثم روى عن صالح بن سعيد قال: دخلت على ابي الحسن (عليه السلام) في يوم وروده فقلت له جعلت فداك في كل الامور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى انزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك فقال ها هنا انت يا بن سعيد ثم اومأ بيده فاذا بروضات انقات وانهار جاريات فيها خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون فحار بصري وكثر عجبي فقال: حيث كنا فهذا يا ابن سعيد لسنا في خان الصعاليك . وفي اثبات الوصية روى انه (عليه السلام) دخل دار المتوكل فقام يصلي فاتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: الى كم هذا الرياء؟ فاسرع الصلاة وسلم ثم التفت اليه فقال: ان كنت كاذباً سحتك اللّه فوقع الرجل ميتا فصار حديثاً في الدار .

وروي عنه (عليه السلام) قال: اخرجت الى سر من رأى كرهاً ولو أخرجت عنها أخرجت كرهاً قيل ولم يا سيدي؟ قال لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلة دائها .

وروى الشيخ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي بن محمد عن ابراهيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خرّاج خرج به فأشرف منه على الموت فلم يجسر احد ان يسِمه بحديدة فنذرت أمه إن عوفي ان تحمل الى ابي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) مالاً جليلاً من مالها وقال له الفتح بن خاقان لو بعثت الى هذا الرجل يعني ابا الحسن (عليه السلام) فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج اللّه به عنك فقال ابعثوا اليه فمضى الرسول ورجع فقال: خذوا كسب الغنم فديفوه بماء الورد وضعوه على الخراج فانه نافع بأذن اللّه فجعل من يحضر المتوكل يهزأ من قوله فقال لهم الفتح: وما يضر من تجربة ما قال فواللّه اني لأرجو الصلاح به فاحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج فانفتح وخرج ما كان فيه وسرّت أم المتوكل بعافيته فحملت الى ابي الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها واستقل المتوكل من علته فلما كان بعد أيام سعى البطحائي بأبي الحسن (عليه السلام) الى المتوكل وقال عنده اموال وسلاح فتقدم المتوكل الى سعيد الحاجب ان يهجم عليه ليلاً ويأخذ ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمل اليه قال ابراهيم بن محمد قال لي سعيد الحاجب: صرت الى دار ابي الحسن (عليه السلام) بالليل ومعي سلم فصعدت منه الى السطح ونزلت من الدرجة الى بعضها في الظلمة فلم ادر كيف أصل الى الدار فناداني ابو الحسن (عليه السلام) من الدار يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث ان آتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادته على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة فقال لي: دونك البيوت فدخلتها وفتشتها فلم اجد فيها شيئاً ووجدت البدرة مختومة بخاتم ام المتوكل وكيساً مختوماً معها فقال لي ابو الحسن (عليه السلام): دونك المصلى فرفعته فوجدت سيفاً في جفن ملبوس فأخذت ذلك وصرت اليه فلما نظر الى خاتم امه على البدرة بعث اليها فخرجت اليه فسألها عن البدرة فأخبرني بعض خدم الخاصة انها قالت: كنت نذرت في علتك ان عوفيت ان أحمل اليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها اليه وهذا خاتمي على الكيس ما حركه وفتح الكيس الآخر فاذا فيه أربعمئة دينار فأمر أن يضم الى البدرة بدرة اخرى وقال لي: احمل ذلك الى ابي الحسن (عليه السلام) واردد عليه السيف والكيس بما فيه فحملت ذلك اليه واستحييت منه فقلت له: يا سيدي عزَّ عليَّ دخولي دارك بغير اذنك ولكني مأمور فقال لي {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.