أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2020
1808
التاريخ: 26-9-2018
1684
التاريخ: 13-1-2016
3749
التاريخ: 2024-10-14
661
|
وصية للجميع:
«وصيتي للجميع هي أن يعتمدوا على الله تبارك وتعالى ويسيروا باتجاه معرفة الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال. إن الله سيكون معكم وسيكون عوناً لكم إذا كنتم في خدمته جل وعلا وخدمة عباده واستمريتم في طريق التعاون فيما بينكم من أجل رقي وتقدم بلدنا الإسلامي...».
بهذه العبارات القصيرة أوصانا الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه جميعاً وبشكل مؤكد بذكر الله وتربية النفس والسعي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال وعدم التبعية والاتكال على الله وخدمة عباده والتحلي بروح التعاون والسعي من أجل رقي البلاد وتقدمها. ومن الواضح أن وصية الإمام هذه هي للجميع وفي كافة مجالات الحياة وهذه الوصية هي مفتاح لحل جميع المشاكل ولفتح جميع الأبواب المغلقة ولا سيما تلك المشاكل والصعوبات على صعيد الحياة الزوجية والعائلية إن الاهتمام بهذه الوصايا والتوجيهات ولا سيما تلك التي تؤكد ضرورة التحلي بروح التعاون، يجعل كل المشاكل والصعوبات تهون وتسهل أمام الإنسان ويصبح كل مرّ في هذه الحياة حلواً. كما أن اتباع هذه الوصايا وتنفيذ تلك التوجيهات القيمة يجعل الحياة جميلة وهادئة ومحببة ومستساغة.
فعلى الزوج والزوجة أن يعيشا في ظل التعاون وليس في ظل التوتر والعنف. كما أن على الوالدين أن يتعاملا مع أولادهما في إطار من التعاون. إن كل عمل يقوم به الفرد في داخل الأسرة أو في المجتمع يجب أن يكون هدفه الأول خدمة الاخرين ومصالحهم وبعد ذلك يأخذ بعين الاعتبار مصلحته الشخصية على الجميع أن يسعوا ويبذلوا ما باستطاعتهم في سبيل عزة الآخرين وسعادتهم أي عليهم أن يتحملوا الصعوبات والمشاق لإراحة الآخرين وإسعادهم عليهم أن يتجنبوا الاستبداد والاستفراد بالرأي وأن يعيشوا مع بعضهم البعض ومن أجل بعضهم البعض ويفكروا سوية ويخدموا ويساعدوا بعضهم البعض. عليهم أن لا يعيشوا كالحيوانات التي تعيش سوية أحياناً ولكنها لا تعيش من أجل بعضها البعض ولا تدرك معنى التعاون. إن على كل فرد أن يعتبر نفسه عضواً في جسد أكبر وجزءاً من مجتمع أكبر ويسعى لرقي وتقدم ذلك الجسد أو المجتمع.
الرسالة التالية تبين لنا نموذجاً من روح التعاون السائدة بين أفراد الأسرة وفي داخل الحياة العائلية ونحن كلنا أمل بأن نعيش جميعاً - وفي ظل وصيا وتوجيهات إمامنا الفقيد والعزيز - في كل مكان كأسرة واحدة حياة مشرفة وحرة في ظل روح التعاون هذه:
الرسالة:.. لعلكم تتذكرون بأني التقيت بكم في ليلة من ليالي الجمعة عند المرقد الطاهر للسيدة المعصومة وتحدثت معكم حول التعاون والتكاتف داخل الأسرة وبين الأقارب والمعارف وقلت لكم بأننا في مدينة قم نعقد جلسة مرة كل اسبوعين في منزل أحد الأقرباء حيث نجتمع ونتداول في شؤون بعضنا البعض ونبدأ جلساتنا تلك بتلاوة شيء من القران الكريم وبيان الأحكام الشرعية.
وبعد ذلك نتحدث عن القضايا العائلية وقد أنشأنا صندوقاً للتعاون بين الأقارب حيث يساهم كل واحد منا بمبلغ من المال يودع في هذا الصندوق الذي يقدم قروضا لأفراد الأسرة والأقرباء عندما يحتاجون إلى مبلغ من المال. كما أن هذا الصندوق يقدم قروضاً لمن يريد الزواج من الأقرباء. ففي هذه الحالة يجتمع أفراد العائلة والأقارب لمساعدة الزوجين الشابين والمساهمة في نفقات الزواج حتى لو كانت عائلة الشاب في وضع مادي جيد كما يقوم الصندوق المذكور بتقديم المساعدات بصورة سرية للأشخاص المتعففين المحتاجين من الأقرباء حيث نقوم ومن خلال صندوق المساعدات هذا بتسهيل أمور الاخرين وحل الكثير من المشاكل والصعوبات التي يواجهها الأقرباء وذلك من خلال تبادل الرأي والتشاور فيما بيننا في تلك الجلسات والاجتماعات الدورية. إنا نؤمن بأن علينا مساعدة الآخرين والاهتمام بقضاياهم وحل مشاكلهم ولا سيما على صعيد الأسرة وفي نطاق الأقرباء والمعارف والأرحام ما داموا على قيد الحياة. لا أن نحضر فقط مآتمهم عندما يموتون ونواسيهم ونعزّيهم عندما تحل بهم المصائب والنوائب.
تلاحظ أيها القارئ الكريم كيف أن روح التعاون الذي أوصى به الإمام وأمر به الله تبارك وتعالى يمنح الحياة كل هذا النشاط والسعادة والصفاء؟ وكيف أنه يبعد عن الأقرباء والأرحام الخوف من الفقر والفاقة والعوز والمرض؟ وكيف أن هذا التعاون ينقذ الأقارب والأرحام من الوحدة والغربة والتشتت؟ تلاحظ عزيزي القارئ كيف أن التعاون مع الآخرين ومساعدتهم ولا سيما مساعدة الأقارب والأرحام يمنح الحياة حيوية ونشاطاً خاصاً ويعطي الإنسان الأمل ويجعله يأنس بالحياة ويفتح أمامه آفاق السعادة؟ ألا تشعرون كيف أن روح التعاون والمساعدة تخفف من وطأة الحوادث والمشاكل الصعبة التي يواجهها الآخرون؟ حري بنا أن نستلهم من وصية الإمام وننمي في أنفسنا وفي أنفس الآخرين روح التعاون والمساعدة والعون.
من هو أسعد الناس في هذه الحياة؟
قال عليّ بن شعيب: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال لي: [يا علي من أحسن الناس معاشاً؟] قلت: أنت يا سيدي أعلم به مني. فقال عليه السلام: [يا علي من حَسُن معاش غيره في معاشه].
[يا عليّ من أسوأ الناس معاشاً؟] قلت: أنت أعلم. فقال عليه السلام: [من لم يعش غيره في معاشه، يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم.
يا علي إنّ شر الناس من منع رفده وأكل وحده وجَلَد عبده](1). إذن إذا أردنا أن ننعم بحياة سعيدة هانئة وأن نكون من أحسن الناس معاشاً. فعلينا أن نقوي وننمي روح التعاون ومساعدة الآخرين في أنفسنا ونبادر إلى تقديم العون والمساعدة للآخرين وأن نجعلهم يستفيدون وينعمون بعملنا وحياتنا (أي أن نجعل حياتنا ووجودنا وعملنا نافعاً ومفيداً للآخرين) وأن نساهم جميعاً من خلال نشاطنا وعملنا الدؤوب وتعاوننا المشترك في تنمية الثروة الوطنية ونجد ونسعى لاستغلال الأراضي الزراعية في كل أرجاء البلاد وإحيائها وزراعتها، كذلك علينا أن نسعى ونعمل لإدخال الفرح والسرور على الأسر المختلفة بحيث لا يبقى هناك من بيت يعيش أهله وأصحابه في حزن وغم ولا يبقى هناك من يعاني من البطالة والفقر.
___________________________________
(1) تحف العقول عن آل الرسول ، طبعة الأعلمي – بيروت ، ص ٣٩.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|